عروبة الإخباري – في لقاء متميز بحضور نخبة من مثقفي مدينة الرصيفة وضيوف من الفنانين التشكيلين أعضاء جمعية الفن التشكيلي / الزرقاء ، واعضاء رابطة قدامى لاعبي الرصيفة ،، وبمشاركة من ضيف اللقاء الفنان القدير شيخ فناني الأردن الأستاذ (( عبد الكريم القواسمي )) والفنان ( مازن عجاوي )” أقيمت فعاليات اللقاء رقم (32) من صالون الرصيفة الثقافي .
افتتح فعاليات اللقاء رئيس جمعية أبناء الرصيفة الثقافية مؤسس صالون الرصيفة الثقافي الأستاذ ( عمر قاسم ) الذي رحب بالحضور وقدم جزيل الشكر والامتنان لديوان (( آل فحماوي )) لاستضافتهم فعاليات اللقاء،. كما قدم جزيل الشكر والامتنان لرجل الأعمال السيد ( نادر نصر الله ) على دعمه لهذا اللقاء .
بدأت فعاليات الجزء الأول والذي قدمه عضو الهيئة العامة لجمعية أبناء الرصيفة الثقافية رجل الأعمال السيد ( محمد فتحي الحايك ) الذي رحب بالحضور والمشاركين وكانت أولى القراءات مع الشاعر ( محمد الصور باهري ) الذي قرأ عدة قصائد أمتعت الحضور ، ثم كان دور الشاعر القادم من عمان ( مصطفى القباني ) وقدم قصيدة عامودية جميلة ،تلاه الأستاذ ( أحمد الدقس ) الذي قرأ قصيده رائعه ، وبعد هذه القراءات كانت وقفة مع حفل توقيع ديون ( عتاب القوفي ) للشاعر ( عبد الكريم الملاح ) نائب رئيس جمعية أبناء الرصيفة الثقافية وقد شارك في التقديم الأستاذ الناقد ( محمد المشايخ ) الذي قدم قراءة نقدية حول الديوان بأسلوبه المتميز ، وقد قرأ صاحب الديوان مجموعة من قصائده وبعد ذلك كان النقد الانطباعي لمجمل القراءات .
وقبل انتهاء فعاليات الجزء الأول من اللقاء كان الفنان ( محمد العربي ) نجم اللقاء بمعزوفاته على أوتار العود لتلامس شغاف القلوب ولنستمتع بما عزف لنا هذا الفنان المتألق .
بدأت فعاليات الجزء الثاني من اللقاء مع ضيف اللقاء الفنان الكبير ( عبد الكريم القواسمي ) وقد أدار الجزء الثاني الأستاذ (عمر قاسم ) بمشاركة من الفنان ( مازن عجاوي ) والناقد الأستاذ ( محمد المشايخ ) حيث بدأ ( عمر قاسم ) ترحيبه بالفنان الضيف بإعطاء لمحة عن سيرته الذاتية ، وهو من الرعيل الأول الذي ساهم في تطور الحركة الفنية الأردنية ويعتبر من مؤسسي الدراما الأردنية .
( الفنان القواسمي ) من مواليد الخليل عام 1945 تخرج من جامعة بيروت العربية تخصص الأدب العربي ، ويعتبر من نجوم الدراما التلفزيونية والمسرحية ، له العديد من المسلسلات والمسرحيات وهي على سبيل المثال (( دليلة والزيبق ، هبوب الريح ، ابو جعفر المنصور ، الطواحين ، القدس أولى القبلتين ، قمر بني هاشم ، عبلة أبو عواد ، مخاوي الذيب ، قبائل الشرق ، همة وعزم ) والمسرحيات أيضا على سبيل المثال ( الغائب ، الشحادين ، قناع السعادة ، مين ضحك على مين ، إسكابا ، خادم سيدين ، قرية الشيخ حمدان ، بدك تضحك ، ثمن الظل ، نار البراءة ).
بدأ ( القواسمي ) حديثه بالترحيب بالحضور وتقديم الشكر لصالون الرصيفة الثقافي مبديا إعجابه الكبير بما يقدمه هذا الصالون من رسالة ثقافية متميزة ذات مضمون ومعبرا عن سعادته لوجوده في مدينة الرصيفة ثم تحدث عن نفسه ولادته ودراسته وعمله في وزارة التربية وبدايه عمله في المسرح التعليمي حيث صادف وجود مخرج أثناء تقديمه للعرض فعرض عليه التمثيل ووافق لأن الجو العام كان يتطلب أن يكون فنانا يقدم رساله فنية هادفة من خلال تناول الهم الوطني.
وكان أول عمل له من إنتاج ( إتحاد طلبة الضفتين ) ثم تقدم إلى دائرة الثقافة وشارك بالمسرح والتلفزيون كهاوي وليس كمحترف ، وهنا يذكر القواسمي أن الدراما استهوتني بالاضافة الى التربية والتعليم لأن كلاهما يهدف لنقطة واحدة وكلاهما تعليمي ونحن نفضل التعلم قبل التعليم وذكر أن هناك هرم للخبرات في قمته ما تعمله أنت بنفسك وبعده الدراما ـ أن تشاهد أحدهم يمثل الفعل أمامك ـ وهنا تكمن الخطورة والأهمية من حيث الجانب الايجابي أو السلبي ، وعلينا جميعا الاهتمام بالدراما بشقيها وخاصة بما يتعلق بالدراما الموجهة للأطفال كأفلام الكرتون وهي تمثل جانبين متصارعين ، وطرح القواسمي السؤال الأخطر ،،، ماذا يشاهد أطفالنا ؟؟؟ إن ما يشاهده أطفالنا هو تربية راسخة في أذهانهم وعلينا العبء الأكبر بأن ننتقي ماذا يقدم لأطفالنا وخاصة بما يتعلق بالأفلام والمسلسلات المدبلجة ، وأضاف : ان العلم يحسدنا لأن لدينا لغة مشتركة كأبناء الوطن العربي بعكس كل دول العالم التي ليست لها لغة مشتركة ،
وأضاف : ان الدراما لا توجد لها مفردة في اللغة العربية لسبب بسيط ان هذه الكلمة أصلها عربي وهي بمعنى ( حدث متنامي او صراع متنامي ) وهناك فرق بين الحدث العادي والحدث المتنامي ، والانسان ملئ بالاحداث اليومية وأغلبها ليس درامي أي أنه ليس متصاعد ، وأضاف القواسمي أن الدراما أصلها (( ضراما )) من إضرام النار أي الاشتعال والزيادة وبمعنى الحدث المستعر المتنامي وأن عناصر الدراما ( التراجيدي ) من الأصل ( ترا ـ جدي ) وانها بدأت في دور العبادة لخدمة الدين ، ( والكوميدي ) من ( كوم بمعنى قوم ــ وهي تخص عامة الناس ، تحدث القواسمي عن الدراما الأردنية التي وصلت الى كل الدول العربية من خلال ما كانت تقدمه في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، مبديا أسفه للكثير من الانحدار في الكثير الكثير مما يقدم ألان عبر الشاشات مطالبا الشاشة الأردنية بالعودة لأيام المجد والرسالة الجادة وعلى الأقل أن يكون المنطلق الوطني لأن الفنان الحقيقي هو من يعمل بالحس الوطني وان كل شي هو للوطن والمواطن .
انهى الفنان الكبير وشيخ الفنانين الاردنين حديثة بالتمنى للجميع ثم شارك الأستاذ محمد المشايخ في حوار ممتع مع الفنان وكما تحدث الفنان مازن عجاوي ثم علق الحضور من خلال مداخلاتهم وأسئلتهم التي أثرت هذا اللقاء ، واخيرا كان لنا لقاء مع صوت الزجال الرائع الزجال ( أنور الياموني ) الذي رحب بالحضور وبالفنان وببعض الشخصيات بالزجل وقد استمتع الحضور بذلك ، وقبل الانتهاء كانت كلمة من الفنانة التشكيلية ( ماجدة الدرعاوي ) نائب رئيس جمعية الفن التشكيلي / الزرقاء والتي شكرت الصالون على هذا اللقاء الجميل وان اللقاءات القادمة ستكون بمشاركة من جمعية الفن التشكيلي ، وكانت النهاية مع الصور التذكارية للجميع .