عروبة الإخباري – لاحظ مراقبون دبلوماسيون عرب في الرياض ان العاصمة السعودية استقبلت بترحاب مبعوث العاهل الأردني باسم عوض الله الذي حمل رسالة للملك سلمان بن عبد العزيز لم يكشف النقاب عن محتواها أو عن أسبابها. حيث التقى العاهل السعودي المبعوث الملكي الأردني فور وصوله للرياض يوم الاثنين الماضي، وفق توقيت متفق عليه مسبقا، وتسلم منه رسالة الملك عبد الله الثاني الشخصية، وبسبب الدور الهام الذي لعبه باسم عوض الله في مؤتمر «دافوس» الاقتصادي في البحر الميت الاسبوع المنصرم وحضوره لمحادثات العاهل الأردني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان ضيف شرف مؤتمر البحر الميت، ذكرت تكهنات ان للرسالة الملكية علاقة بما جرى خلال المحادثات المصرية الأردنية.
والدليل على الترحيب السعودي بمهمة باسم عوض الله كمبعوث للملك حرص ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على الاجتماع مع عوض الله بعد لقائه بالملك السعودي بحضور الأمير محمد، ويعتبر ولي العهد السعودي أحد أصدقاء الأردن المقربين في الرياض.
دوائر دبلوماسية عربية أوضحت ان الرياض ترى في باسم عوض الله الصديق الأقرب لها من مساعدي العاهل الأردني رغم انه لا يتبوأ أي منصب رسمي. وكشفت هذه المصادر عن ان العلاقات الأردنية السعودية لم تكن خلال الأسابيع القليلة الماضية «دافئة « رغم مشاركة الأردن في التحالف العربي العسكري في اليمن، والمشاركة اقتصرت فقط على تواجد سربين من الطائرات الأردنية من طراز اف -16 تقوم بالمشاركة في الغارات الجوية على الحوثيين في اليمن، ورغم علاقات التعاون الأمنية والاستخباراتية الجيدة بين البلدين لاسيما في محاربة «تنظيم الدولة» وفي دعم المعارضة السورية جنوب سوريا. وكشفت المصادر عن أن الرياض لا تشعر بارتياح لبعض مساعدي الملك عبد الله الثاني مثل رئيس وزرائه عبدالله النسور الذي ترى انه وراء تسريب أخبار لإعلاميين محسوبين عليه بان السعودية «مقصرة « في دعم الأردن ماليا واقتصاديا. ويلاحظ في هذا الصدد ان رئيس الوزراء الأردني لم يقم بزيارة للرياض منذ ان تولى الرئاسة حتى انه لم يرافق الملك عبدالله الثاني في زياراته المتعددة للسعودية. والأمر نفسه «مشاعر عدم الارتياح» السعودية تنطبق على رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطروانة.
لذا فان إرسال باسم عوض الله كمبعوث من العاهل الأردني للرياض يعطي الانطباع في عمان بان الملك عبدالله الثاني سيحدث تغييرات سياسية في الديوان الملكي وربما قريبا في رئاسة الحكومة.
سليمان نمر /«القدس العربي».