عروبة الإخباري – على هامش ندوة “روسيا- سوريا” التي قدمها المحلل السياسي د حسام العتوم ، والتي نظمتها مجموعة الحوار الوطني بالتعاون مع نادي ابناء الثورة العربية الكبرى، كتب النائب والوزير والسفير السابق محمد داودية القراءة التالية حول الحضور الروسي في سوريا:
تميز الموقف الأردني من الحرب السورية ببعد النظر الذي عبر عنه الملك عبد الله الثاني عندما أطلق جملت الإستراتيجية: ” داعش قبل الأسد” وهذا هو ما يقوله هنري كيسنجر ألان، وهذا الموقف الأردني الحكيم هو امتداد لموقف الأردن قبل نحو 36 سنة عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان فتدفق العرب والمسلمون، رجالا وأموالا وطاقات، إلى كابول بإدارة وتوجيه من المخابرات المركزية الأمريكية وأطلقوا “الجهاد” ضد السوفيات، رغم أن احتلال القدس وإذلالها، يتم تحت أنظارهم، فأطلق الراحل الحسين الحكيم صرخته الإستراتيجية عام 1979: القدس قبل كابول.
إن انتهاء الحرب السورية، بالضربة القاضية ونتيجة استسلام النظام أو استسلام المعارضة غير وارد إطلاقا.
وإن اشتداد التدخل الروسي سيكون طويل الأمد بناءا على مصالح إستراتيجية وتبعا لذلك فإن على المعارضة السورية التحضير لحرب طويلة الأمد.
وإن روسيا – مثل إيران- وجدت فراغا في المنطقة فحلت فيه لأن الحضور الأمريكي فيها آخذ في التفكك والانهيار، حسب رأي كيسنجر.
وان وجود روسيا لن يقف عند سوريا، فالعراق نقلتها المقبلة.
روسيا ستعمل على بقاء نظام الأسد في السلطة لأنه حليف استراتيجي مهم لها. وإن
وإن روسيا تحاول إضفاء صبغة الراديكالية على المعارضة “المعتدلة” لهدف دفع القوى الغربية في النهاية إلى اختيار نظام الأسد أو داعش.
وإن هجمات روسيا على القوى “المعتدلة” توضح نيتها في الإبقاء على نظام الأسد كخطوة أولى ثم محاربة داعش لاحقا.
وإن روسيا تستغل ضعف دول الغرب التي تتجنب تدخلا عسكريا وبالطبع تتجنب أي مواجهة عسكرية مع روسيا في الوقت الراهن.
وإن هناك لغة تركية جديدة تتحدث عن مرحلة انتقالية في سوريا مع بقاء الأسد مدتها 6 شهور.
وإن الحل التفاوضي هو ما سيلجأ إليه أطراف الحرب السورية في نهاية الاقتتال كما هو اتجاه مسار الأزمة اليمنية الذاهب إلى التفاوض، بعد دمار هائل.