عروبة الإخباري – يبدو أن اتّهام مصر لحركة حماس بالضلوع في اغتيال النائب العام المصري لم يؤثّر كثيراً على التقارب الذي أعلن عنه الأيام الماضية بين الحركة والقاهرة، فقد أكّد قيادي في حركة حماس، الخميس 10 مارس/آذار 2016، أن “وفداً قيادياً من الحركة، سيزور العاصمة المصرية القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة”.
المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه قال إن “الأيام القليلة القادمة، ستشهد زيارة وفدٍ قيادي من حماس للقاهرة، يضم 3 أعضاء من قطاع غزة، واثنين من الخارج”.
المصدر ذاته أضاف أن “الوفد سيكون على رأسه غالباً القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق، وشخصيات رفيعة المستوى في حماس”، مشيراً إلى أن “مواضيع مختلفة سيتم نقاشها، أهمها احتياجات غزة في المعابر وغيرها”.
وحول علاقة حماس ومصر، قال إن “الحركة تتحدث مع كافة الأطراف بصدق، لتحقيق أوسع قاعدة لدعم القضية الفلسطينية”.
ضبابية العلاقة
الإعلان المفاجئ أزال جزءاً من الضبابية حول مستقبل العلاقة بين الحركة والقاهرة، خاصةً بعد اتهام وزير الداخلية المصري مجدى عبدالغفار حركة حماس بالمشاركة بتخطيط اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، والذي ألقى مزيداً من التوتر على العلاقة المتوترة أصلاً بين الجانبين.
المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري كشف قبل أيام أن الاتهامات المصرية للحركة بالضلوع في اغتيال بركات، صدرت بينما كانت الترتيبات جارية لزيارة وفدٍ رفيع المستوى من قادة حماس في الداخل والخارج القاهرة لبحث العلاقات الثنائية.
وأوضح أبو زهري أن أياً من المسؤولين في المخابرات المصرية لم يخبروا حركة حماس بشيء من تلك الاتهامات على مدار أكثر من أسبوعين من التواصل بين أعلى مستوى في قيادة حماس ومدير المخابرات المصرية، وفقاً لما نشرته الجزيرة نت.
حماس من جهتها تنتظر أن تتخذ القاهرة الخطوة الأولى لمعالجة آثار اتهامات وزير الداخلية –بحسب أبو زهري- وذلك عبر اتخاذها موقفاً يعيد العلاقات إلى نصابها ويستكمل الترتيبات المتعلقة بعقد لقاء بين مسؤولين مصريين وقيادة الحركة.
ووصف ما أثير من اتهامات بأنها “إعلامية لها أبعادٌ محددة ولا علاقة لها بالحقيقة”، معبراً عن إدانة حماس للاتهامات المصرية، ونافياً أي صلة للحركة بحادثة اغتيال بركات.
علاقات متوترة
وتوترت العلاقات بين حماس ومصر بالأساس، عقب انقلاب الجيش المصري على الرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، حيث كانت الحركة تتمتع بعلاقات قوية مع مصر إبان فترة حكمه.
ووجهت للحركة العديد من الاتهامات بـ”المشاركة في أحداث مصر الداخلية”، وهو أمرٌ نفته حماس باستمرار، وأكدت أن أحداً لم يوجه لها اتهامات رسمية، وتحدّت أن يثبت ذلك ضدها، مؤكدة “حفاظها على أمن مصر القومي”.
وأدى التوتر بين الجانبين، إلى وقف مصر رعايتها لاستضافة حوارات المصالحة الفلسطينية بين حركتي “حماس”، و”فتح”، وشددت الخناق على الحركة، بإغلاق أنفاق التهريب، والحدّ من تحركات قادتها في السفر، بإغلاق معبر رفح مع قطاع غزة.
وإثر تفجيرٍ استهدف موكبه بالقاهرة في يونيو/ حزيران 2015، قُتل النائب العام السابق هشام بركات (64 عاماً)، وآنذاك، نفت جماعة “الإخوان” في بيانات رسمية، وعلى لسان قياداتٍ بارزة فيها علاقتها بالواقعة، قبل أن يتم اتهامها بالضلوع في العملية، الأحد المنصرم، وهو ما نفته حماس أيضاً.