عروبة الإخباري – نجح ميسي مع برشلونة محلياً وفشل في تحقيق انجازات قارية واوروبية ليجد نفسه خارج حسابات الجوائز الفردية.
لطالما سمعنا عن المثل القائل “يضحك كثيراً من يضحك أخيراً”، يمكننا بالفعل اسقاط هذا المثل على الموسم الكروي الذي عاشه النجم الارجنتيني ليونيل ميسي سواء على صعيد النادي وحتى في مشاركته مع منتخب بلاده.
فعلى الرغم من البداية المميزة التي استهل بها ميسي مشواره في موسم 2015 وقيادته لفريقه برشلونة في تحقيق لقبي السوبر الاوروبي وكأس اندية العالم فضلاً عن انهائه الموسم الكروي المحلي بتحقيق لقب الليغا وكأس الملك، الا ان هذه الانجازات “المحلية” لم تكن كافية لتحمل ميسي الى مستوى الانجازات التي حققها نظرائه في قائمة الأفضل اوروبياً.
فالنكسات بدأت تتوالى على ميسي بعد الخروج من نصف نهائي بطولة دوري أبطال اوروبا امام اتلتيكو مدريد الاسباني وفقدانه المنافسة للحفاظ على لقبه في الموسم الماضي في هذه البطولة.
لتأتي القشة التي قصمت ظهر البعير في مشاركة ميسي مع منتخب بلاده في مئوية الـ كوبا أميركا عندما قدم ميسي مستويات مميزة خلال البطولة وساهم في وصول منتخب بلاده الى المباراة النهائية، الا ان الخطوة الأهم لم يتمكن من انجازها في تحقيق اللقب بعد ان خسره امام تشيلي للمرة الثانية على التوالي، في حين كانت الخسارة هي الثالثة لميسي مع منتخب بلاده في بطولة كبيرة.
الامور لم تتوقف عند هذا الحد، بل جاء التصريح الذي اثار المتابعين لكرة القدم في كافة انحاء العالم باعلانه الاعتزال الدولي ليضع حداً لمسيرته مع منتخب بلاده.
وفي المقابل وجدنا منافسي ميسي على جائزة افضل لاعب اوروبي وحتى في سباق المنافسة على الكرة الذهبية وتحديداً انطوني غريزمان والرفيق الدائم للمنافسة كريستيانو رونالدو ينجحان في تحقيق انجازات لأنديتهم ومنتخباتهم وتحديداً البرتغالي الذي فشل محلياً الا انه نجح في تحقيق اللقب الحادي عشر لناديه ريال مدريد على الصعيد الاوروبي اضافة الى قيادته لمنتخب بلاده ولأول مرة في تحقيق اللقب الاوروبي.
انجازاً غير مسبوق حققه البرتغالي هذا العام منحه الافضلية على حساب ميسي تحديداً، في حين كان الفرنسي الذي تطور بشكل رائع خلال الموسمين الماضيين ليقود ناديه اتلتيكو مدريد ومنتخب بلاده الفرنسي الى نهائي دوري ابطال اوروبا ونهائي اليورو.
بنظرة موضوعية وبعيدة عن العاطفة نجد بأن ميسي الذي خرج فعلياً من المنافسة على لقب الجائزة الاوروبية لهذا العام، بات اقرب من اي وقت مضى على الخروج كذلك من المنافسة على جائزة الكرة الذهبية لهذا العام، بل ان اردنا ان نكون أكثر تحديداً فانها اقتربت أكثر من أي وقت مضى للبرتغالي كريستيانو رونالدو ليتوج بها للمرة الرابعة في تاريخه.
ندرك تماماً بأن المعايير تختلف بين هذه الجائزة وتلك، وخصوصاً في آلية اختيار اللاعب الأفضل في كلا الجائزتين، ففي المنافسة الاوروبية نجد بأن المصوتين هم أقل عدداً وأكثر تخصصاً وتعتمد أكثر على انجازات اللاعب في المنافسات الاوروبية او القارية، بينما في جائزة الكرة الذهبية نجد بأن العدد الكبير الذي يشارك في اختيار حامل الكرة الذهبية وما يتضمنه من لاعبين واداريين واعلاميين وحتى مدربين فان جزء ليس ببسيط ينصاع الى عاطفته واهوائه في اختيار اللاعب الأفضل.
منطقياً فان حلم ميسي في المنافسة على لقب جائزة الكرة الذهبية لهذا العام قد انتهى بمجرد خروجه من القائمة النهائية للمنافسة على جائزة أفضل لاعب في الدوريات الاوروبية، ولكن جائزة الكرة الذهبية قد تأتي بما لا نتوقعه، وسبق ان حدث ذلك في اكثر من مناسبة.
فهل ستستمر حظوظ ميسي في المنافسة على هذه الجائزة، ام تكون القائمة الاوروبية قد انهت الأمور؟