عروبة الإخباري – عبر الرئيس السوداني، عمر البشير، عن استعداده للحوار مع الغرب، في رسالة اتسمت بنبرة تصالحية غير معتادة من الزعيم الذي تطلب المحكمة الجنائية الدولية إلقاء القبض عليه في اتهامات بالإبادة الجماعية، والذي تعاني بلاده من عقوبات اقتصادية منذ أعوام.
ودعا البشير (71 عاما) في مستهل ولايته الرئاسية، التي يمتد بموجبها حكمه للبلاد والمستمر منذ ربع قرن، إلى الوحدة الوطنية، بينما يواجه أكثر من حركة تمرد إلى جانب تراجع عوائد النفط بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.
وقال الرئيس السوداني في خطابه أمام البرلمان بعد مراسم أداء اليمين التي حضرها زعماء عرب وأفارقة: “سيسعى السودان بإذن الله وبقلب مفتوح لاستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي، مسترشدين في ذلك بالمؤشرات الإيجابية التي بدأت في الآونة الأخيرة وذلك تأكيدا لسياستنا المعلنة في إزالة كل العقبات كسبا لصداقة الجميع شعوبا وحكومات”.
وأضاف أمام أعضاء البرلمان والزعماء الأفارقة وبينهم رئيس زيمبابوي روبرت موجابي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، “سأكون رئيسا لكل السودانيين لمن صوت لنا ومن لم يصوت لنا ولمن شارك أو قاطع الانتخابات لأن هذا حقه”.
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم، أحمد حسن الجاك، إن “حديث البشير اليوم عن رغبته في بدء حوار من الغرب تتطلب بالضرورة تخليه عن رؤيته القديمة التي جلبت له عداء الغرب لأن الدول الغربية مواقفها ثابتة من القضايا محل الخلاف والتي ترتبط بضرورة احترام نظام البشير لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ووقف الحروب في دارفور وبقية أنحاء السودان وإحداث تغيرات في نظام الحكم لتحقيق العدالة”.
وفاز البشير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/ أبريل الماضي، ونال 94% من الأصوات.
وهذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى منذ انفصال الجنوب عام 2011، لكن معظم أحزاب المعارضة قاطعتها. وحصل حزب المؤتمر الذي يرأسه على 323 مقعدا في البرلمان من جملة 426.
وتعتبر شخصيات من المعارضة السودانية أن استمرار حكم البشير يتسبب في تفاقم العزلة التي تفرضها المؤسسات المالية والسياسية الدولية.
ويحظر على الشركات الأمريكية التعامل مع أكبر دولة إفريقية، على الرغم من مسارعة الصين وغيرها من المستثمرين إلى ملء الفراغ.
ودعا البشير -الذي يملك قاعدة تأييد واسعة في الجيش، وما زال يتمتع بشعبية بين الكثير من قطاعات الشعب- الأحزاب المعارضة على للانضمام إلى “حوار وطني” وأشار إلى أنه سيبدأ في الأيام القليلة المقبلة.
وقال البشير متحدثا عن الجماعات المسلحة: “نجدد عفونا الكامل عن حملة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار”.
وواجه السودان تمردا في إقليم دارفور منذ عام 2003، وتمردا منفصلا في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.
وتنتقد الحكومات الغربية البشير بسبب الإجراءات التي يتخذها ضد وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجماعات السياسية المعارضة.
وكانت الولايات المتحدة وصفت نتيجة الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل بأنها لا “تعبر بصدق عن إرادة” السودانيين بسبب القيود على الحقوق والحريات السياسية.
كما انتقد الاتحاد الأوروبي أيضا سير العملية الانتخابية الرئاسية.