عروبة الإخباري – جدد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، صباح اليوم الثلاثاء، تأكيد استعداد بلاده استقبال آلاف اللاجئين بسبب الحروب الدائرة في سوريا والمنطقة، في إطار تحملها للمسؤولية، لكنه أشار إلى رفض الحكومة الإسرائيلية لطلب السلطة الفلسطينية حيال ذلك.
وقال “المالكي”، في كلمة له نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للعمل الإنساني في مدينة إسطنبول، خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للعمل الإنساني في مدينة إسطنبول، إننا “نجدد التأكيد على استعدادنا وفي إطار تحمل المسؤولية، استقبال آلاف اللاجئين بسبب الحروب الدائرة في سوريا والمنطقة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت ترفض طلبنا حتى الآن”.
وأضاف، “تشهد منطقتنا على المستوى الإقليمي صراعات محتدمة، سمحت بنشر التطرف والإرهاب، وأدت إلى كوارث إنسانية غير مسبوقة، طالت مئات الآلاف من أبناء شعوبنا، ونحن من جانبنا قدمنا العديد من المبادرات، إضافة إلى دعم الجهود الدولية، الرامية لإيجاد حلول سلمية، تحافظ على وحدة وسلامة الشعوب، حتى لا تتحول النزاعات إلى صراعات دينية وطائفية”.
وفي سياق آخر، أكد المالكي على وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، من خلال دعم المبادرة الفرنسية، وعقد المؤتمر الدولي للسلام بأسرع وقت، على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بداية أتوجه بالتحية والتقدير للجمهورية التركية رئيساً وحكومة وشعباً، على استضافة هذا المؤتمر في مدينة اسطنبول، كما وأثمن عالياً لمعالي الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، وطواقم الأمم المتحدة، ونقدر لهم الإعداد الجيد لهذا المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى؛ ولا شك في أنه قد جاء في زمانه ومكانه، ولا سيما في ظل هذه الظروف البالغة الدقة والخطورة التي يعيشها عالمنا المعاصر.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أؤكد على دعمنا والتزامنا بالمسؤوليات الواردة في أجندة الأمين العام من أجل الإنسانية، فنحن في فلسطين شعباً وقيادة، نسعى بكل إرادة وتصميم من أجل إنهاء عذابات شعبنا، بالوسائل السلمية، فمنذ قرابة سبعين عاماً وقضية فلسطين وشعبها، الذي شرد أكثر من نصفه من وطنه ظلماً وعدواناً، لا زالت تنتظر الحل، فشعبنا لن يقبل بالبقاء تحت الاحتلال، ولا باستمرار الوضع الحالي، الذي يمتهن حريته وإنسانيته وكرامته وحقوقه الأساسية.
إن ضمان وجود إرادة سياسية دولية جماعية، لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي تدعو لإيجاد حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، هو المدخل الأساس لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني من جوانبه كافة، والتي ترتبت عليها نكبة الشعب الفلسطيني، التي تم تنفيذ بدايتها في العام 1917، واستمرت حتى يومنا هذا.
السيدات والسادة،
لا زال قرابة ستة ملايين إنسان من شعبنا من اللاجئين والنازحين يعيشون في أماكن اللجوء في دول الجوار، وفي داخل فلسطين، ولا زالت إسرائيل التي ارتكبت هذه الجرائم منذ العام 1948، لم تعترف بمسؤوليتها عن تشريدهم، وعن تدمير ومسح مئات المدن والقرى الفلسطينية، واستمرت إسرائيل في مشاريعها الاستيطانية الإحلالية، ومنعت الفلسطينيين من البناء على أراضيهم، وقامت بهدم منازلهم، وغيرها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
في أعقاب النكبة عام 1948، تم تأسيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين، الأونروا، التي ساهمت في رعاية أربعة أجيال من لاجئي فلسطين، وفي تحقيق تنميتهم البشرية، وتعزيز صمودهم، والحفاظ على كرامتهم، إلى حين إيجاد حل عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، الأمر الذي يستدعي استمرار مساندة هذه الوكالة ودعم مهمتها الإنسانية والإنمائية الهامة، واسنادها بمزيد من التمويل اللازم والمستدام لأداء دورها النبيل.
وهنا نجدد التأكيد، على استعدادنا، وفي إطار تحمل المسؤولية، استقبال آلاف اللاجئين، بسبب الحروب الدائرة في سورية والمنطقة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا زالت ترفض طلبنا هذا.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إننا نغتنم الفرصة، لنجدد وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وذلك من خلال دعم المبادرة الفرنسية، والمشاركة على المستوى الوزاري في مجموعة دعم دولية في الثالث من حزيران، وعقد المؤتمر الدولي للسلام بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس حل الدولتين على حدود 1967، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحديد سقف زمني وآلية متابعة لتطبيق ما يتفق عليه.
السيدات والسادة،
إننا ماضون في مسيرتنا وجهودنا من أجل بناء مؤسسات دولتنا على أسس عصرية وديمقراطية، ونؤكد على التزاماتنا كافة، وفق القانون الدولي والمعاهدات الدولية التي قمنا بالالتحاق بها.
وفي إطار التضامن بين الشعوب، وبالرغم من وجود الاحتلال، وشح الموارد، فإن مؤسساتنا الحكومية والأهلية، تقوم بتحمل مسؤولياتنا في الإغاثة الإنسانية الدولية، ونرسل وفودا إغاثة للعديد من دول العالم في أوقات الكوارث الطبيعية، وعند الحاجة.
هذا وتشهد منطقتنا على المستوى الإقليمي، صراعات محتدمة، سمحت بتفشي التطرف والإرهاب، وأدت إلى كوارث إنسانية غير مسبوقة طالت مئات الآلاف من أبناء شعبنا، ونحن من جانبنا قدمنا العديد من المبادرات، ونقوم بدعم الجهود الدولية الرامية لإيجاد حلول سلمية، تحافظ على وحدة وسلامة هذه الشعوب، حتى لا تتحول الصراعات إلى صراعات دينية وطائفية.
وأخيراً أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لهذه القمة النجاح، وتحقيق كل ما نصبو إليه من خير للبشرية، وعلى نحو يصون حرية وكرامة وإنسانية بني الإنسان.
والسلام عليكم
المالكي: اسرائيل ترفض طلبنا باستقبال لاجئين من الشرق الاوسط في فلسطين
12
المقالة السابقة