عروبة الإخباري – تضاربت الروايات بشأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عقب اشتباك الحوثيين مع حراس منزله وسيطرتهم على قصر الرئاسة في ثاني يوم من أعمال العنف التي تشهدها صنعاء مما أثار مخاوف من أن تهوي البلاد في وهد من الفوضى.
وأثار غياب التعليقات الرسمية على أحداث مساء الثلاثاء، عاصفة من التكهنات في البلاد حول وضع الرئيس.
وذكرت تقارير إعلامية يمنية أن هادي يستعد لمغادرة صنعاء بينما رجحت أخرى تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد.
واتهمت وسائل إعلام محلية أحمد صالح نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بقيادة الانقلاب على هادي.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني إن القتال الذي استمر يومين والذي ندد به الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون هو مجرد محاولة لحماية اتفاق تقاسم السلطة الذي يهدف لقيادة اليمن نحو الاستقرار.
ووجه الحوثي انتقادات مرارا للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يختلف معه على مسودة دستور هدفه إنهاء صراع وتهميش من خطط التنمية استمر عقودا من الزمان.
وتابع الحوثي أنه لا أحد بمن في ذلك هادي فوق إجراءات تطبيق اتفاق تقاسم السلطة الذي تم التفاوض بشأنه بعد أن سيطر رجال الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول. ويشيد الحوثي بالاتفاق لأنه يمنح جماعته الحق في المشاركة في جميع الأجهزة العسكرية والمدنية في الدولة.
وأضاف الحوثي الذي تعتبر جماعته الشيعية حليفة لإيران في صراعها الإقليمي على النفوذ مع السعودية “لن نتردد أبدا في أن نفرض أي إجراءات ضرورية لتنفيذ اتفاقية السلام والشراكة.”
وأدى ظهور جماعة الحوثي كأقوى قوة في اليمن في سبتمبر أيلول إلى قيام تحالفات سريعة وزيادة التوتر في أنحاء الطيف السياسي اليمني. وأثار مخاوف من تعميق حالة عدم الاستقرار في بلد فيه واحد من أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.
وقالت وزيرة الاعلام اليمنية نادية السقاف إن الاشتباكات في مقر إقامة الرئيس هي محاولة للإطاحة بنظام الحكم.
جاء الهجوم بعد يوم من أعنف المعارك في العاصمة صنعاء منذ سنوات حيث خاض حراس موالون لهادي معارك بالمدفعية بالقرب من القصر الرئاسي مع الحوثيين الذين يختلفون مع هادي بشأن قضايا سياسية ودستورية.
وقالت الوزيرة في تغريدة مساء الثلاثاء “الرئيس اليمني يتعرض للهجوم من قبل ميليشيات مسلحة تود الإطاحة بالحكم.”
وقال سكان في وقت لاحق إن القتال توقف. وقال مسؤول حكومي إن شخصين قتلا.
ولم تذكر الوزيرة الميليشيات بالاسم لكنها قالت إنهم يطلقون النار من منازل قريبة. ويقيم هادي في منزله الخاص وليس في القصر.
وقال محمد البخيتي وهو عضو في المكتب السياسي لجماعة الحوثي إن جماعته لا تعتزم استهداف هادي.
وأضاف البخيتي لرويترز إن أنصار الله – الاسم الرسمي لجماعة الحوثيين – لا ينوون استهداف الرئيس أو منزله.
وأضاف أن ما حصل عند منزل هادي كان نتيجة “استفزاز” من جانب أمن هادي وأن الحادث جرى احتواؤه.
ودخل الحوثيين يوم الثلاء قصر الرئاسة اليمني بعد اشتباك قصير مع حرس القصر.
وقال البخيتي إن اللجان الشعبية تحركت في قصر الرئاسة بطلب من الضباط الذين طلبوا منهم المساعدة في منع ضابط محلي من سرقة أسلحة من مجمع الرئاسة.
وفي واشنطن قالت فاليري جاريت المستشارة الكبيرة للرئيس أوباما إن الرئيس يتابع الموقف في صنعاء.
وأضافت في مقابلة مع محطة (إم.إس.إن.بي.سي) “من الواضح أنه على تواصل مع الناس على الأرض.. سفارتنا.. إنه يتلقى تقارير بأحدث المستجدات من فريق الأمن القومي الخاص به.”
وسئلت عما إذا كانت هناك خطة لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية أو الأمريكيين الآخرين فقالت إنه ليس لديها تعليق محدد في هذا الصدد ولكنها أضافت “نحن على تواصل وثيق مع سفارتنا.”
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم بشأن الدعم الإيراني بما في ذلك تقديم السلاح للمقاتلين الشيعة الحوثيين. وكانوا قد أعربوا عن أملهم في أن يؤدي اتفاق تقاسم السلطة المبرم في سبتمبر ايلول بين الفصائل السياسية المختلفة في البلاد إلى تهدئة الأوضاع.
وكانت واشنطن أوضحت فيما مضى أنها تتوقع أن تهيء الفوضى في اليمن الظروف التي يمكن لتنظيم القاعدة استغلالها لتعزيز تأييده وتسمح له باستخدام البلاد لشن هجمات على المصالح الغربية.
وحتى مع تصاعد حالة الفوضى في الشهور الأخيرة اعتبر صناع السياسات الأمريكيين حكومة اليمن نموذجا للتعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب نظرا لدعمها الضربات التي تشنها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار والعمليات الخاصة ضد المتشددين.