عروبة الإخباري – عاين العرض المسرحي “كن صديقي” اخراج مرتضى جمعة ونص احمد الماجد، والمستوحى من مسرحية “خطبة لاذعة ضد رجل جالس” لغابرييل ماركيز، عذابات المرأة من منطلق التخيل العقلي القادر على اختبار احاسيس عقلية لمواقف او حالات لم يختبرها شخصيا.
مسرحية “كن صديقي” التي قدمتها فرقة مسرح عيال زايد للفنون من ابو ظبي وعرضت مساء امس الخميس ضمن عروض “ايام الشارقة المسرحية” في دورتها الــ26 على مسرح معهد الثقافة، وجاءت متقاطعة في الثيمة الى حد ما مع مسرحية “المغنية الصلعاء” ليوجين يونسكو، تتحدث عن معاناة وعذابات إمرأة نتيجة تجاهل زوجها لها وخيانتها مع إمراة اخرى ، طارحة ضعف المرأة في الدفاع عن قضاياها تجاه مجتمع لا يرحم ويطلب منها الصمت على ان تصبح مطلقة.
العرض الذي جاء محملا بالرومانسية والشاعرية ومنتميا للمونودراما بحيث ان الشخصية الرئيسة للعرض “المرأة” والتي ادت دورها الفنانة سميرة الوهيبي، هي التي حملت كل اعبائه بتميز من مونولوجات واداء تمثيلي وحركي وان غابت الرشاقة عن الاخير احيانا، رغم تواجد شخصية “الزوج” الجالس على كرسي، والفرقة الموسيقية المتموضعة بالالاتها الموسيقية وقمصانهم البيضاء وسراويلهم السوداء والذين استهلوا العرض في برولوغ يتحدث عن تلك المراة التي تجلس امام التسريحة في ظل بقعة اضاءة مستطيلة بيضاء على يمين الخشبة.
المسرحية التي جاءت السينوغرافيا فيها موفقة الى حد ما لا سيما الاضاءة المتغيرة والمتحركة من خلق تكوينات ومساحات فنية واجواء درامية، الا ان الممثلين غالبا ما كانوا يقعون خارجها، علاوة على ان التعتيم المبالغ به افقده دلالاته احيانا بوصفه عنصر اضاءة ايضا.
وفق المخرج في العرض الذي جاء مقتربا من التعبيرية ونصه المنطوق بالمحكية الاماراتية، بتوظيف العديد من قطع الديكور والاكسسوارات الا ان القصدية غابت عن الالات الموسيقية التي يحملها اعضاء الجوقة ولم توظف في العرض الذي شكل فيه هؤلاء الرجال الثلاثة معادلا موضوعيا وانعكاسا لصورة الرجل/الزوج لا سيما في بعض الحوارات القليلة لهم، كما وفق في توظيف بعض قطع الديكور بوصفها سرير او مقعد والثوب الابيض الذي راقصته شخصية العرض بوصفه الزوج حين استدعت بواكير علاقتهما، وغيرها الكثير من العلامات البصرية.
العرض الذي لم يكن فيه توازن الكتل و”الميزانسين” موفقا، كان بالامكان اختزال شخصية “الرجل الصامت” والاستعاضة عنه بالمقعد الجلدي الكبير الذي كان يجلس عليه وتموضع على يسار الخشبة، الا اذا كان القصد منه خلق حالة ابداعية من منطوق “الصمت” البارد، لتكثيف جرعة المعاناة التي تعيشها المرأة التي تكشف في ختام العرض انها عانس ولم تتزوج وكل ما سبق محض تخيل وما عايشته من معاناة وتجارب والدتها وجدتها ونساء اخريات ونقلتها عنهم، ويظلل التعتيم الخشبة على انغام اغنية “كن صديقي” للفنانة ماجدة الرومي والتي كانت اخر عبارات الممثلة في مونولجها الختام الموجه للرجل.
وكانت عرضت قبلها في ذات المساء وعلى نفس المسرح مسرحية “البازار” للمخرج من اخراج محمد صالح وانتاج فرقة جمعية دبا الحصن، كما قدمت ضمن فعاليات الايام قراءات لنصوص واصوات.