عروبة الإخباري- بعد إعلان لجنة نوبل للسلام أنها منحت جائزة هذا العام للرباعي التونسي تقديرا «لمساهمته الحاسمة في بناء ديمقراطية متعددة بعد ثورة الياسمين في عام 2011»، ذهبت آمال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالحصول على هذه الجائزة أدراج الرياح. وبالرغم من أن المستشارة الألمانية لم تصرح علانية أنها تتوقع الحصول على جائزة نوبل للسلام، إلا أنها كانت من ضمن المرشحين الأقوياء الذين توقع الكثيرون فوزها.
وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية قد توقعت فوز ميركل بجائزة نوبل، وذلك نظرا لدورها في أزمتي الهجرة وأوكرانيا. وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها قبل أيام إن كانت «نوبل للسلام لميركل؟». وكتبت أن «المستشارة أنغيلا ميركل لديها فرص جيدة للحصول على جائزة نوبل للسلام».
وكانت ميركل قد صرحت بأن على الاتحاد الأوروبي واجبا أخلاقيا يتمثل في استقبال مئات الآلاف من اللاجئين القادمين إلى أوروبا. وفتحت المجال أمام مئات الآلاف من المهاجرين بالقدوم إلى ألمانيا. كما كانت ميركل أيضا أحد مهندسي اتفاق مينسك الذي وقع مطلع 2015 وأدى إلى وقف لإطلاق النار يحترم إلى حد ما في شرق أوكرانيا حيث تتواجه القوات الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا
بيد أن الالمان الذين ينظرون إلى ميركل بتشكك، وخاصة في سياستها الخاصة باللاجئين لم يدعموا مستشارتهم بالحصول على هذه الجائزة، بل بالعكس فهم رأوا أن ميركل لا تستحقها. فوفقا لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية فقد كشف استطلاع للرأي نشرته الصحيفة أن ثلثي الألمان يعتبرون أن المستشارة انغيلا ميركل، التي ذكرت بين المرشحين الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل للسلام يجب ألا تحصل على هذه المكافأة.
ويبدو أن خسارة جائزة نوبل لم تكن مصيبة ميركل الاخيرة، إذ أعلن حزب «البديل من أجل المانيا» اليميني في ألمانيا أمس أنه سوف يسعى لمحاكمة ميركل بتهمة تهريب البشر لأنها فتحت حدود البلاد أمام المهاجرين. واعتبر الكسندر جاولاند رئيس كتلة حزبه في ولاية براندنبورغ أن «ميركل تصرفت كمهرب بشر»، مشيرا إلى سياستها المتساهلة بشأن اللاجئين. وكان الحزب قد تأسس في الأصل لمعارضة حزم الإنقاذ الأوروبية والآن يركز على معارضة الهجرة، وفقا لما نشرته صحيفة «داس بيلد» الألمانية.
وبالرغم من إخفاق سياسة ميركل في الحصول على جائزة نوبل للسلام، إلا أن كثيرين يرون أنها استطاعت أن ترسم سياسة جديدة لأوروبا، كما أنها أتاحت لمئات الآلاف من الفارين ملجأ يؤويهم من شبح الحرب الذي كان يتهددهم.