عروبة الإخباري – تصادف اليوم الخامس عشر من شهر كانون الأول الجاري الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية وبدء انطلاقتها في أجواء العالم كسفير مودة وصداقة وتفاهم مع الشعوب وجسراً للتبادل الحضاري والتجاري والسياحي مع العالم بأسره، وذلك كما جاء في نص الرسالة الملكية التي وجهها في ذلك اليوم من عام 1963 جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ليكون ميلاد الناقل الوطني للأردن .
وقد حظيت هذه الشركة الوطنية منذ نشأتها بالرعاية الهاشمية الكريمة على يدي مؤسسها وما زالت حتى الآن، مما كان له الدور الأساس في نهضتها وتطورها وتمكينها من المنافسة الفاعلة اقليمياً وعالمياً، فيما تواصَلَ الإهتمام بهذه الشركة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو ما جسدته كلمة جلالته التاريخية التي سطرها خلال زيارته للملكية الأردنية قبل عامين بمناسبة يوبيلها الذهبي .
وقد وضعت كلمة جلالة الملك تلك على عاتق الشركة مسؤوليات وواجبات كبيرة من شأنها أن تعزز مكانتها المتميزة وسمعتها العالمية المرموقة ودورها الوطني الريادي في ربط الأردن بالعالم، باعتبارها سفيراً حقيقياً للأردن، إذ جاءت تلك الرسالة بعد نصف قرن من الرسالة الملكية الأولى يوم تأسيس (عالية)، لتعكس الرسالتان معاً الدور الوطني الذي من أجله قامت الشركة والأهمية الاستراتيجية التي كانت وما زالت تتمتع بها في خدمة الأردن.
وأعرب المدير العام / الرئيس التنفيذي للملكية الأردنية الكابتن سليمان عبيدات عن تقدير الشركة الكبير للإهتمام المتواصل من الدولة والحكومة الأردنية بمسيرتها ونهضتها والحرص على إستمرارها للقيام بواجبها كناقل جوي وطني للأردن يسهم في دعم الإقتصاد الوطني ويدعم النشاطات السياحية والثقافية والمجتمعية منذ اثنين وخمسين عاماً .
وأكد عزم الادارة في هذه المرحلة على إتخاذ كل الإجراءات الهادفة إلى تحسين الأداء العام للشركة وزيادة الكفاءة والفاعلية ورفع مستوى التنافسية ومعدل الإنتاجية للوصول إلى الربحية المنشودة للنهوض بالشركة وتمكينها من تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها، مشدداً على أن الملكية الأردنية تملك كل أسباب النجاح والانطلاق نحو مستقبل أكثر اشراقاً.
وقال أن الشركة ستظل تسعى لتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين على الأرض وفي الجو وتسهيل إجراءات السفر وتطوير قدرات ومهارات الموظفين من خلال الإستمرار في عمليات التأهيل والتدريب على الأساليب المثلى للتعامل مع المسافرين وكذلك إدخال أحدث الأنظمة المعلوماتية التي تتلاءم مع روح العصر وتنسجم مع ما هو مطبق في كبريات شركات الطيران العالمية ، سيما الأعضاء معها في تحالـف الطيران العالمي oneworld.
وعبّر الكابتن عبيدات عن ارتياحه للنتائج المالية التي استطاعت الشركة تحقيقها خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي، حيث سجلت ربحاً صافياً بلغ 27 مليون دينار قبل الضريبة وبنسبة ارتفاع وصلت إلى 272% مقارنة بذات الفترة من عام 2014، مبيناً أن الشركة تتطلع إلى أن تكون النتائج الصافية النهائية لعام 2015 إيجابية أيضاً بإذن الله .
وبيّن على صعيد الأسطول أن الشركة دخلت العام 2015 وهي تشغل طائرات جديدة من طراز بوينغ 787 والتي تعتبر من أحدث الطائرات في عالم النقل الجوي في العصر الحديث، الى جانب تشغيل طائرات حديثة أخرى من طراز ايرباص وامبرير تتميز جميعها بحداثة عمرها التشغيلي الذي لا يتجاوز خمس سنوات، ما يجعلها قادرة على منافسة كبرى شركات الطيران إقليمياً وعالمياً .
وأضاف الكابتن عبيدات أن ادخال هذا الطراز المتطور جاء في إطار الخطة الإستراتيجية التي تنفذها الشركة لتحديث أسطول طائراتها بعيدة المدى، مشيراً الى أن الشركة ستستأنف إدخال الطائرات الحديثة من طراز (دريم لاينر) والمتعاقد عليها مع شركة بوينغ مع نهاية العام 2016 والفترات اللاحقة بهدف تلبية احتياجات الشركة التشغيلية وخدمة شبكة خطوطها الجوية ومسافريها.
وأوضح أن اختيار الشركة لهذا الطراز المتطور جاء في ضوء ما تتمتع به هذه الطائرات من مواصفات غاية في الدقة التقنية والراحة وكفاءة إقتصاديات التشغيل، لافتاً الى جودتها العالية وكذلك حاجتها الأقل للصيانة وانخفاض استهلاكها للوقود، فضلاً عن رحابة مقصورة الركاب واتساع نوافذ الطائرة التي تشعر المسافر بمزيد من الراحة والرفاهية أثناء الرحلة .
وفيما يتعلق بشبكة الخطوط أشار الكابتن عبيدات أن الشركة افتتحت خلال العام الحالي ثلاث وجهات حيوية هي النجف وتبوك وأنقرة ليصل بذلك عدد الوجهات التي تخدمها الشركة إلى 55 محطة، كما أن الشركة بصدد فتح محطات جديدة تلبي طموحات المسافرين إلى مدن عالمية مختلفة في مناطق شرق آسيا .
كما عقدت الشركة خلال هذا العام عدة إتفاقيات تجارية على أساس الرمز المشترك أبرزها الإتفاقيات مع الخطوط الجوية القطرية والخطوط التركية وقبلها إتفاقية مع شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، فضلاً عن وجود أكثر من عشرة إتفاقيات مبرمة مع شركات طيران عالمية أخرى على هذا الأساس .
وفي مجال الخدمات الإلكترونية واصلت الملكية الأردنية العام الحالي استثمارها في توظيف التكنولوجيا المتطورة لتحسين خدماتها وتبسيط إجراءات السفر من خلال اختيار أنظمة إلكترونية حديثة واستخدام العديد من التقنيات المتوفرة على موقع الشركة الإلكتروني الذي يتيح للمسافر معرفة جميع المعلومات المتعلقة بالرحلة وحجز التذاكر وإصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة ذاتياً، كما أطلقت الشركة مع مطلع عام 2015 تطبيقها الإلكتروني على الهواتف الذكية لتمكين المسافرين من الإدارة الذاتية للإجراءات المختلفة اللازمة لعملية السفر بسهولة ويسر .
وقال الكابتن عبيدات أن الملكية الأردنية تركز على الإستثمار بموظفيها باعتبارهم العنصر الأساسي لعملية الإنتاج وحجر الزاوية في الشركة عن طريق تقديم دورات تدريبية متخصصة تهدف الى إحداث التغيير وتطوير مهارات الموظفين ودعم الخبرات والكفاءات التي يتمتع بها العاملون في حقل صناعة النقل الجوي .
وأضاف أن الشركة أطلقت مؤخراً برنامج طموح لتأهيل قيادات المستقبل لتحفيز الموظفين على إحداث التغيير في شركتهم، كما أقامت إتفاقية تعاون مع شركة أويسيس 500 تستهدف تحفيز الأفكار العملية الإبداعية التي تحتاج إلى تطوير في الملكية الأردنية وقطاع الطيران الأردني، وعقدت عدة جلسات عمل متخصصة في مجال الجودة للإرتقاء بالخدمات التي تقدمها الشركة لمسافريها وعملائها .
وفي مجال خدمة المجتمع أوضح الكابتن عبيدات أن المسؤولية المجتمعية للملكية الأردنية جزءً لا يتجزأ من هويتها المؤسسية الوطنية، فعلى مدى سنوات عديدة حرصت الشركة على تبني البرامج والخطط التي تتماشى مع رسالتها لدعم المجتمع المحلي وتقديم الرعاية لمختلـف النشاطات والفعاليات الخيريّة وذلك من خلال المساهمة الفاعلة في تعزيز مختلف الركائز التي يقوم عليها المجتمع، والتي تُعنى بقطاعات مختلفة مثل التعليم والشباب والبيئة والفئات الأقل حظاً، وانطلاقاً من هذه الرؤية فإن الشركة تسعى إلى تسخير كافة الجهود لتلبية احتياجات هذه الفئات من المجتمع الأردني على الدوام .
يشار إلى أن الملكية الأردنية بدأت عملياتها التشغيلية عام 1963 بـ250 موظفاً وطائرتين من طراز دارت هيرالد و(DC-7) تخدم ثلاث وجهات هي بيروت والقاهرة والكويت، فيما تشغل اليوم نحو 55 وجهة عالمية من خلال 27 طائرة حديثة .
كما ارتفع عدد المسافرين من 87 ألف مسافر في عام 1964 إلى ما يقارب ثلاثة ملايين مسافر مع نهاية العام الحالي تم نقلهم عبر 35 ألف رحلة جوية مقابل أربعة آلاف رحلة عند التأسيس .