عروبة الإخباري- تبنى تنظيم (داعش) الثلاثاء 6 أكتوبر/ تشرين أول 2015 الهجمات التي شهدتها عدن بجنوب اليمن واستهدفت فندقاً يستخدم مقراً للحكومة اليمنية وموقعين للتحالف العربي، مؤكداً أنها “عمليات استشهادية”.
ويتناقض هذا التبني الذي ورد في بيان للتنظيم المتطرف على الإنترنت مع رواية التحالف ومسؤولين يمنيين تحدثوا عن قصف بالصواريخ على الأهداف نفسها أسفر عن 15 قتيلاً على الأقل.
التنظيم تحدث في بيانه عن “4 عمليات استشهادية” استهدفت اثنتان منها فندق القصر حيث مقر الحكومة برئاسة خالد بحاح فيما استهدفت اثنتان أخريان “مقر العمليات المركزية للقوات السعودية والإماراتية” و”مقر الإدارة العسكرية الإماراتية”.
وأكد أنه قتل “العشرات” بين صفوف الجنود السعوديين والإماراتيين، علماً بأن السعودية والإمارات هما أكبر مشاركين في قوات التحالف الذي تدخل نهاية آذار/مارس في اليمن.
ونشر التنظيم صوراً للانتحاريين الأربعة الذين نفذوا الهجمات وصورة لفندق اندلعت فيه النار.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن “عمليات الميليشيات الحوثية وقوات (الرئيس) المخلوع (علي عبد الله) صالح الإجرامية التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية وعدداً من المقار العسكرية أدت إلى استشهاد 15 من قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية”.
أما التحالف فتحدث عن مقتل 3 جنود إماراتيين وجندي سعودي في هذه “الهجمات بصواريخ الكاتيوشا” التي أدت إلى “رد” وإلى “تدمير آليات الإطلاق”.
مؤشر خطير
المحلل السياسي اليمني، عبدالرقيب الهدياني، قال إن استهداف الحكومة اليمنية ومقر قيادة القوات الإماراتية في مقرهما “هو مؤشر خطير ويكشف أن الوضع الأمني في عدن والمحافظات التي سيطرت عليها قوات هادي هش للغاية وسواء أكان المهاجمون يتبعون الحوثي وصالح أو تنظيمات إرهابية أخرى فإن هذا يحتم على الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي سرعة ترتيب الملف الأمني وتأطير مكونات المقاومة في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية حتى تمنع الاختراق من أي طرف كان”.
وأضاف “يعتقد أن هذا الهجوم يأتي بعد أن أصبحت قوات الحوثي وصالح تتجرعان مرارة الانهيارات بعد التقدم الكبير الذي أحرزته المقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف في جبهة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء، وهذا الهجوم يُراد به خلط الأوراق في محاولة لتحقيق انتصارات في جبهة لحج شمال عدن أو استهداف مقرات حساسة في قلب عدن. لا ننسى أن الرئيس صالح بارع في استخدام أوراق الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش وهذه معركة أخيرة قد يلجأ إليها، فجميعها تتغذى عبر حبل سري يصلها إلى صالح”.
وأشار الهدياني إلى أن “مهام الحكومة والتحالف شاقة لملء فراغ السلطة بعد التحرير وهذه من أصعب المهمات وتحتاج الكثير من الوقت حتى يستتب الوضع فلقد فشلت أمريكا بكل قوتها في العراق عقب إسقاط نظام صدام حسين”.
لكنه عاد ليشدد على “ضرورة تحرك التحالف والمقاومة والجيش الوطني العاجل لتطهير المحافظات المحاذية لعدن مثل تعز التي لا يزال الحوثيون وقوات صالح يسيطرون فيها على جبال حاكمة ومطلة على العاصمة عدن”.
نجاة بحاح
ونجا رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح وأعضاء حكومته من الموت صباح إثر استهداف مقر إقامة الحكومة في فندق القصر بمنطقة البريقة في عدن، فيما قتل 2 من جنود الإمارات فى القصف.
وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري أكد أن “رئيس الوزراء خالد بحاح بخير ولم يصب بأذى”، فيما قامت مروحية أباتشي تابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية بإجلاء رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وقادة عسكريين من مقر إقامتهم في فندق القصر.
مراسل وكالة فرانس برس قال إن أعمدة من الدخان كانت تتصاعد من فندق القصر في ضاحية غرب عدن (جنوب البلاد) التي أُعلنت عاصمة “مؤقتة” بعد أن استعادتها القوات الموالية للحكومة في منتصف يوليو/تموز من المتمردين الحوثيين.
رواية الحكومة اليمنية
مصدر أمني في عدن، طلب عدم ذكر اسمه” قال إن الانفجارين اللذين استهدفا فندق القصر، هما عبارة عن صاروخين، تم إطلاقهما من محافظة تعز(وسط) التي يسيطر على أجزاء منها مسلحو “الحوثي” وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتبعد 150 كيلومتراً.
وأصيب، حسب المصدر ذاته، عدد من أفراد حراسة الفندق بإصابات مختلفة، بينما لم يصب أي من أفراد الحكومة اليمنية بأذى.
الهجوم الصاروخي يأتي بعد أيام على إعلان القوات الحكومية استعادة مضيق باب المندب الاستراتيجي على مدخل خليج عدن والبحر الأحمر.
وقال مسؤولون يمنيون إن خالد بحاح، نائب الرئيس، وأعضاء حكومته لم يتعرضوا للإصابة جراء الهجوم، بينما يوجد الرئيس عبدربه منصور هادي في السعودية.
وأضافوا أن القذيفة أطلقت على بوابة الفندق، وقال السكان إن قذيفة أخرى أطلقت قرب البوابة، بينما أطلقت قذيفة ثالثة على حي البريقة في صنعاء.
وأفاد شهود بأن سيارات إسعاف وفرق من الدفاع المدني هرعت إلى موقع الهجوم، فيما حلّقت طائرات “التحالف العربي” في أجواء عدن، بعد وقوع الهجوم.
استهداف قوات إماراتية
وكالة اسوشيتدبرس نقلت عن مسؤولين قولهم إن “قذيفتين أخريين سقطتا على مقر قوات إماراتية” لكنهما أخطا الهدف بحسب سكان في الحي، وأكد مصدر أمني لبي بي سي سقوط قذيفة على قصر “صالح بن فريد” الذي تتخذ منه قوات التحالف مقرا لها مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وتقوم بحراسة فندق القصر قوات من الإمارات التي تشارك بقوات برية ضمن التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
الإمارات تدين الهجوم
وأدانت الامارات الهجوم ولمحت إلى أن من نفذه هم مقاتلو الحوثي وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش في تغريدة على تويتر إن الهجوم على الفندق دليل آخر على أن الحوثيين وصالح مصرون على تدمير اليمن.
وأضاف في تغريدة ثانية “الواقع على الأرض يشير إلى أنهم يخوضون معركة خاسرة وأن دورهم تم اختزاله بالتراجع على الأرض ومحاولة الإضرار عبر الألغام والكمائن والصواريخ.”
وكالة أنباء الإمارات (وام) أفادت أن التحقيق جارٍ من قبل قوات التحالف العربي حول الإصابات” جراء القذائف الصاروخية التي سقطت على مدينة عدن اليمنية صباح الثلاثاء.
واكتفت الوكالة بالقول إن القذائف استهدفت عدة مواقع في المدينة منها مقر الحكومة اليمنية في “فندق القصر” وعدد من المواقع العسكرية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وكانت وسائل إعلام يمنية نقلت عن مسعفين وشهود عيان أن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الهجمات الصاروخية وأن “غالبية القتلى من القوة الإماراتية المكلفة بحماية فندق القصر”.
بحاح: باقون في عدن
وقالت صحيفة عدن الغد على موقعها الإلكتروني إن بحاح قال بعد الهجوم إنه مصر على البقاء في المدينة، ونقلت عنه الصحيفة قوله “نود أن نطمئن كافة أهالي عدن نحن باقون هنا ولن تخيفنا أي هجمات صاروخية أو خلافه.”
فيما علق بحاح على القصف الحوثي على مقر حكومته بتدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك.
حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تقيم في فندق القصر منذ عودتها التدريجية من الرياض خلال الأسابيع الماضية بعد طرد مقاتلي الحوثيين في يوليو/تموز.
ويتواجد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فى السعودية بعد عودته من نيويورك بعد إلقاء كلمة بلاده أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وكان قد التقى الاثنين الملك سلمان بن عبد العزيز، في جدة، لبحث الأوضاع في اليمن عقب عودة الحكومة الشرعية لعدن.
ونشر نشطاء على موقع تويتر مقطع فيديو يُظهر عملية تفجير مقر إقامة الحكومة اليمنية.(هفنغتون بوست)