عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب – ما رأيته الا مستبشرا، وحين يتشائم يدفن تشاؤمه بعيدا حتى لا يصيب به جلسائه، له من المعرفة المتخصصة في المجال الذي ابدع فيه ما يمكنه من ان يكون مرجعا يشار اليه بالبنان ..
فقد ظل التامين الاسلامي الذي زرع الدكتور احمد صباغ بذوره الاولى ملتبسا الى ان تعهده بنظرية واضحة مزج فيها بين الشرعي ومحدداته والعلم وطفراته والادارة وقدرتها على التسويغ ..
صبّاغ اسم يعتلي كثيرا من كتب التامين والمحاضرات فقد ترك تراثا محسوسا منذ بداية عمله الناجح في المملكة العربية السعودية ومعرفته لكثير من ارباب المال والعمل وحتى السياسة وكلهم كانوا يرون فيه ما يجعلهم يركنون لجهده ومعرفته وقدرته على تنمية مالهم الحلال ..
عقدت له كثير من الشركات قبولها فكان في اكثر من موقع منها، في مجالس اداراتها وفي استشاراتها وفي اجهزتها التنفيذية والادارية ..
مازال الدكتور صباغ امينا على افكاره التي اطلقها في سبيل بناء جسم التامين الاسلامي على المستوى العالمي حيث توقفت جهات عدة لتقرا ما يقول وما يكتب وما دخل الى الممارسة من افكاره ..
انه بلا شك عراب هذا العلم واذا كان الشيوخ ورجال الافتاء قد اسندوه فقد اسندوه في الجانب الشرعي وحتى لا يتجاوز علمه الخطوط التي تبقيه اسلاميا نافعا يعطي ثماره ويمكث في الارض ..
يعجبني فيه قبوله للاخر وحواراته وموضوعيته وعدم تعصبه لفكرته وشعاره في هذا المجال “الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها ادركها” ..
التقيته اكثر من مرة فوجدت فيه تواضع العلماء وفصاحة الخطباء ودراية العارفين واحترام السابقين من ذوي الفضل او حتى اللاحقين الذين امنوا بالانصاف واقروا لاصحاب الفضل بفضلهم ..
مازال يعتز بسنوات طوال خدم فيها امته من خلال ما قدم في دول عربية سواء في الوظيفة التي تدرج فيها حتى بلغ اوجها او في الاستشارات التي قدمها ومازال يضرب بها المثل ..
هو نموذج للمدير الناجح واي من موظفيه يشهد على ذلك فقد كان رضى الموظف احد المعايير التي ارساها في شركته وقد صنع من موظفيه فريقا متكاملا ينهض كل منهم بدوره في صناعة تكامل الاداء ..
د. صباغ كما فهمته متاثر من تربية كانت حريصة ان تزرع فيه قيم الوفاء والرجولة والاخلاص فقد تعلم الحرص ودقة العمل وحسن التدبير ..
ظل دائما يقدم رايه .. ولا يفرضه على احد ولا يدخل باحد في صراعات مع قناعاته . لا يحب القفز في المجهول وانما يتبصر خطاه واذا ما زرع تعهد زرعه حتى يثمر واذا ما اثمر حافظ عليه لمزيد من العطاء وهذا حاله مع شركة التامين الاسلامية التي تعهدها فكرة وبذرة ثم زرعها وادار زراعتها حتى استوت على سوقها وطاب فرعها وثمرها وطرحت خيرا عميما باذن الله لتصيب مساهميها من انتظر سهمها ومن لم ينتظره وقد ظلت النتائج تعلو وتتزن وتتوسع . وظلت الاسئلة كيف نجحت الشركة؟ .. هل بسبب اسلاميتها ام بسبب ادارتها ام بسبب جدتها واسلوبها .. كانت الاجابة من كل ذلك وكان الرجل يعرف ان الانسان الفرد يستطيع التغيير وقد يغير بعمق رغم ان نظريات الادارة الحديثة تقوم بالجماعة والفريق والتعاون ..
شركات كثيرة في العالم العربي وخاصة في دول الخليج حاولت محاكاة اعمال شركة التامين الاسلامية واسلوبها واستظلالها بالشريعة وتمسكها باهداب الدين ومنهم من تاثر واخذ واستفاد وهناك معاهد وموسوعات وجهات راعية للتاليف او للفكر الاسلامي في التامين قصدت منهج الدكتور صباغ واستعانت به وبكتابته اليها وقد فعل ومازال يفعل ..
للدكتور صبّاغ (كرير) طويل من العمل الناجح استطاع به اخيرا ان ينقل افكاره وان يدرب بها وعليها حتى غدت راسخة في جوانب اكاديمية عديدة في المدارس والجامعات والمعاهد والشركات ..
مازال دكتور صباغ يعطي ومازال في عطائه جواد . ومازلنا نقرا له الجديد في كل مناسبة .. وحتى نعطي اكثر نتوقف عند محطات في حياته العملية .