هذا وطن هاشمي يا سيدي أكبر من ان يقوم بعض أفراد الأسرة باخفاء الحقائق عن ربّ الأسرة ، هذا وطن شريف ونظيف وعفيف عفة الهاشميين الذي صنعوه مجدا وكرامة ، وترجموه إلى واقع ودلالة ، وهذا شعب أردني أصيل يا مولاي يلتف حول تاجك المرصع بكبرياء الشرف كما يلتف سوار طاعتنا حول معصمك ،،، فاخلع ما استطعت يا مولاي من تلك الرؤوس التي أخفت عن جلالتك حقيقة محنة الاشقاء السبعة المشلولين الذين بدأوا يلقون وجه ربهم تباعا الى دار الآخرة ، وهم ينتظرون جلالتك خمسة عشر عاما مثلما انتظروا جلالة الملك المرحوم طيب الله ثراه خمسة وثلاثين عاما دون أن تسمعا أنينهم وبكاءهم وعويلهم وصراخهم واستغاثتهم ، اخلعوا الرؤوس يا سيدي لأن الحق ليس على الاطراف … بل الحق على خمسة رؤوس كبار لم يدركوا بعد أن ملكا بحجم عبد الله الثاني بن الحسين والحفيد الثالث والاربعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو علم بمأساة العائلة المنكوبة العفيفة في بلدة الطرّة لسار اليهم على قدمية من عمان الى الطرّة …
فلماذا يستبد البعض في ترسيخ المزاجية والشخصنة والتعالي والتباكي على وطن أخذوا منه أكثر مما يستحقون ، ويوزعون غنائم الوظائف العليا على من لا يستحقون .
لقد ساورني (الاعتقاد) يا مولاي أنك عند تمام الساعة التاسعة والربع مساء الاحد أول امس قد شاهدت البرنامج التلفزيوني الذي قمت بتقديمه عبر شاشة التلفزيون الاردني عن استغاثة سبعة من أبنائنا المشلولين شللا كاملا في منطقة الطرّة بلواء الرمثا ، لا بل و(اعتقدت) أكثر أنك طلبت من جلالة الملكة رانيا أن تشاهده معك ، (واعتقد) يا مولاي أنك غضبت غضبا شديدا لا مثيل له الا ذلك الغضب الذي غصبته لأجل الشهيد البطل معاذ الكساسبة ، (واعتقد ) أن جلالة الملكة لم تتمالك نفسها من ذرف الدموع التي تفجرت في عينيها حين استأذنت بالانسحاب من متابعة مشاهدة البرنامج ، (وأعتقد) أنك قلت بينك وبين نفسك يا مولاي … هذه كارثة وليس برنامج تلفزيوني وعلينا جبر خاطر هذه الأم هاليومين … وربما سمعت جلالة الملكة ذلك …
إن اخفاء هذا المأتم الجنائزي لأسرة أردنية عفيفة ضاقت عليها الدنيا بما رحبت وفي عهد ملك هاشمي له ولآل بيته الاطهار طاعتنا الى يوم الدين ، هي جريمة تقع على عاتق الرؤوس الخمسة الكبار الذين أخفوا الحقيقة ويخفون الحقائق عن جلالتك لكي لا تسألهم يوما (أين كنتم منذ عام 1957 وحتى عام 2010 عن هذه العائلة بالذات) حتى جاءت المبادرة الاولى بعد خمسين عاما من حكومة دولة السيد سمير الرفاعي لدراسة حالة هذه الاسرة ، الى أن وصلت قيمة المعونة الوطنية المصروفة (للأشقاء السبعة المشلولين) هذه الايام الى خمسة وتسعين دينارا ، وهذا مؤشر على أن البوصلة التي نحتاجها هذه الأيام لعبور أمواج هائجة ومتلاطمة بدأت تفتت حبات الرمل على شواطئنا الهادئة.
مولاي جلالة الملك : إخلع كل الذين يحتاجون للخلع والقلع ممن تجاوزت خدمتهم ألف عام وعام وما يتبعهم من مستشارين وسفراء ومحافظين وانتهاءً بالمدراء العامين الذين سنثبت لجلالتك لاحقا بالأسماء كيف تسلقوا غصنكم الهاشمي الشريف ، وأخذهم النعاس وهم يتربعون على مواقع ليست لهم ،،، الوطن للجميع يا مولاي … والشعب الاردني والله ليس له بديل ولا مثيل بعد أن حققوا لي وللأسرة المكلومة امنية أكبر من كل الامنيات وهي أن خمسة أردنيين شرفاء ممن يعملون في الخارج قد تكفلوا براتب شهري للأبد مقداره (1500 دينار) وأن مقاولا من الاردنيين الشرفاء أبدى استعداده لبناء بيت لهم خلال ستين يوما بكلفة ستين ألفا ، في الوقت الذي ما زالت فيه منحتكم الملكية السامية ببناء بيت لهذه الاسرة منذ عشرين شهرا والبيت لم يكتمل بعد ، وكأنه لن يكتمل الا بعد أن نفقد الاشقاء الستة بفعل العمر والمرض والألم وانعدام العلاج وضيق ذات اليد وشيخوخة الام (سكوت) التي سكت كل من حولها على مصيبتها التي امتدت خمسين عاما …. مولاي جلالة الملك كن عليّ عاتبا وليس غاضبا … لأن المُرّ قد طفى على قلبي ، ولذلك قدمت استقالتي من التلفزيون الاردني على الهواء مباشرة .
نجم الدين الطوالبة