عروبة الإخباري – كتبت زمن الخزاعلة/ منسقة وحدة الاعلام – شباب “كلنا الأردن” نجح في كسر جمود الحياة وروتينها، عبر تدشينهم سلسلة فعاليات؛ فكرية وفنية وثقافية، استمرت طيلة شهر رمضان، فصدحت حناجر الشباب في قلب المحافظات، مبددين عتمتها بنور البناء.
ففيما تقف الشمس على كتف النهار مودعة، ينفلت الشباب على الإشارات الضوئية، وكانهم طوق من ياسمين، يوزعون المياه والتمرعلى الصائمين، في تكريس حقيقي لمعاني الإسلام الحقة؛ ما احال الطرقات والشوارع إلى تظاهرات تطوعية، مفعمة بالحياة والعطاء.
في الليل، كان للشباب حضورهم أيضاً، فهناك الشعر والمسرح اللذان شكلا ملاذا وطنيا آمنا لكل من طرق بابيهما، وما المقطوعات الفنية أو القصائد إلا شواهد حقيقية يقدمها شباب هيئة كلنا الأردن، لتعظيم الإبداع كقيمة جمالية تحاكي الواقع بكل مضامينه عبر جلسات حوارية تثري المشهد وتعيد بناءه كلما استدعت الحاجة ذلك.
لوّنت الأمسيات الرمضانية ليالي الشهر الفضيل بلمسات أخرى، في إطار من البهجة والمحبة، ليس في العاصمة عمان فقط، بل في المحافظات والأطراف التي استغلت العشر الأواخر من رمضان، في تنظيم أمسيات رمضانية هادفة، تأخذ نصب عينها الشباب والمجتمع، من دون أن تغفل حاجاتهم واهتماماتهم.
امتلأت قاعات المقرات بالمنتدين، وعلت أصوات الشباب وأفكارهم. هكذا كانت مساءات الهيئة وفروعها، بعد أن فاضت قاعاتها بالزائرين، ممن فضلوا النور على العتمة، وانخرطوا في تلبية حاجاتهم الفكرية، فوجدوا في أمسياتنا ضالتهم.
في رمضان قال الشباب كلمتهم، بهدوء ومن دون ضجيج، لا للتطرف والإرهاب، قالوها لكن على طريقتهم، المستندة إلى الحوار ومقارعة الحجة بمثلها، في تأكيد واضح على أهمية تحصين أبنائنا بالعلم والمعرفة والثقافة، فجاءت برامح “رسل الاعتدال والوسطية” لتغذية الفكر والروح ومدهما باسباب الرفعة والبناء.
أن يمسك الشباب بالفكر النير في مواجهة عناوين الإقصاء، ففي ذلك رسائل كثيرة، تعزز من وسطية الخطاب الديني والتعايش، وتكرّس مفاهيم التعايش والمحبة، وسط مجتمع يرى في الشباب سياجه الأمتن من التطرف والارهاب.