عروبة الإخباري – نهض العرض المسرحي المونودرامي البريطاني “ماجي” على قدرة الممثل “بيب اوتون” في تقمص شخصية رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر.
وعرض العمل المسرحي “ماجي” على مسرح دبا مساء امس الخميس في اطار عروض مونودراما الفجيرة في دورتها السابعة والفها واخرجها “اوتون” الذي بدأ حياته صائغا الى ان جذبه المسرح من خلال قدرته الفائقة على تقليد الشخصيات، وتستحضر المسرحية شخصية تاتشر بعد تقاعدها بوصفها تزور الفجيرة وتلقي كلمة على جمهور الحضور وتتحدث اليهم وتجيب على اسئلتهم عن تجاربها السياسية ولقائها زعماء عالميين ورأيها بهم، بذات القوة والاعتداد بالنفس التي كانت عليهما ابان حكمها لبريطانيا.
العرض المسرحي الذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الاولى، استهل مشاهده بمؤثر موسيقي غنائي غربي فيما شخصية العرض رجل بملابس نسائية يسرح بشعر مستعار جالسا على كرسي يتموضع في منتصف الخشبة اقرب الى المقدمة والى جواره منضدة صغيرة وضع عليها كأسا من المشروب، تتقاطع فيه اسلوبية المسرح التفاعل مع الاقتراب الى حد ما من الـ “ستاند اب” كوميدي في بعض اللوحات دون الاخلال بشروط وعناصر مسرح المونودراما من حيث الحبكة والبناء الدرامي وتوفر اكثر من شخصية، علاوة على هدم الجدار الرابع الذي تكرر مرتين لاعادة الجمهور الى الواقع وان ما يجري محض تمثيل وتقليد وليس شخصية تاتشر الحقيقية التي برع “اوتون” في تقليدها .
وظف “اتون” الذي ادى شخصيتين، وتميز بقدراته العالية في تقليد الشخصيات الى جانب امتلاكه مهارات الاداء التمثيلي وسرعة البديهة في الرد على اسئلة الجمهور غير المتوقعة، للخروج بعرض مميز ومتقن سيما خلال تعرضه لسيل من اسئلة الجمهور بوصفه “تاتشر” والتي استهلها عدد من زملائه “الميسرين” المتواجدين بين الجمهور.
العرض الذي لم يبتعد عن مسرحة المسرح، ويتحدث عن شخصيتين احدهما الممثل “المفترض” “سيمون” الذي يتشاكس مع زملائه في المسرح منكبا على همومه ويؤدي عرضا مسرحيا لشخصية سياسية جدلية في تاريخ بريطانيا والعالم هي تاتشر او المرأة الحديدية، يكشف عن تداعيات تاثير سياسة تاتشر الاقتصادية على العديد من ابناء الطبقة العاملة في بريطانية ومنهم سيمون ووالده عامل مناجم الفحم، الذي يتم الاستغناء عن خدماته في وقت مبكر من بداية عهد حكم رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، وما تبع ذلك في ختام العرض من تلك التداعيات على الحالة النفسية والاجتماعية لأسر العمال المسرحيين من العمل ومنهم سيمون.
ووفق “اوتون” الذي قدم سابقا على المسارح الانجليزية والاوروبية شخصيات “ادولف هتلر” وتشارلز ديكنز” و”كازانوفا” و”تشارلي تشابلن” في هدم الجدار الرابع في لحظتين مهمتين من مشاهد العرض التي يتصاعد فيها الاداء ويتناغم فيه الجمهور مع حقيقة تجسد مارغريت تاتشر في ادق التفاصيل امامهم لاسيما في الرد على الاسئلة الدقيقة وتفاصيلها، وبالتالي تطلب الامر العودة الى حقيقة ان هذا عرض مسرحي .
الديكور الذي جاء بسيطا في فضائين افتراضيين، احدهما على اقصى يمين الخشبة اقرب الى المقدمة حيث تموضع منبر تتحدث منه شخصية تاتشر فيما الاخر الذي مثل فضاء ما خلف الكواليس هو الكرسي في المنتصف ومنضدة كبيرة بوصفها تسريحة شخصية الممثل “سيمون” على يسار الخشبة اقرب الى المقدمة احتوت اكسسوارات وادوات التجميل والتنكر لتقليد الشخصية.