عروبة الإخباري – اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الأحد، أن منطقة الشرق الأوسط تواجه خطرا “لا مثيل له في التاريخ”، يتمثل في خطر تنظيم الدولة الذي بات يسيطر على “مناطق واسعة” من سوريا والعراق، مشيرا إلى قوات حزبه “ستتواجد” في كل مكان في سوريا من أجل “صنع هذا الانتصار”.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة، في منطقة النبطية الجنوبية، خلال احتفال حزب الله بالعيد الـ15 لتحرير جنوب لبنان من جيش الكيان الإسرائيلي، إن تنظيم الدولة بات موجود على مساحة واسعة في سوريا، وفي العراق واليمن وسيناء وأفغانستان وباكستان وليبيا وشمالي أفريقيا، وفي القطيف السعودية، مشددا أنه “ليس مجموعة صغيرة”.
وأضاف “نحن اليوم أمام خطر لا مثيل له في التاريخ يستهدف الوجودات البشرية”، مشيرا إلى أنه “لو منعت داعش من السيطرة على مناطق في سوريا لما أصاب العراق ما أصابه”.
ورأى نصر الله أنه لا يوجد كيان في سوريا اسمه جيش الفتح، معتبرا أنهم من “جبهة النصرة” كما تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن “أول ضحايا داعش في لبنان سيكون تيار ونواب وقادة المستقبل (التيار السني الأبرز في لبنان)”، متوجها للمسيحيين “هل مواقف قوى 14 آذار (المعارضة للنظام السوري ولتدخل حزب الله في سوريا) تحميكم من الذبح والسبي وتضمن سلامة كنائسكم؟”.
وانتقد نصر الله التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن “عدد غارات التحالف الأميركي ضد داعش أقل بكثير من غارات إسرائيل علينا في تموز/ يوليو 2006” خلال الحرب التي استمرت 33 يوما بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وشدد على أن “الخيار الصحيح هو أن تعتمد شعوب المنطقة على أنفسها وتثق بقدراتها وتتعاون، وتبحث عن الأصدقاء الحقيقيين وفي مقدمهم إيران”، داعيا “الجميع في لبنان والمنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الخطر، ولتأجيل الملفات المتنازع عليها لأن المعركة وجودية”.
وقال نصر الله “إذا انتصر النظام في سوريا نحن نشكل لكل اللبنانيين ضمانة، ولكن لو انتصرت داعش والنصرة هل تشكلون ضمانة لأنفسكم (مخاطبا قوى 14 آذار)؟”. داعيا إلى “توحيد الجبهة” لمحاربة التنظيم في سوريا والعراق.
وأكد أن “معركة القلمون مستمرة حتى يتمكن الجيش السوري ورجال المقاومة (حزب الله) من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية”، داعيا الدولة اللبنانية إلى “تحمل مسؤولية حماية أراضيها”.
وتابع “أهلنا في البقاع وفي بعلبك الهرمل لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد في أي جرد من جرود (محيط) عرسال أو البقاع”.
ولفت إلى الحاجة “إلى الشعب وإلى الحشد الشعبي الذي يجب أن يتوسع ويشمل الجميع”.
واعتبر أن قتال حزب الله في سوريا “هو دفاع عن الجميع في المنطقة”، مضيفا “نحن سنتواجد في كل مكان في سوريا ونحن قادرون على صنع هذا الانتصار”.
وأكد أن الحزب “يقاتل إلى جانب الجيش والشعب السوري على كافة الأراضي السورية دفاعا عن كل المنطقة من العراق إلى لبنان”، مؤكدا “جهوزية الحزب” في جنوب لبنان فـ”عيوننا على العدو الأساس ولن نخلي هذه الجبهة”.
وتوجه نصر الله لبعض اللبنانيين بالقول “من المعيب أن تعدّوا علينا في معركتنا هذه شهداءنا لأنه بفضل هؤلاء الشهداء أنتم تعيشون في أمان وسلام في هذا البلد”، مؤكدا أنه “إذا ما أخذت قيادة حزب الله قرارا أن تدعو إلى الميادين فسترون عشرات الآلاف من عناصرنا إلى الميادين”.
وحول عملية إعادة الأمل التي تقودها السعودية في اليمن، اعتبر نصر الله أن “العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لم يستطع أن يحقق أيا من أهدافه”، داعيا السعودية إلى “وقف العدوان على اليمن وتسهيل الحوار السياسي، وفتح الباب أمام حل سياسي ينهي الحرب”.
وفي يوم 21 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي بدأها يوم 26 / مارس الماضي، وبدء عملية “إعادة الأمل” في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقا سياسيا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.
وبالتزامن مع خطاب نصر الله، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنت هاشتاغ يسخر من الخطاب (#نصرك_غش_الدني) في إشارة الى “انتصار 25 أيار/مايو 2000″، وغرد النشطاء ساخرين من الخطاب آلاف التغريدات.
ويحتفل لبنان في 25 أيار/ مايو من كل عام بعيد المقاومة والتحرير، الذي يجسد ذكرى تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.