عروبة الإخباري – شارك طلبة مساق قضايا معاصرة، وبإشراف الدكتورة مرام أبو النادي، في لقاء قدمه الأستاذ جريس سماوي في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين في مقرّه، بعنوان: الثقافة والأخلاق، وذلك تجسيدا لتوظيف المعرفة وفتح آفاق الطلبة بالمادة التعليمية التي يتم تعلّمها، وتحقيق الضوابط الأخلاقية والتربوية وتحسين السلوك الإنساني والرغبة في الاستفادة من تقنيات الحياة لاستغلالها في تحقيق أهداف من شأنها أن ترسيخ قواعد المعرفة الاجتماعية وأخلاقياتها.
وبين الأستاذ سماوي في هذا اللقاء ان ثقافة المجتمع، تتكون من كل ما يجب على الفرد ان يعرفه او يعتقده، بحيث يعمل بطريقة يقبلها اعضاء المجتمع. الثقافة ليست ظاهرة مادية فحسب، اي انها لا تتكون من الاشياء او الناس، او السلوك او الانفعالات، وانما هي تنظيم لهذه الاشياء جميعا في شخصية الانسان، فهي ما يوجد في عقول الناس من اشكال لهذه الأشياء، موضحا ان شخصية الفرد تنمو وتتطور، من جوانبها المختلفة، داخل الاطار الثقافي الذي تنشأ فيه وتعيش و تتفاعل معه حتى تتكامل وتكتسب الانماط الفكرية والسلوكية التي تسهل تكيف الفرد، وعلاقاته بمحيطه العام، وليس ثمة شك في ان الثقافة مسؤولة عن الجزء الاكبر من محتوى اية شخصية، وذلك عن طريق تشديدها على اهتمامات او اهداف أخلاقية خاصة بتلك الشخصية.
وشدد سماوي في هذا اللقاء على أن التربية والتعليم هما الحقل الذي تنبت فيه العقول لمواجهة التحديات الثقافية والحضارية والتنموية وإن التربية إذا اهتمت بكل شيء في شخصية الفرد والمجتمع وأهملت الأخلاق، فهي بلا شك لا تكتمل حلقاتها، فالتربية الكاملة هي ما اتخذت الأخلاق نبراساً وأساسا في عملية تكوين الشخصية الإنسانية للفرد والمجتمع وتهذيب أخلاقه. فالأخلاق الفاضلة هي الهدف الأسمى للتربية وأساس بنيانها في بناء الشخصية الإنسانية للفرد والمجتمع.
من جهتها بينت الدكتورة مرام أبو النادي أستاذة القضايا المعاصرة في الجامعة ان الاخلاق تظهر في المجتمعات البشرية من خلال التعاون بين افراد المجتمع وبين المجموعات البشرية للوقوف ضد المخاطر التي تواجههم والتعاون من أجل الحصول على ما يحتاجونه، كما تظهر من خلال التعاون في تحقيق الالتزامات تجاه الاسرة والجماعة وبالتالي المجتمع، ليصبح ذلك ثقافة عامة يلتزم بها افراد المجتمع، وأضافت النادي، انه مع تطور الوعي والمدارك الإنسانية وتفاعلاتها مع البيئة، بدأت الاخلاق تلعب دورا منظما للعلاقات الحيوية بين افراد المجتمع وتساعد على صياغة السلوك الاجتماعي بشكل أخلاقي لديهم، كما بينت أن الثقافة هي استمرار في سعة الاطلاع على المعارف الإنسانية والعلمية، والمهارات التقنية والحركية، والسلوكيات النفسية السائدة في مكان وزمان ما تُحدث سعة الاطلاع هذه وتنوعها وعمقها تفاعلات لا حصر لها في النفس الإنسانية، وبالتالي تغيراً في الطباع والتصرفات والسلوك.. والثقافات والأخلاق متنوعة ومتعددة تتداخل وتتقاطع وتختلف من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، ومن زمان أو مكان لآخر.