عروبة الإخباري – أكد السفير الصيني في الاردن قاو يوشينغ ان الأردن بلد آمن ومستقر مما يجعله مقصداً استراتيجياً لاستقطاب مختلف أشكال الاستثمارات الصناعية والتجارية وخاصة مشروع طريق الحرير.
وقال خلال جلسة عقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي اخيرا حول «الانفتاح الاقتصادي على الصين وأثره على الاقتصاد الاردني» ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الصين، والجهود التي بذلها لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، أثمرت عن نجاحات ملموسة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حيث تم التوقيع على عدد من الشراكات الاستثمارية بين البلدين، ومنها انشاء الجامعة «الاردنية – الصينية».
وأوضح ان الجامعة الاردنية الصينية المشتركة هي الاولى التي تنشئها الصين في الخارج، مشيرا الى انه لولا توجيهات جلالة الملك والمتابعة الحثيثة لجهوده لما تم الاتفاق على هذا المشروع الحيوي. وبين ان هذه الجامعة ستباشر استقبال الطلبة والتدريس مطلع العام الدراسي المقبل في مبنى مؤقت، الى حين الانتهاء من انشاء مباني الجامعة في منطقة الجيزة على طريق المطار على أرض مساحتها 1000 دونم تقدمها الأردن، فيما تتحمل الصين تكاليف الانشاء بالكامل، كما توفر الحكومة الاردنية البنى التحتية للمشروع، مشيرا الى ان برامج الجامعة ستتركز على التخصصات التقنية، حيث ستلعب دورا مهما في تلبية احتياجات سوق العمل الاردني بالإضافة الى دول الاقليم.
وأشار الى مشروع بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي سيفتح عصرا جديدا ليس فقط للصين وحدها، انما لـنحو 60 دولة سيمر من خلالها. وبين ان طريق الحرير التاريخي، بدأ فعلياً بالاستفادة منه على ارض الواقع، حيث ان هناك مشاريع كثيرة تم انجازها واخرى قيد الانجاز بدعم صيني، بسبب مشاركة الاردن في المشروع ومنها مشروع توليد الطاقة من الصخر الزيتي بأسلوب الحرق المباشر.
وقال يوشينغ ان الصين الان تمتلك 45% من حصة شركة توليد الكهرباء من الصخر الزيتي بحوالي 990 مليون دولار، مؤكدا أنه لولا شراكة الأردن في مشروع «طريق الحرير» لما كانت خاطرت في نيل هذه الحصة بهذا المشروع. واضاف، ان الأردن يفاوض الآن شركات صينية للدخول في مشروع السكك الحديد، موضحا أن بنوكاً صينية ابدت استعدادها لتمويل هذا المشروع في المملكة. واوضح ان الصين قامت بتوقيع عدة اتفاقيات في مجال الطاقة المتجددة في الأردن بقيمة مليار و600 مليون دولار، مشيرا الى ان هناك محادثات ثلاثية بين الصين وروسيا والاردن بشأن مشروع توليد الكهرباء بالطاقة النووية، والذي كانت روسيا ستتحمله لوحدها، ولكن الظروف الآنية التي تعيشها روسيا، جعل المحادثات الثلاثية تفضي الى ان تتحمل الصين 50% من عملية تمويل هذا المشروع في الأردن. وأكد السفير الصيني ان عصر المساعدات قد انتهى، إذ تعتمد الصين الآن على مبدأ «الكسب المشترك» والمنفعة المتبادلة بين جميع الاطراف. وتحدث عن البنك الآسيوي للاستثمار، مشيرا الى ان الأردن دولة مبادرة في تأسيس هذا البنك المتخصص في الاستثمار والبنى التحتية، وسيعمل وفق المعايير الدولية، دون التدخل في سيادة الدول المقترضة وشؤونها الداخلية.
وقدم السفير عدة مقترحات لتنشيط السياحة في الأردن، داعيا الى مراجعة كلفة التأشيرات التي يتحملها السائح الصيني الذي يود القدوم الى المملكة، كما اقترح زيادة المطاعم الصينية في المناطق التي يمكن ان يرتادها السائح الصيني، بالإضافة الى توفير مترجمين او تدريب الأدلاء السياحيين على تعلم اللغة الصينية ليكونوا مرشدين للسياح. واضاف إن الاردن يمتلك مواقع اثرية وسياحية مهمة جدا، لكن هناك جهودا يجب ان تبذل لتنشيط هذا القطاع الحيوي. من جهته أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور منذر الشرع، الموقع الاستراتيجي للمملكة الذي يتوسط آسيا واوروبا وافريقيا والذي يُعدُ مجمعاً ومنطلقاً لوجستيا للتجارة العالمية. واشار الشرع الى ان الامن والاستقرار اللذين يتمتع بهما الاردن هما من مصادر قوته وتضفيان عليه مزايا نسبية تجعله شريكاً مهما في الاستثمار والتجارة الدوليين. واضاف، ان اجدادنا الانباط كانوا بالفعل يقدمون خدمات لوجستية في المنطقة لحركة القوافل التجارية، وبضمنها مسارات طريق الحرير، حيث جنوا فوائد وعوائد عديدة من تأمين الطرق التجارية الرابطة بين آسيا واوروبا، واقاموا صروحا حضارية لاتزال ماثلة لغاية الآن.
وقال رئيس المجلس إن مشروع «طريق الحرير» هو غاية في الاهمية، حيث سيكون اكثر رسوخا ونجاحا في المستقبل في حال قيام الحكومات بدور المنظم للأعمال المنبثقة عنه، وإفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بدوره الريادي في الاستثمارات والاعمال المرتبطة بهذا المشروع المهم. وحضر الجلسة عدد من الوزراء السابقين والخبراء الاقتصاديين ورؤساء الجامعات، ومندوبون عن مؤسسات وهيئات حكومية وخاصة. ودار خلال الجلسة نقاش حول المواضيع والمشاريع التي طرحها السفير الصيني، كما قدم رئيس المجلس درع المجلس للسفير الصيني تقديرا لمشاركته في هذه الجلسة وجهوده التي بذلها خلال عمله كسفير لجمهورية الصين الشعبية في الأردن.