كتبت في هذه الزاوية مرة بعد مرة أن هيلاري كلينتون ستفوز بالرئاسة الأميركية، والآن أقرأ مقالاً في «واشنطن بوست» يعتمد على تاريخ حملات الرئاسة الأميركية عنوانه: انتخابات 2016 حُسِمَت. التاريخ يقول إن هيلاري كلينتون ستفوز.
لم أعتمد على تاريخ أو جغرافيا في الوصول إلى رأيي أن دونالد ترامب مزيج من الجهل والتطرف والغوغائية، ويستحيل أن يقبل الأميركيون دخوله البيت الأبيض وتمثيلهم على مسرح السياسة العالمية.
كلينتون لها أعداء على استعداد لعمل أي شيء يمنع فوزها، وآخر ما كان في جعبتهم هو تحقيق مجلس النواب في حادث ليل 11-12/9/2012 عندما قُتِل أربعة أميركيين، بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، في هجوم إرهابي في بنغازي. ماذا قال التحقيق الذي استمر سنوات وكانت نفقاته سبعة ملايين دولار؟ هناك عبارة بالإنكليزية هي Smoking gun وتعني الدخان الذي يتصاعد من فوهة مسدس بعد إطلاق النار، فهذا دليل على أن حامل المسدس استعمله. قرأت في تعليقات عدة على التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي وكانت أن التقرير لم يتضمن المسدس ودخانه، أي أن هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية في حينه بريئة. وقد أجرى مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) أخيراً تحقيقاً معها عن الموضوع استمر ثلاث ساعات، ولم يجدوا شيئاً يستحق أن تُحاكم عليه وإنما هو مجرد إهمال.
ما سبق لم يمنع ترامب من أن يقول إن كلينتون «ربما كانت أكثر الناس فساداً بين الذين يسعون للرئاسة… قراراتها نشرت الموت والدمار والإرهاب في كل ما لمست». وزايد مايكل كوهين، المستشار الخاص لترامب، على المرشح الجمهوري للرئاسة بالقول إن كلينتون «قتلت سفيراً».
ترامب ومساعدوه قتلوا الحقيقة في كل تصريح لهم أو موقف، وهم هاجموا كلينتون في إرهاب ليبيا بل حمّلوها مسؤوليته مع أن تقرير الكونغرس الذي كتبته لجنة تضم غالبية من النواب الجمهوريين قال إنها كانت تعتزم زيارة ليبيا في تشرين الأول (أكتوبر)، أي بعد شهر فقط من الإرهاب، وكان هدفها إعلان تحويل البعثة الأميركية الموقتة في بنغازي إلى مكتب ديبلوماسي دائم.
موقع ليكودي أميركي طلب من كلينتون الصدق عن مساعِدتها المسلمة هوما عابدين. أجد هذه السيدة أصدَق من كل إسرائيل وشركائها في الجريمة.
الهجوم على كلينتون تجاوزها إلى حلفائها فعندما طُرِحَ اسم السناتور اليزابيث وارن، وهي ديموقراطية من ولاية مساتشوستس، نائبة للرئيس مع كلينتون هاجمها ترامب زاعماً أنها أقل أعضاء مجلس الشيوخ إنتاجاً، وأخذ يسميها «بوكاهونتاس» وهو من أسماء الهنود الحمر لأن وارن قالت إن في أصل أسرتها شيئاً من تراث الأميركيين الأصليين، وهو ادعاء لم تستطع السناتور أن تثبته.
وارن من أبرز السياسيين الليبراليين في الولايات المتحدة ولسانها حاد، لذلك طلب منها ليكود أميركا أن «تخرس». هي حذرت في مهرجان مشترك مع هيلاري كلينتون في سنستاتي الحاضرين من أن ترامب «سيسحقكم في التراب ليحصل على ما يريد».
في غضون ذلك، السناتور بيرني ساندرز الذي نافس هيلاري كلينتون على الترشيح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي وفشل، لم يستسلم بعد وإنما لا يزال يطلق التصريحات التي تعكس ميوله الاشتراكية. هو شكا في خطاب من إغلاق 60 ألف معمل وخسارة 4.8 مليون وظيفة، ولم يقل إن إدارة أوباما زادت في ثماني سنوات عشرة ملايين وظيفة جديدة. أيضاً هو تباكى على 47 مليون فقير أميركي من دون أن يقول إن الجمهوريين لا يزالون يحاولون تعطيل برنامج الرئيس للضمانات الصحية.
هناك كثير من نوع ما سبق، مثل كتاب لرجل أمن سابق يدين كلينتون، إلا أنني لا أزال عند رأيي أن المرشحة الديموقراطية ستفوز بالرئاسة الأميركية.