عندما يقول فلاديمير بوتين إن الأميركيين مصابون بتشوّش ذهني، فهو يعني تحديداً ان باراك أوباما هو المجنون!
قد يكون أوباما في نظر الكثيرين من أعداء أميركا وحتى أصدقائها في الشرق الاوسط مجنوناً، وليس خافياً انه حتى في نظر كثيرين من الأميركيين، وبينهم جون ماكين وكوندوليزا رايس وروبرت غيتس ودينيس روس وروبرت فورد وفريديريك هوف وغيرهم من وزراء الدفاع الذين عملوا معه في ملفات الشرق الاوسط وخصوصاً الملف السوري، مشوش ذهنياً لأنه يواصل التراجع أمام الروس والإيرانيين، ويضعف أميركا ويسحبها من واجهة العالم الى الصفوف الخلفية!
ولكن أوليس بوتين مشوشاً ايضاً عندما يضع كل المعارضين السوريين للنظام السوري والرئيس بشار الأسد في سلة أبو بكر البغدادي ويعتبرهم دواعش ارهابيين يجب القضاء عليهم؟ أوليس مشوشاً عندما يعطّل التسوية السلمية منذ إعلان “المبادرة العربية” قبل اربعة أعوام، ثم عندما يحبط مؤتمر جنيف بنسف المحتوى التنفيذي لعملية الإنتقال السياسي، ليأتي الآن داعياً الى الحل السياسي الذي عرقله دائماً من طريق دعم الحرب على المعارضة السورية، ولم يكن هناك لا “داعش” ولا “نصرة” بل الكثير من الأحزان؟
بوتين يقول إن الأميركيين يتهمونه بقصف المعارضة السورية وتحييد “داعش”، وإنه عندما طلب منهم اعطاءه بنك الأهداف الداعشية أو إرشاده أين يجب ان يقصف رفضوا، فوجد في ذلك انهم مضطربون ومشوشون ذهنياً، لكنهم وفق حساباتهم سيكونون مضطربين ومشوشين عقلياً اذا وضعوا أنفسهم في خدمة الحملة العسكرية الروسية، التي تأتي بعد فشلهم في وقف “داعش” بعد عام على قيام الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب!
ولعل من ملامح التشوّش ان تواظب موسكو يومياً على دعوة واشنطن للإنضمام الى حملتها العسكرية في سوريا، بما يعني ان يكون أوباما أحد المرتزقة عند بوتين، لكن التشوّش الأميركي نافر وله دوي وخصوصاً مثلاً عندما يسارع الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وورن الى الرد على سخرية بوتين من فشل برنامج أوباما لتدريب “الجيش السوري الحر”، فيقول إن البرنامج مستمر وان جزءاً كبيراً من مبلغ الـ ٥٠٠ مليون دولار سينفق على تزويد المعارضة السلاح، وان الخمسين طناً من الاسلحة التي ألقيت الى المعارضة تأتي في هذا السياق!
غريب، أوليس من التشوش ان يكتفي أوباما بتعداد القتلى زمناً، ليبدأ الآن بإسقاط الأسلحة الى “الجيش السوري الحر”، وقد سارع بوتين الى الإعراب عن خشيته ان تصل الى العناصر الإرهابية، في حين انه يعتبر ان كل معارض للنظام ارهابي؟
أوليس من التشوش ان يعلن سيرغي لافروف فجأة انه يريد الاتصال بـ”الجيش السوري الحر” الذي لم يكن يوماً موجوداً في نظره… عملياً لا يوازي تشوش بوتين ألا اضطراب أوباما والعثرة على السوريين!