عروبة الإخباري – أعرب د. محمد أبو حمور، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، عن تقديره لنتائج المنتدى الثاني عشر لتعاون كوريا والشرق الأوسط، الذي نظمه في سيؤل (25-26/10/2015) معهد جيجو للسلام والجمعية الكورية العربية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي، وبرعاية من وزارة خارجية جمهورية كوريا الجنوبية. وقال د. أبو حمور: إن هذه الدورة من المنتدى عُقدت تحت عنوان “شراكة من أجل السلام والازدهار والشعوب: توسيع آفاق التعاون الكوري الشرق أوسطي”، وجاءت في ضوء التوصيات المنبثقة عن الدورة الحادية عشرة التي عُقدت في عمّان أواخر العام الماضي، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال. وأضاف أن هذا المنتدى بدوراته المتعاقبة يشكل حلقات أساسية في دراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين كوريا والوطن العربي، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقتنا، والتعاون الاقتصادي، وبناء مستقبل أفضل للجميع.
وأشار د. أبو حمور إلى ما جاء في الكلمة الافتتاحية لوزير الخارجية الكوري السيد يون بيونغ سي من تأكيد على نقاط الشراكة الخمس الأقوى بين كوريا والشرق الأوسط، والمتمثلة في التخطيط لشراكة اقتصادية جديدة لعصر ما بعد النفط، وزيادة مساهمة كوريا في إحلال السلام بالمنطقة، وتفعيل الدبلوماسية الشعبية “من القلب إلى القلب”، مع التركيز بشكل خاص على الناس والجوانب الإنسانية والتبادلات الثقافية، وتعزيز التعاون مع الآليات الإقليمية، وكذلك التواصل الاستراتيجي بوسائل متنوعة.
وكان د. أبو حمور قد قال في كلمته بحفل افتتاح المنتدى التي ألقاها بالإنابة عنه د. نبيل الشريف عضو منتدى الفكر العربي: إن كوريا، البلد والشعب والتجربة، تمثل لنا في المنطقة العربية محوراً رئيسياً في تعظيم المشتركات وإغناء التعاون والتبادل، ليس على المستوى الاقتصادي والتجاري فحسب، وإنما على جميع المستويات التي تتشكّل عبرها ثقافة العمل والإنتاج وبناء الإنسان وتنمية المجتمع. وإن الاهتمام العربي في جزء كبير منه يعود إلى التطلع للاستفادة من التجربة الآسيوية التنموية، وتجربة كوريا بالذات التي تحتل المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في حجم اقتصادها، وبالتالي تحتل مكانة هامة ضمن مجموعة الدول الاقتصادية الكبرى في العالم G20، فضلاً عما لكوريا من إنجازات في التخطيط الاستراتيجي للتقدم اقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً، وإصلاحات هيكيلية أثبتت فاعليتها، وتأهيل للموارد البشرية، وغير ذلك.
وأشار في هذا المجال إلى أن سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، بادر منذ عقود عدة إلى الدعوة للحوار والتعاون بين منطقتنا وشرق آسيا، انطلاقاً من رؤية شموليّة عبر قطرية وعبر إقليمية؛ بل عبر قاريّة لتضييق الفجوة الآخذة بالاتساع بين الجنوب والشمال في عالم اليوم، بسبب النظام الاقتصادي والسياسي الدولي المعاصر، مما يؤكد ضرورة الحوار وتفعيل التعاون بين الجنوب والشمال، وأيضاً وبنفس الأهمية بين الجنوب والجنوب، من أجل عالمٍ إنساني أكثر عدلاً واستقراراً، يستطيع مواجهة التحديات الرئيسية للبلدان النامية والناهضة، من خلال تبنّي جدول أعمال مشترك يعالج جملة تداعيات تفرضها تلك التحديات في الواقع الدولي.
وأوضح د. أبو حمور، مشيراً إلى ما تضمنه “الميثاق الاقتصادي العربي” الذي أعلنه منتدى الفكر العربي في أيلول الماضي، أن إيجاد الحلول للكثير من مشكلات القصور التنموي (كالفقر، والمديونية، والبطالة، والفئات المهمشة، وتنمية الأرياف والبوادي، وضعف الحوكمة، والإصلاح الإداري، والمشاريع الإنتاجية، والمعرفة التكنولوجية، والمياه، والطاقة، والبيئة)، لا تنحصر في مجموعة أقطار يمكنها، على مستوى قطري فقط، معالجة هذه المشكلات، لأن مثل هذه التحديات تفوق قدرات أي قطر على مواجهتها بصورة منفردة، مما يفرض ضرورة التكامل والتعاون بين الجميع عربياً وإقليمياً، ضماناً لسلامة مصالح الشعوب وفرص تقدمها، منوهاً بأهمية التبادل الثقافي والأكاديمي، والتعاون في مجال البحث العلمي الذي تحتل كوريا مرتبة متقدمة جداً فيه، مما يعطي المزيد من الحوافز لبلورة الرؤى والروابط المشتركة بين الشعب الكوري الصديق والشعوب العربية، وتحقيق ما يطمح إليه الجانبين من تعاون وسلام عالمي.
ألقيت في حفل الافتتاح أيضاً كلمتين لكل من الدكتور كيم إن شول رئيس الجمعية الكورية العربية، والسيد مون تاي- يونغ رئيس معهد جيجو للسلام، أشارا فيها إلى إنجازات منتدى التعاون عبر المناقشات التي شهدتها دوراته المتعاقبة، والتي عُقدت في سيؤل وعدد من العواصم العربية، في تعزيز سبل التفاهم المتبادل وتعميق التعاون بين جمهورية كوريا والشرق الأوسط من جانب، ومساهمته المستمرة في توسيع أسس السياسة الخارجية لجمهورية كوريا تجاه الشرق الأوسط والبلدان العربية من جانب آخر.
ناقشت دورة المنتدى الثانية عشرة في سيؤل ثلاثة محاور رئيسية، بمشاركة (250) شخصاً من باحثين ومسؤولين حاليين وسابقين رفيعي المستوى من كوريا والبلدان العربية وعدد من بلدان الشرق الأوسط، وأعضاء من منتدى الفكر العربي، وأعضاء السلك الدبلوماسي في جمهورية كوريا، واقتصاديين، وأكاديميين، وممثلي وسائل الإعلام.
تناول المحور الأول موضوع التحديات في المنطقة، الذي قدم فيه المشاركون تحليلات وتوصيات بشأن قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي؛ بما في ذلك الوضع في سورية وأزمة اللاجئين السوريين، والآثار المترتبة على الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، والقضية النووية لكوريا الشمالية. وشارك في هذا المحور السيد أيمن المفلح، الأمين العام للهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، بورقة حول اللجوء السوري في الأردن، وكذلك أ.د. ماتيه ري من الكوليج دي فرانس حول مواجهة آسيا للأزمة السورية، و د. جانغ جي هاينغ من معهد دراسة السياسات في كوريا، والسيد ياسر مراد مساعد وزير خارجية مصر للشؤون الآسيوية حول تداعيات الاتفاق النووي الإيراني. كما شارك في مناقشة أوراق هذا المحور العين د. جواد العناني، عضو منتدى الفكر العربي، إلى جانب أ.د. سونغ يونغ هون من جانغاون الكورية، و د. إنعام مهدي علي السلمان من جامعة بغداد.
وترأس العين د. جواد العناني، الجلسة الثانية التي ناقشت محور التعاون الاقتصادي- التحديات الجديدة والفرص، بما في ذلك سُبل التعاون المالي بعد انخفاض أسعار النفط بورقة قدمها د. لي كوان هايانغ من معهد كوريا لسياسات الاقتصاد العالمي، والتعاون في مجال الخدمات الصحية والطبية بورقة للسيد مون جوينغ من جامعة سيؤل الوطنية. وشارك في نقاش موضوعات المحور د. شاو دو يول، والسيد شانغ شول بوك، و د. محمود القيسي من جامعة بغداد.
أما المحور الثالث، الذي ترأسه السفير الأردني في كوريا السيد عمر النهار، فقد اشتمل على عروض ومناقشات حول سُبل بناء مجتمع أكثر سعادة في المستقبل، وشارك في تقديم مداخلاته كل من: د. هناء القلال وزيرة التعليم العالي السابقة في ليبيا وعضو منتدى الفكر العربي، بورقة حول توسيع حقوق المرأة، و د. شي شانغ غاين عن بطالة الشباب في كوريا الجنوبية، و د. نبيل الشريف عضو منتدى الفكر العربي حول بطالة الشباب في الشرق الأوسط. وشارك في مناقشة موضوعات هذا المحور د. أوم إكران من جامعة دانكوك الكورية، والسيد حميد الحمادي رئيس جمعية الصداقة الإماراتية الكورية، وطالبة الماجستير سارة أبو شمالة في جامعة سيؤل الوطنية، من الأردن.
واختُتم المنتدى بكلمة ألقاها الأمين العام للجمعية الكورية العربية السيد شونغ يونغ شيل.