عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، اليوم الأربعاء، الحفل السنوي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، والذي جاء هذا العام تحت شعار “مواطنون فاعلون، قادرون على الابتكار، مؤهلون للعمل”.
وأعلن، خلال الحفل، عن فوز 105 من الشباب والفتيات من عمر 16 إلى 35 سنة، و5 مؤسسات مجتمع مدني حصلت على دعم من الدورة الثانية لنافذة التمكين الشبابي لتنفيذ مشروعات تعمل على تعزيز القيم والممارسات المدنية مثل ثقافة الحوار وتقبل الآخر وسيادة القانون، إضافة إلى المشروعات التي تجعل المواطنين أكثر قدرة على التأثير في الحياة العامة وصناعة القرار، والمشروعات التي تسخر طاقات الشباب الإبداعية لخدمة قضايا مجتمعاتهم المحلية.
واستعرض رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، عماد فاخوري، في كلمة له خلال الحفل، إنجازات الصندوق منذ التـأسيس، خصوصا في الشركات والبرامج والمشروعات التي نفذها ضمن محاور المواطنة الفاعلة، والريادة والابتكار، والتنمية والتشغيل.
كما تناول المشروعات والبرامج والفرص الجديدة التي سيوفرها الصندوق في العام الحالي مثل بوابة فرص للعمل والريادة، وإطلاق الدورة الثالثة لنافذة التمكين الشبابي، وجائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، والإعلان عن نتائج الدورة الثانية لنافذة التمكين الشبابي، وجائزة متجر الأردن.
وقال فاخوري، في كلمته، “إن شعار حفل الصندوق لهذا العام يحمل في مضامينه محاور عمل الصندوق وفق رؤية وتوجيهات جلالتكم السامية، الهادفة لتعزيز الإنتاجية وتحفيز طاقات الإبداع والتميز عند الشباب، وتنمية مواهبهم، وبما يؤهلهم لسوق العمل ويكرس مسؤوليتهم الاجتماعية”.
وفيما يتعلق باهتمام جلالة الملك بقطاع الشباب، اقتبس فاخوري من كلام جلالة الملك “إن بناء مجتمع متميز يقتضي الإيمان بقدراتنا، فالإنجازات الإنسانية جميعها بدأت بأحلام، وتحققت بطموح وعزم أصحابها، وإيمانهم بأفكارهم وإخلاصهم ومثابرتهم. فالنجاح يبنى برعاية المواهب والقدرات، وتبني الأفكار الواعدة، ودعم المشاريع الريادية، واحترام المثابرة، وتخطي الفشل”.
وأوضح فاخوري أن برامج الصندوق وفرت الفرصة لـ 135 ألف من شباب وشابات الوطن، لتنفيذ أعمال تطوعية تخدم مجتمعاتهم المحلية، ونصف مليون فرصة ساهمت في تعزيز الثقافة المدنية للشباب الأردني، من خلال هيئة شباب كلنا الأردن وبرنامج التمكين الديمقراطي ومبادرة سمو ولي العهد – تطوع.
وأشار فاخوري “أنه وتنفيذا لتوجيهات جلالتكم السامية في الإسهام بمعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، واستنادا لوثيقة الأردن 2025 التي ترسم طريق المستقبل وتوضح الأولويات الاستراتيجية والبرامجية لمحاور عملنا، يقوم الصندوق وبالتعاون مع القطاعات الرسمية والخاصة بتأسيس المشروعات التنموية بهدف المساهمة في توفير مشروعات إنتاجية وفرص عمل للمواطنين في مناطق تعاني من نسب فقر وبطالة مرتفعة”.
وتم خلال الحفل عرض فيلم قصير تناول أثر برامج ومشروعات الصندوق على ثلاثة مستفيدين من خلال مشروع “جابكو” الذي نفذته السيدة بثينة غراغير من دير علا، وتأثير مشروع “أندية الحوار والتطوع” على الطالب محمد آل خطاب من معان، وتأثير برنامج “درب” على الآنسة إسراء القطاونة من الكرك، وذلك تحت شعار “أردني ورافع راسي”.
كما تم، خلال الحفل، تقديم عرض جرافيكي من مرصد مصداقية الإعلام (أكيد.جو) وجه دعوة للمواطنين للتحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل تداولها ونشرها، مثلما قدم نموذجا لأحد أدواته في الرصد من خلال نتائج رصد الإشاعات خلال شهر شباط في مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن التعرف على حجم هذه الإشاعات وتأثيرها على وسائل الإعلام المحترفة.
وقدمت مجموعة من الممثلين، خلال الحفل، مقطعا مسرحيا بعنوان (أصل وصورة) سلط الضوء على مجموعة من الظواهر الاجتماعية السلبية وطرق التعامل معها.
كما تم عرض مادة فيلمية حول محاور عمل هيئة شباب كلنا الأردن من خلال تصوير نشاطات من برامج: لأجل الأردن نتطوع والتي تأتي استجابة لمبادرة “تطوّع” التي أطلقها سمو ولي العهد، وشبابنا منتج، ورسل الاعتدال والوسطية، تضمن مقابلات مع الفئات المستفيدة من النشاطات.
وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء، وكبار المسؤولين، وأعضاء مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وعدد كبير من الفعاليات الرسمية والشبابية، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من مختلف القطاعات.
وكانت جلالة الملكة رانيا العبدالله زارت، على هامش الحفل، المعرض السنوي للصندوق، الذي عرضت فيه إنجازات ومنتجات من مشروعات ومبادرات تنموية وتوعوية وشبابية، حظيت بدعم الصندوق.
واطلعت جلالتها، خلال جولة لها في أروقة المعرض يرافقها رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، عماد فاخوري، وعدد من المعنيين في الصندوق، على عدد من التجارب الشبابية الناجحة، والتي تشكل نماذج للعمل الطموح في العديد من القطاعات ومن مختلف مناطق المملكة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي إن مشروع مصداقية الإعلام الأردني هو أحد المشروعات التي ينفذها معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع برنامج التمكين الديمقراطي في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وجاء على خلفية الحاجة إلى نشر ثقافة التحقق داخل وسائل الإعلام المحلية وزيادة وعي الجمهور الأردني للتحقق من الأخبار وعدم الانجرار وراء الإشاعات والابتعاد عن الأخبار المضللة والتي عادة من تنتشر في وقت الأزمات.
ولفت إلى أن المشروع تمكن في تسعة شهور من تحقيق انجازات مهمة، حيث أعد ونشر أكثر من 300 تقرير متخصص ومهني، واستطاع أن يبني ثقة مع وسائل الإعلام، وأن يلفت انتباه المجتمع لأهمية مراجعة الأخبار والتأكد من مصداقيتها، في الوقت الذي نشعر فيه بازدحام كبير في مصادر الأخبار وإغراق معلوماتي.
وأكد أن مشروع مصداقية الإعلام الأردني يلبي حاجة مهمة وفي ظروف حرجة تشهدها المنطقة، وهو يحقق نجاحا مهما في هذا الوقت، مشيرا إلى أن المعهد يتطلع إلى توسيع عمل المرصد، والانتقال به من التركيز على الصحافة المطبوعة والالكترونية إلى مجال الإذاعة والتلفزيون.
وأضاف أن المرصد سيصدر اعتبارا من نهاية هذا العام تقريرا سنويا وتقرير المهنية الإعلامية في الأردن.
وقال مدير البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة خالد المحيسن إن البنك، الذي حظي بدعم من برامج صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، لا يمول المشروعات فقط، بل يعمل على تمكين العملاء، من خلال توفير التدريب اللازم في مجال المحاسبة والتعبئة والتغليف وتمكنهم من المشاركة في المعارض.
وأضاف أن جزءا كبيرا من عملاء البنك استفاد من هذه الدورات ونجح العديدون منهم في إنشاء مشروعات، أبرزها مصنع “بيتي” لإنتاج الشمع وآخر لإنتاج الذهب والفضة من خلال تدوير مخلفات أوراق التصوير.
وبين أن عملاء البنك، الذي تم تأسيسه باتفاقية بين صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية عام 2006، وصل إلى 55 ألف عميل، تمثل مشروعات متناهية الصغر والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، 90 بالمئة منها لنساء تعمل بمشروعات منزلية.
وقالت أريج عطاري، صاحبة مصنع “منزلي لتصنيع وتشكيل الشمع”، والمستفيدة من برامج الصندوق، “توجهت لهذه الصناعة كونها غير متطورة في المملكة، وتمكنت من النجاح بفضل الدعم الذي وفره لي البنك الوطني”.
وأضافت أن الدعم لم يقتصر على تمويل المشروع، بل تعداه إلى المشاركة في المعارض التي تعد أفضل أدوات التسويق للمشغولات المنزلية.
يشار إلى أن برامج ومشروعات الصندوق طالت خلال عقده الأول العديد من المبادرات التنموية التي راعت أولويات التنمية في المملكة، واستندت إلى دراسات معمقة للحاجات الفعلية للمواطنين، وبما يسهم في تحقيق توزيع عادل لمكتسبات التنمية في مختلف المحافظات.
ويسعى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة ومناطقها، ولتسهم بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية، بإقامة مشروعات وطنية؛ تهدف إلى توزيع مكاسب التنمية المستدامة، عبر الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، بما يحسّن مستوى معيشة المواطن.
ويسعى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى المساهمة في تحقيق توزيع عادل لمكاسب التنمية بين المحافظات، من خلال إقامة مشروعات إنتاجية ريادية، وتشجيع الإبداع والتميز عبر شراكة حقيقية مع القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.