رندة حيدر/نكبة فلسطين في ظلّ النكبات العربية

يتزامن حلول الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية مع اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومته الجديدة التي تعتبر اكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل الامر الذي يجعل وقع النكبة الفلسطينية أشد مأسوية. ففي نظر عدد من اعضائها لا مجال بعد اليوم للحديث عن انسحابات إسرائيلية ولا عن حل الدولتين، بل على العكس يجب العمل على ضم الأراضي الفلسطينية الى إسرائيل وتوسيع الاستيطان اليهودي بكل الوسائل.

بعد الانتخابات الأخيرة لن تعود فكرة التسوية السياسية للنزاع مع الفلسطينيين داخل إسرائيل مطروحة. ناهيك بان غالبية الإسرائيليين مقتنعة اليوم بان اسلوب نتنياهو في ادارة النزاع هو الافضل والاقل كلفة في خضم الاضطرابات التي تهزّ العالم العربي وموجة التطرف الجهادي. ولماذا يجب على الإسرائيليين ان يقلقوا لعدم التوصل الى حل للقضية الفلسطينية اذا كانت فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى، واذا كانت الدول العربية غارقة في مشاكل أخرى تمس بجوهر أمنها وتواجه أخطاراً تهددها بالتفكك والزوال. بل هناك ما هو أبعد من ذلك، فللمرة الاولى في تاريخ دول المنطقة يبدو الخطر الإيراني أشدوا أدهى من الخطر الإسرائيلي وذلك، قبل توقيع إيران اتفاقاً مع الدول العظمى في شان برنامجها النووي، مما يعني تحولها دولة شرق أوسطية على عتبة السلاح النووي، ورفع العقوبات الاقتصادية عنها وهو ما قد يؤدي في رأي اطراف النزاع الى تأجيج الصراع السني – الشيعي الماثل حالياً في كل من العراق وسوريا واليمن.
تأتي ذكرى النكبة اليوم في ظل الخراب الهائل الذي تعرضت له احياء غزة الصيف الماضي جراء حرب إسرائيل عليها، واستمرار حال الانقسام الفلسطيني، وانسداد الأفق، ومشاعر اليأس والاحباط الفلسطينيين. ولكن على رغم هذا كله، لا شيء سيجعل الفلسطينيين ينسون الظلم والغبن اللذين لحقا بهم جراء قيام إسرائيل. ولن تستطع إسرائيل استغلال الظروف القاسية التي يمر بها الفلسطينيون والعرب كي تطمس معالم الكارثة والجريمة الانسانية التي اقترفتها في حقهم.
في ذكرى النكبة الفلسطينيون لا يزالون يتذكرون، ولا يزالون مصرين على التمسك بحقهم في الـ418 قرية فلسطينية التي دمرتها إسرائيل وحاولت ان تطمس وجودها. وعلى رغم الظلام الذي يخيم على المنطقة، يرفعون صوتهم عالياً في يوم النكبة بانهم لن ينسوا ولن يتخلوا عن ارضهم وابرز دليل على ذلك المسيرات الشعبية التي انطلقت من البلدات الفلسطينية داخل إسرائيل الى هذه القرى المدمرة واللافتات التي ارتفعت، والمبادارت الفلسطينية التي ظهرت في ذكرى النكبة وجميعها يشدد على ان قيام إسرائيل كان جريمة وسيبقى جريمة تاريخية وانسانية في حق الشعب الفلسطيني.

شاهد أيضاً

أميركا والفلسطينيون وأزمة مستعصية (٢– ٢)* د. سنية الحسيني

عروبة الإخباري – رغم أنها تصنف الحليف من خارج حلف الناتو، إلا أن أي من …

اترك تعليقاً