عروبة الإخباري – قال رئيس الأكاديمية العربية للعلوم الدكتور عدنان بدران، “إن 40 بالمئة من المياه المتوفرة في الأردن تهدر بسبب الاعتداءات الجائرة وتسرب المياه من الشبكات”.
وأضاف خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي “التغير المناخي وتأثيراته في الطاقة والماء والغذاء في منطقة الشرق الأوسط”، اليوم السبت، “إن الأردن يواجه مشكلة الطاقة التي معظمها مستوردة من الخارج ومشكلة المياه التي تصنف الأردن ثالث أفقر دول في العالم، إضافة إلى انتاج الغذاء الذي يعتمد على توفر المياه والطاقة، إذ لا بد للأردن من إعادة تدوير المياه العادمة جميعها واستخدامها لأغراض الزراعة”.
وتباع بدران “إن ارتفاع درجة حرارة الأرض (ظاهرة الدفيئة) يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنشاطات الإنسان وتدخلاته في توازن النظم البيئية، وهذا الارتفاع يتوقع أن يؤدي إلى انصهار الكتل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، وبالتالي ارتفاع منسوب البحار والمحيطات مما يهدد بغرق المناطق الزراعية والساحلية”.
وأوضح بدران في المؤتمر الذي تنظمه الأكاديمية، برعاية جامعة البترا، وبالتعاون مع عدد من الجامعات الأردنية والعربية، “أن نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2 إلى 3 درجة مئوية، سيؤدي إلى تراجع الهطول المطري بنسبة 20 بالمئة، وبالتالي فقدان الكثير من مصادر المياه والغذاء، ما يترتب زيادة نسبة الفقر في المناطق التي تعتمد على الأمطار وتلبية احتياجاتها من مياه الشرب”.
وبين على سبيل المثال، أن دلتا النيل التي تمثل السلة الغذائية لمصر تضم أكثر من 46 مليون من السكان المصريين مهددة بالغرق والاختفاء، وكذلك الحال بالنسبة للمناطق الزراعية والساحلية في انحاء العالم كافة، مما يشكل تهديداً واضحاً لمصادر الغذاء على مستوى العالم.
وأشار بدران خلال المؤتمر الذي يناقش مشكلة التغير المناخي وتأثيراته وعلاقته في نقص المياه والغذاء في المنطقة، إلى أهمية دور العلم والعلماء لإيجاد الحلول لإدارة هذا الملف الشائك، علماً أن المياه المالحة تشكل 97.5 بالمئة من المياه على كوكب الأرض، في حين أن المياه العذبة تشكل فقط 2.5 بالمئة، مضيفاً أن 70 بالمئة من تلك المياه العذبة هي محتجزة في القطبين، وبذلك يتوفر للإنسان فقط 30 بالمئة من مياه الأرض العذبة التي يجب إدارتها بحكمة.
وذكر الدكتور بدران أن هناك خللاً عالمياً في توزيع المياه إذ يسيطر 12 بالمئة من سكان العالم على 85 بالمئة من المياه العذبة، يستخدمون مصادر المياه المتاحة وفقاً لحاجاتهم، وهذه المشكلة مرشحة للتصاعد مع زيادة السكان، حيث من المتوقع في عام 2050 أن يصبح عدد سكان الأرض 3 مليارات، مشيراً إلى أن تقرير الهيئة الدولية لتغير المناخ IPCC الصادر لعام 2014 يدعو إلى الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة خالية من ثاني أكسيد الكربون لتجنب مخاطر تغير المناخ.
من جانبه تحدث رئيس جامعة المستقبل السودانية الدكتور الطيب مصطفى، عن أهمية تناول مواضيع المياه والطاقة والأمن الغذائي اليوم في عمّان بالتزامن مع مؤتمر باريس للمناخ.
ودعا الأكاديمية إلى اصدار بيان عن المؤتمر يحث الحكومات العربية للعمل بجهود مكثفة بهدف الوصول إلى حلول مستدامة بشأن الحد من أخطار القضايا المحورية الثلاث.
وعلى ضوء مشاركته بالمؤتمر، قال مدير عام أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الدكتور منيف الزعبي، “إن مثلث المياه والطاقة والأمن الغذائي يشكل الموارد الأساسية التي تحتاجها الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط”.
وأشار الزعبي إلى انه فضلاً عن الفقر المائي وموارد الطاقة في معظم البلدان العربية كالأردن والبنان وسوريا وفلسطين، وانعدام الأمن الغذائي، هناك غياب لسياسات إدارة هذا المثلث، وهذا ما توجب التوجه إليه من قبل الحكومات العربية الآن وفي المستقبل.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين، إلى إطلاع المشاركين من أكاديميين والخبراء والعلماء والمختصين في علوم التغير المناخي وتخفيف انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ومجالات المياه والطاقة والأمن الغذائي من الجامعات والمنظمات الدولية، ويهدف إلى وضع الحلول وإيجاد استراتيجية حكيمة تتعامل بموضوعية في ما يخص إدارة الطاقة والمياه لتوفير الأمن الغذائي واعتماد البحث العلمي لحل هذه المشاكل.