عروبة الإخباري – كرمت جامعة اليرموك أول رؤسائها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في الإدارة في حفل حضره عدد من الوزراء والأعيان والنواب ورؤساء جامعات أردنية عامة وخاصة ورؤساء وأعضاء مجالس أمناء الجامعات وأكاديميين.
وتلا رئيس الجامعة الدكتور عبد الله الموسى قرار مجلس عمداء الجامعة القاضي بمنح الدكتور عدنان بدران درجة الدكتوراه الفخرية في الإدارة استنادا إلى نظام منح الدرجات العلمية والدرجات الفخرية والشهادات في الجامعة.
وجاء في القرار أن الدكتور بدران تميز على الصعيد المحلي والعربي والدولي من خلال الجهود الكبيرة في المجال الأكاديمي والمعرفي وعنايته البحثية والعلمية والحفاظ على التراث الإنساني.
من جهته قال الدكتور عدنان بدران في كلمة خلال حفل التكريم ان هذا التكريم هو لكل من ساهم في مسيرة بناء هذه الجامعة من أكاديميين وإداريين، مستذكرا عددا من الشخصيات الأكاديمية والإدارية الذين كانت لهم بصمات ما تزال مطبوعة في ذاكرة الجامعة ومسيرتها الأكاديمية. واشار بدران إلى دور الجامعة في بناء القوى البشرية المؤهلة أكاديميا من خلال إيفاد (750) مبتعثا في العشر الأولى من تأسيسها لجامعات متميزة عادوا جميعا لخدمة جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا.
وقال ان أول أسباب نجاح الجامعة استقلالها الكامل أكاديميا وماليا وإداريا لان لها رسالة ان تكون منارة علم ومعرفة وحاضنة للفكر والثقافة ورافعة فاعلة في تنمية المجتمعات المحلية وتعميق المهارات والسلوكيات والأنماط الفكرية الحداثية المستنيرة لدى طلبتها عن طريق تكوين رأس المال البشري الوطني القائم على الإبداع والاختراع والابتكار والتنافسية والفكر الخلاق ليكون عنوان خريجيها الجودة والنوعية والبحث العلمي الهادف للنهوض بالمجتمع .
واكد ان من أهم أسباب نجاح الجامعة كذلك استقلالية سياسة القبول اذ كانت الجدارة والكفاءة هما المعيار الوحيد في قبول الطلبة وفق تدرج علاماتهم في الدراسة الثانوية او ما يعادلها دون كوتات او استثناءات ووفق الطاقة الاستيعابية للجامعة والتخصص وانه عندما توالت الضغوطات الاجتماعية من المناطق الأقل حظا لجأت الجامعة الى إلحاق الطلبة أولئك في برنامج استدراكي كدراسة خاصة لمدة عام ليتم التعامل معهم أيضا وفق معايير الكفاءة والجدارة إضافة الى استقلالية التعيين والترقية والإيفاد إذ كان التعيين والإيفاد في الجامعة يتمان وفق الجدارة والكفاءة فعقدت الجامعة اتفاقيات عالمية ونجحت في استقطاب الأساتذة والباحثين من جامعات مرموقة والإيفاد إليها فرسم هؤلاء خارطة طريق نحو التميز والتفوق إضافة الى استقلالية المناهج والخطط الدراسية .
واكد أهمية تفاعل الجامعة مع المجتمع لخدمته كعامل من عوامل إنشاء الجامعات من خلال برامج مكثفة في التدريب والتعليم المستمر وخدمة المجتمع ونجحت الجامعة في خدمة المجتمع وتمكين القيادات الإدارية في القطاعين العام والخاص وتمكين المرأة في مختلف الأشغال للحد من الفقر والبطالة إضافة الى أهمية الطالب في العملية الأكاديمية والتربوية .
وقال بدران ان تعدد الاستراتيجيات في إصلاح التعليم العالي محاولة لاختراع العجلة من جديد وان تدخل السلطة التنفيذية في التعليم العالي لم يشكل أبدا عملية إصلاح بل عملية تراجع فإذا أردنا إصلاحا علينا إعادة الصلاحيات الى مجالس أمناء الجامعات لترسيخ استقلاليتها ، وان يعود مجلس التعليم العالي كما كان سابقا يضطلع برسم السياسة الوطنية للتعليم العالي والتنسيق بين الجامعات أعضاؤه رؤساء مجالس الأمناء للجامعات تسنده لجنة تنفيذية من رؤساء الجامعات فعملية الإصلاح أسهل من ما يعتقد الكثيرون .
واستذكر رعاية جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال حفل تخريج الفوج الأول من طلبة الجامعة عام (1980) حيث قرر مجلس الأمناء آنذاك منح درجة الدكتوراه الفخرية لكل من سمو الأمير الحسن بن طلال لرعايته للعلم والعلماء وتأسيس الجمعية العلمية الملكية وإدارته الناجحة للخطط الخماسية التنموية والدكتور عدوس سلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لتميزه في التجسير المعرفي بين علماء الشمال والجنوب.
وقال بدران ان حفل اليوم هو تكريم لفريق العمل من أكاديميين وإداريين الذين عملوا بكل جدية وإخلاص منذ اليوم الأول لتأسيس هذه الجامعة فحققوا ما لم يحققه الآخرون وانه يتسلم الدرجة الفخرية نيابة عنهم .مثمنا جهود اللجنة الملكية التي كانت تعقد اجتماعاتها نهاية كل أسبوع لساعات طوال لتأسيس جامعتين هما اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا لتكون واحتا فكر وتنوير وتطور وتحديث وتغيير.