عروبة الإخباري – تعد القوات العراقية، بالتعاون مع الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية، لعملية عسكرية سريعة، الهدف منها استعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من أيدي تنظيم الدول .
وفي سوريا، حيث يسيطر التنظيم على مناطق عدة في الشمال والشرق، قتل 170 جهاديا على الأقل خلال 48 ساعة، في ضربات جوية للتحالف الذي تقوده واشنطن في شمال البلاد، حيث حقق مقاتلو المعارضة تقدما على حساب قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
وبعد يومين من فقدانها السيطرة على مدينة الرمادي، تسعى الحكومة العراقية إلى الاستفادة من عامل الوقت لمحاولة استعادة المدينة، قبل أن يعزز التنظيم دفاعاته فيها عبر تفخيخ الطرق والمنازل، وهو أسلوب لجأ إليه مرارا في مناطق أخرى.
وسيطر التنظيم على كامل مدينة الرمادي الأحد، إثر انسحاب القوات الأمنية في وجه هجوم بدأ مساء الخميس، في أبرز تقدم له في العراق منذ حزيران/ يونيو 2014، حيث بات يسيطر على مركزي محافظتين، هما الرمادي ومدينة الموصل مركز نينوى، التي سقطت العام الماضي.
ودفع هذا التقدم الحكومة إلى طلب مشاركة الحشد الشعبي في معارك الأنبار ذات الغالبية السنية، في ما يشكل نكسة لاستراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعومة أمريكيا، لبناء قوى مختلطة مذهبيا لقتال الجهاديين.
وقال العميد الركن في الجيش العراقي علي الماجدي: “بدأ وصول الحشد الشعبي إلى مواقع شرق الرمادي للتهيؤ من أجل القيام بمرحلتين، الأولى قطع تقدم العدو، والثانية التقدم باتجاه العدو”.
وكان العبادي أمر الاثنين القوات “بتحديد خطوط صد جديدة في الرمادي لمواجهة عصابات داعش”.
وفيما بدا محاولة لاستيعاب آثار سقوط الرمادي، أعلنت الحكومة فتح باب التطوع في الجيش، متعهدة معاقبة المتخاذلين في المدينة.
وقررت الحكومة الثلاثاء “فتح باب التطوع لإضافة قوات جديدة في الجيش، وخصوصا للفرق العسكرية التي تعاني نقصا عدديا”، متعهدة “تكريم المقاتلين الذين صمدوا في وجه الهجوم الإرهابي، وإنزال أشد العقوبات بالمتخاذلين الذي أدى موقفهم هذا إلى تداعيات في الرمادي”.
وشددت الحكومة على التزامها “بتطويع وتسليح مقاتلي أبناء العشائر بالتنسيق مع محافظة الأنبار”، مؤكدة أن القوات والفصائل التي ستشارك في عمليات الأنبار ستكون “تحت إمرة القيادة العامة للقوات العراقية”.
وكان مستخدمون تداولوا على مواقع التواصل أشرطة مصورة تظهر عربات عسكرية، قالوا إنها تنسحب من الرمادي.
وأعادت هذه المشاهد التذكير بمشاهد سقوط الموصل، عندما انهارت قطعات الجيش في وجه الهجوم الكاسح للتنظيم، تاركة العديد من المعدات والأسلحة الثقيلة صيدا سهلا لعناصره.
ولجأت الحكومة إلى الفصائل المسلحة بعد هذا الانهيار لدعم قواتها في مواجهة الجهاديين.
ويتألف الحشد بمعظمه من فصائل شيعية تتلقى دعما مباشرا من إيران.
ويثير تنامي دور هذه الفصائل تحفظ واشنطن التي تقود منذ الصيف تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وكانت واشنطن تحض حكومة العبادي على دعم العشائر السنية المناهضة للتنظيم في الأنبار، والتي واجهت التنظيم في الرمادي منذ مطلع 2014.
ويقول الباحث في معهد واشنطن للدراسات مايكل نايتس: “إن الحكومتين الأميركية والعراقية تبدوان على الموجة نفسها لجهة ضرورة شن هجوم مضاد على الرمادي قبل أن يعزز التنظيم دفاعاته في داخلها.
وأبدت واشنطن ثقتها بالقدرة على استعادة الرمادي قريبا.
وتحاول القوات العراقية إعادة تنظيم صفوفها قبل أي عملية.
وقال قائد شرطة المدينة اللواء الركن كاظم الفهداوي الثلاثاء: “إن عناصر من قوات الأمن يتجمعون في منطقة حصيبة، موضحا أن المنطقة “ستكون نقطة انطلاق لعمليات عسكرية لتحرير مدن الأنبار”، إلا أنها “لن تبدأ إلا بعد تأمين متطلبات ومستلزمات المعركة بالكامل”.
وتقدر السلطات أن الهجوم أدى إلى مقتل نحو 500 شخص من المدنيين وعناصر القوات الأمنية.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الثلاثاء أن الهجوم أدى إلى نزوح 40 ألفا و608 أشخاص، بينهم 39 ألفا و500 نازح إلى مناطق أخرى في الأنبار.
وتوفي الثلاثاء خمسة نازحين عالقين عند جسر بزيبز الذي يربط بين بلدة عامرية الفلوجة في الأنبار، وأطراف محافظة بغداد، بحسب ما أفاد مصدر طبي ومسؤول محلي، بسبب الحر ونقص المواد الغذائية.
وينتظر الآلاف من النازحين السماح لهم بالعبور إلى بغداد.
وواصل التحالف الدولي استهداف مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، وشن بين صباح الاثنين وصباح الثلاثاء، 21 غارة، 14 منها في العراق وسبعة في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “ما لا يقل عن 170 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية لقوا مصرعهم خلال الـ 48 ساعة الفائتة جراء القصف المكثف لطائرات التحالف” في الحسكة حيث تدور اشتباكات بين الجهاديين ووحدات كردية.
وفي محافظة إدلب، سيطر مقاتلو المعارضة السورية وجبهة النصرة على كبرى القواعد المتبقية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات النظام انسحبت من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة ادلب”، وبات تحت سيطرة “جيش الفتح” المؤلف من النصرة وفصائل أخرى.
وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن هذه القوات انتقلت من المسطومة للدفاع عن مدينة أريحا على مسافة سبعة كلم من المعسكر.
ولم يتبق للنظام في إدلب سوى أريحا ومطار أبو الضهور العسكري، بعدما فقد خلال الأسابيع الماضية مواقع أساسية في المحافظة الحدودية مع تركيا، أبرزها مدينتا إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور.
وعلى جبهات أخرى، تمكن النظام من صد هجوم لتنظيم الدولة على مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد، وتقدم على حساب مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الجبلية شمال دمشق، في معركة كان فيها لحزب الله، حليفه اللبناني المدعوم من إيران، دور رئيسي.
واعتبر الأسد الثلاثاء أن دعم طهران لدمشق يشكل ركنا أساسيا في محاربة الإرهاب، وذلك خلال استقباله علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيراني علي خامنئي.