عروبة الإخباري – درج الرئيس نبيه بري على التعامل بروية وهدوء في إدارته طاولة الحوار، مثل ربان طائرة تتعرض لمطبات هوائية. هذا ما يحصل في عين التينة، وما ينتظر أن تشهده الخلوات المرتقبة في آب المقبل.
وبعد تلقيه جملة ردود لفرملة مبادرته الرافضة لمبدأ قانون النسبية والهادفة الى قانون عصري، ردّ قبل أقل من ساعة من موعد الافطار أمس: “أقول للذين يهاجمون السلة المتكاملة إنني لم أخترع البارود، وسبق لي أن طرحت بنودها تم تطبيق بعضها- دعم الجيش والنسبية – ولم أقدم اليوم جديداً. ولماذا كل هذا الصراخ في البلد والضجة التي يثيرها البعض؟ هم في الاصل حضروا الى الحوار على أساس هذه البنود والعمل على تنفيذها للخروج من النفق الذي تمر به البلاد”.
ويستغرب بري هنا كيف ان البعض يتحدث عن نياته ويسعى الى مؤتمر تأسيسي، ثم يتهم “حزب الله” بأنه صاحب الفكرة. ويقسم أن الحزب مثل سائر الافرقاء تبلغ بمضمون ما طرحه. ويقول أمام زواره: “ليس صحيحاً ان السلة أمر مرادف لمؤتمر تأسيسي. ولماذا الكذب على اللبنانيين؟”.
ويوجه الرسالة الساخنة الى منتقديه: “عليهم ان يعرفوا ان عدم السير بالسلة التي قدمتها سيقود البلد الى ما هو أسوأ من المؤتمر التأسيسي المزعوم، أي الفراغ الشامل، إن لم أقل الدمار الشامل”.
ويضيف أن “لا رئيس جمهورية من دون هذه السلة”. ويردد أنه كان يتمنى انتخاب رئيس للبلاد قبل سنتين، وأمس قبل اليوم، ولا أحد يزايد علي في هذا الموضوع”.
ورداً على نواب غمزوا من قناة “حزب الله” انه يقف وراء مبادرة بري، يقول: “تحالفي مع الحزب استراتيجي وأنسّق معه في قضايا كبيرة، لكن على الجميع ان يعلموا ويطمئنوا ان الله عز وجل وحده الذي يمون عليّ”.
ويبقى أن أكثر ما يخشاه بري هو الاستمرار على هذه الطريق الشاغرة في قنوات الرئاسة وقانون الانتخاب وحلول موعد انتهاء الولاية الممددة للمجلس، “وعندها سنتوجه الى الانتخابات على أساس قانون الستين من دون رئيس للجمهورية، وبحكومة مستقيلة، أليس من الافضل اليوم الاتفاق على هذه السلة رأفة بالبلاد والعباد؟ وما هو رد المعارضين لها عند وقوع هذه الازمة التي بدأنا نتلمسها منذ اليوم؟”.
ويعود الى تذكير هؤلاء بالأيام التي سبقت اتفاق الدوحة في 2008، وكيف كان “اسم العماد ميشال سليمان مطروحا ويتداوله الافرقاء قبل التوجه الى قطر، ولم تسوّ الامور ولم يجرِ الحسم إلا في الدوحة، بعد قبول الجميع بسلة كان أبرز بنودها الاتفاق على قانون الانتخاب وشكل الحكومة، ثم حلّ اسم سليمان في سدة الرئاسة الأولى”.
وسأل: “لماذا ما حصل بالامس لا يصح اليوم؟ وهل المطلوب حضور أمراء لإمرار هذه السلة فيتم التنفيذ ويتجاوب البعض معها؟. البلاد تمر في ظروف صعبة، تعالوا الى الطاولة والجلسات المقبلة قبل فوات الاوان”.
ويبقى ما “يعزّي” بري أنه لم يسمع هذه الاعتراضات على السلة من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، لأن نوابا في كتلتيهما تولوا هذه المهمة، مع الملاحظة أنه عبر عن إعجابه بتنظيم “التيار الوطني الحر” مؤتمر البلديات أمس، وإن لم يتلقّ بإعجاب كلمة الوزير جبران باسيل عن اللاجئين السوريين.النهار