عروبة الإخباري – استهل جلالة الملك عبدالله الثاني، زيارة العمل التي بدأها اليوم الثلاثاء إلى العاصمة اليابانية طوكيو، بلقائه نخبة من رؤساء وممثلي مؤسسات اقتصادية وتمويلية يابانية رئيسة.
وخلال لقاءين منفصلين، جرى استعراض البيئة الاستثمارية والمزايا التي يتمتع بها الاقتصاد الأردني والفرص التي يوفرها للمستثمرين، لما يحظى به من أمن واستقرار وكفاءات مدربة وأرضية اقتصادية وتنموية جاذبة.
فقد أعرب جلالة الملك، خلال لقائه رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) أكيهيكو تاناكا، عن تقديره للجهود المستمرة التي تقوم بها الوكالة في دعم البرامج التنموية والاقتصادية في المملكة، خصوصا في مجالات المياه والسياحة والصحة والتعليم والإنشاءات.
وأكد جلالته أهمية توسيع آفاق التعاون بين الوكالة ومختلف المؤسسات الأردنية، عبر بحث فرص جديدة لإقامة ودعم المشاريع في مختلف المجالات، خصوصا تلك التي تعزز التنمية المستدامة وتسهم في إيجاد مزيد من فرص العمل، لا سيما لقطاع الشباب.
وثمن جلالته المساهمات التي تقوم بها جايكا في مجالات الشؤون الاجتماعية وتمكين المرأة والشباب وغيرها، عبر إيفاد عدد من الخبراء والمتطوعين من كوادرها إلى المملكة ضمن برامج دعم وتبادل الخبرات ونقل المعرفة إلى الكوادر الأردنية، وتنفيذ برامج تدريبية تسهم في رفع كفاءات العاملين في مختلف القطاعات الحيوية المحلية.
واستعرض جلالته، خلال اللقاء، الذي تناول مختلف التحديات التي تواجهها المملكة جراء الظروف الإقليمية، الأعباء التي فرضتها الأزمة السورية على الأردن، التي نتج عنها استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين على أراضيه، خصوصا محافظات الشمال، وما يشكله من ضغوطات على موارد وإمكاناته المحدودة.
من جانبه، أكد رئيس وكالة (جايكا)، خلال اللقاء، حرص الوكالة على توسيع برامجها التنموية والاقتصادية والتطوعية في الأردن، وتقديره لتعاون جميع المؤسسات الأردنية في تحقيق الأهداف التنموية والتمكينية للمجتمع التي تسعى الوكالة لإحرازها عبر مشاريع متعددة في مختلف مجالات التعاون.
ولفت إلى أن (جايكا) تنظر للأردن كشريك حيوي في تحقيق أهداف التنمية التي تسعى إليها الوكالة في برامجها، مؤكداً استمرارها في تقديم جميع أشكال الدعم المالي والفني وتقديم القروض التنموية.
وأعرب عن تقدير بلاده للدور المهم الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والدور الإنساني والإغاثي الذي تقوم به المملكة للتعامل مع مختلف تداعيات القضايا الاقليمية، مؤكدا في ذات الوقت اهتمام (جايكا) في دعم الأردن لتحمل أعباء استضافته اللاجئين والاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية اللازمة لهم.
يشار إلى أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، والتي تأسست في 2003 كمنظمة حكومية مستقلة، تختص بمساعدة النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية، وتعزيز التعاون الدولي من خلال مشاركة وتبادل المعرفة والخبرات.
وتعتبر اليابان من أكبر الدول المانحة للمملكة، من خلال برامج المساعدات التي تنفذها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وتوفير المعدات والمتطوعين، والخبراء الفنيين، مثلما تعد منفذاً لعدد من المشاريع التنموية الممولة من المنح والقروض الميسرة اليابانية إلى الأردن.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا، إن اللقاء مع جلالة الملك كان مهما بالنسبة للوكالة، التي تتولى حاليا تنفيذ برامج اليابان وتعمل على تعزيز تعاونها مع الأردن.
وأشاد بعمق علاقات الصداقة بين الأردن واليابان، والتي تعود إلى أمد بعيد، وقال “وبناء على هذه الصداقة، فإننا نعمل عن قرب مع الحكومة الأردنية على دعم وتنفيذ عدد من المشاريع، كون الأردن يمثل بلدا مهما بالنسبة لليابان، لما يشكله من واحة أمن واستقرار وسط إقليم الشرق الأوسط، حيث أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يمثلان مسألتين في غاية الأهمية لليابان”.
وأضاف رئيس (جايكا)، “تحدثت مع جلالة الملك خلال اللقاء حول أهمية تنفيذ عدد من المشاريع في المملكة، وأهمية استكشاف فرص مستقبلية للتعاون المشترك”، لافتا إلى أن بلاده قدمت في آذار الماضي قرضا للحكومة الأردنية، ضمن سياسة التنمية لمساعدة الحكومة الأردنية على التعامل مع تبعات اللجوء السوري.
وأوضح أن (جايكا) تعمل حاليا على تنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين التزود بالمياه في المجتمعات المستضيفة للاجئين كما هو الحال في المناطق الشمالية، مضيفا، في هذا الصدد، أن المنظمة تسعى إلى اكتشاف المزيد من الفرص، التي تمكن من تخفيف الضغوط على الأردن.
وفي لقاء آخر منفصل، التقى جلالة الملك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة نيبون للتأمين على الصادرات والاستثمار (نيكسي) كازوهيكو باندو، والرئيس التنفيذي لبنك اليابان للتعاون الدولي (جابك) كويتشي ياجيما، ورئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) ساتوشي مياموتو.
وأكد جلالته، خلال اللقاء، أهمية زيادة مستوى الشراكة والتعاون بين الأردن والمؤسسات اليابانية المختلفة وتعزيزها في شتى الميادين، والبناء على اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية منها.
واستعرض جلالته، في هذا الإطار، ما يوفره الاقتصاد الأردني من ميزات في التشريعات والتسهيلات والبيئة الاستثمارية والكوادر البشرية المؤهلة، إضافة إلى الموقع الجغرافي المتوسط والبيئة الآمنة والمستقرة، والتي جعلت جميعها من المملكة حاضنة استثمارية مهمة، ومركزا حيوياً في الانتقال والتواصل والتبادل مع مختلف الاسواق الإقليمية والدولية.
ودعا جلالته ممثلي المجموعات الاستثمارية وكبريات الشركات اليابانية إلى الاستفادة من الميزات والفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، في قطاعات الطاقة المتجددة ومعالجة النفايات ومشاريع السكك الحديدية وتلك المتعلقة بالتكنولوجيا والمياه والبيئة.
وأكد جلالة الملك على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البلدين، لافتاً إلى أن الأردن ينظر إلى القطاع الخاص بوصفه شريكاً أساسياً في عملية الاستثمار والتنمية، عبر مشاريع مشتركة تسهم في رفع النمو الاقتصادي وإيجاد المزيد من فرص العمل.
بدورهم، أشاد رؤساء المؤسسات الاقتصادية اليابانية الثلاث، خلال اللقاء، بالتجربة الأردنية في مجال تهيئة الأسواق وإيجاد البيئة الاستثمارية الجاذبة، عبر الانفتاح على التجمعات الاقتصادية في العالم، وبالتشريعات التي يوفرها الاقتصاد الأردني أمام رجال الاعمال والشركات الاقتصادية الراغبة بالاستثمار والعمل في المملكة.
وأبدوا رغبتهم في الاطلاع أكثر عن كثب على المناخ الاستثماري في المملكة، والفرص التي يوفرها في شتى الميادين، بما يسهم في إقامة المشروعات المشتركة وفتح آفاق جديدة، وتعزيز تبادل الخبرات في البحث والتطوير ونقل المعرفة.
يشار إلى أن بنك اليابان للتعاون الدولي (جابك) يعمل على دعم مساهمات اليابان في الاقتصاد والمجتمع العالمي من خلال منح القروض وإدارة العمليات المالية للاستثمارات اليابانية في الخارج وتشجيع الصادرات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمناطق المستهدفة من برامج البنك مع مراعاة عدم المنافسة مع البنوك التجارية في تلك المناطق.
وتعتبر شركة نيبون للتأمين على الصادرات والاستثمار (نيكسي)، التي تديرها الدولة، من كبريات الشركات الاستثمارية في اليابان.
وفي مقابلة مع (بترا)، أعرب الرئيس التنفيذي لبنك اليابان الدولي (جابك) كويتشي ياجيما عن إعجابه بمدى اهتمام جلالة الملك بنشاطات ومشاريع البنك في الأردن، الأمر الذي يشكل حافزا لمزيد من هذه المشاريع، بما يطور العلاقة بين البلدين.
وأشار إلى أن البنك يتلقى اهتماما كبيرا من الشركات اليابانية لدعم المشاريع المرتبطة بقطاعات الطاقة المتجددة، وبشكل خاص الشمسية، وهي متاحة في الأردن بقوة.
وقال إن جلالة الملك يحمل أفكارا ومقترحات حول مشاريع تدريبية واحتضان الأردن لمشاريع الخدمات والصيانة الحيوية، ما يمكنه أن يصبح مصدرا للطاقة المتجددة على مستوى الشرق الأوسط، بحيث يتولى دورا رياديا في المستقبل، من خلال نشر هذه التكنولوجيا في الشرق الأوسط.
وحضر اللقاءين رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير التخطيط والتعاون الدولي، والسفير الأردني في طوكيو.
يشار إلى أن اليابان قدمت منذ عام 1999، مساعدات مالية للأردن بحوالي 765 مليون دولار، كما التزمت الحكومة اليابانية بتقديم مساعدات إلى الأردن بقيمة 157 مليون دولار.