هدنه طويلة الأمد بين حماس و”إسرائيل” بالتزام حكومة نتنياهو الجديدة

هدنه طويلة الأمد بين حماس و”إسرائيل” بالتزام حكومة نتنياهو الجديدة

خلال الإتصال بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أكد للرئيس المصري عزمه الإلتزام بكل ما تم الاتفاق عليه بشأن قطاع غزة، مع حركة حماس برعاية المخابرات المصرية، كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بمواصلة تحويل الأموال القطرية، وتصاريح العمال، والسماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وتؤكد صحيفة هآرتس أن القاهرة تدخلت وفعلت كل أدواتها الأمنية والدبلوماسية لدى حماس، خلال اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لمنع تدهور الأوضاع، ووفقاً للصحيفة فإن حماس بينت للجانب المصري أن الاتفاقات التي تمت عقب عملية “حارس الأسوار/سيف القدس”، ووفقاً لذلك فإن كلا الطرفين حماس و”إسرائيل” على توافق والتزام بتهدئة طويلة الأمد.

وقد سبق ذلك التزامات حماس مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة برئاسة نتنياهو، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين حماس وإسرائيل عام 2012، والذي تم برعاية الرئيس المصري السابق محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر السابق، ووزيرة الخارجية الأمريكية
ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكان عنوان ذلك الاتفاق وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، وقد شكل إتفاق سيف القدس الفصل الأخير من عملية وقف إطلاق النار بين حماس و”إسرائيل”، وقد أكدت حماس على ذلك خلال العدوان على قطاع غزة 2022 شهر أغسطس، حيث استهدف العدوان الإسرائيلي حركة الجهاد الإسلامي كما إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، وقال إن “العملية العسكرية ضد الجهاد الإسلامي حققت أهدافها”، وقد أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 30 شخصاً وعدد كبير من الجرحى معظمهم من المدنيين، وفي هذا العدوان الإسرائيلي الفاشي يهدف إلى لجم حركة الجهاد الإسلامي، حيث يشكل الجناح العسكري سرايا القدس أهم وأبرز الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية بعد خروج حركة حماس وجناحها العسكري قوات الأقسام من إطار منظومة المقاومة المسلحة بعد إنجاز إتفاق التهدئة طويلة الأمد بين حماس و”إسرائيل”؛ لذلك فإن حماس و”إسرائيل” لديهم المصالح المشتركة في المحافظة على استمرار التهدئة.

حماس تعتبر سيطرتها على قطاع غزة واستمرار التهدئة يدفع بأن تكون البديل عن السلطة الفلسطينية في رام الله، حيث يتم المراهنة بأن تصعيد المقاومة بمناطق الضفة الغربية والقدس واستمرار الإرهاب الإسرائيلي اليومي من خلال الاقتحامات في جنين ونابلس والمخيمات الفلسطينية في الضفة، سوف يؤدي إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية بين صفوف الشباب الفلسطيني الثائر والأجنحة المسلحة للمقاومة، وهذه النتائج سوف تدفع جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى تكرار الاقتحامات الإسرائيلي للمناطق الضفة الغربية، ويترافق ذلك مع تكرر اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك مما يؤدي إلى حاله
من الفوضى تريدها “إسرائيل”، إضافة إلى زرع الفتنة الداخلية.

أهداف حكومة نتنياهو تتمثل في إسقاط حل الدولتين بأن الضفة الغربية “يهودا وسامرة” وقد سبق ذلك ضم القدس والذي توج بصفقة القرن، وهذا ما يدفع في المحافظة بين الجانبين حماس و”إسرائيل” بالالتزام في استمرار التهدئة؛ لذلك فإن حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة 2007 تعتبر بأن غزة ضمن حصتها خارج إطار الحسابات وتسوية في أي حوار مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية، ويدور حوار حماس حول منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وعملية إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، ووفقا لنتائج الإنتخابات التشريعية السابقة يعني بذلك لا ضرورة للإنتخابات، وتعالوا إلى تقاسم منظمة التحرير ومؤسساتها، هذا باختصار أهداف حماس قطاع غزة تحصيل حاصل، والمطلوب حوار لاستكمال السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية وقد تكون فكرة كردستان والتي سبق وأن طرحها العديد من المحللين؛ لذلك قد تقبل بلمبادرة الجزائرية لم شمل الفلسطيني والتي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتي كانت محور الخلافات قد تقبل حماس ببعض التعديل على الاقتراحات التي قدمتها حركة فتح
وبذلك حماس تبقى غزة تحت سيطرتها والضفة التي تعيش تحت الاقتحامات الإسرائيلي قد تؤدي إلى الفوضى التي تريدها “إسرائيل”
وهذه النتائج لا تشكل تهديد فقط للسلطة الفلسطينية فحسب بل تهديد للهوية الوطنية الفلسطينية
والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية والشرعية.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

السمهوري: مجلس الامن شريكاً فعلياً بحرب الإبادة

عروبة الاخباري – كتب عضو لجنة الشؤون الخارجية والبرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس جمعية …