عروبة الإخباري – لاول مرة منذ تأسيس إسرائيل واحتلال اللد وتل ابيب وبناء المطارات والموانئ، سماء اللد تكاد تكون خالية من حركة طيران عدد من الشركات العالمية التي أعلنت عن وقف رحلاتها الى إسرائيل.
اختفى هدير طائرات مطار اللد الذي كان يشهد إقلاع طائرة كل دقيقتين، وقدرت خسائره بالملايين، والأرقام مرجحة للزيادة مع استمرار العدوان على قطاع غزة واستمرار صواريخ المقاومة التي تضرب المدن الإسرائيلية.
الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية انطوان شلحت قال، ‘العدوان على قطاع غزة وما ترتب عليه من قصف المدن الإسرائيلية اثر على تراجع دورة الاقتصاد الإسرائيلي في شتى مناحيه’، معتبرا ان حجم الخسائر ازداد بإعلان شركات الطيران العالمية وقف رحلاتها إلي مطار اللد.
ووصف شلحت ما تمر به اسرائيل بانه تهديد تشعر به لاول مرة، خاصة وان غالبية العمليات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة لم تؤد الى هذه النتيجة وان صواريخ المقاومة الفلسطينية طالت عدد من المدن والاحياء الاسرائيلية التي لم تتعرض للقصف سابقا حتى اثناء حرب حزيران التي خاضتها اسرائيل ضد حزب الله .
واعتبر شلحت ان اخطر ما يشغل بال اسرائيل هو ان تحذو شركات الطيران الاخرى حذو امريكا وتتساقط شركات الطيران كلعبة ‘الدومنو’ خاصة وان الشركات الاميركية كانت من اولى الشركات التي اعلنت عن وقف رحلاتها، بالرغم من أن أميركا هي الدولة الداعمة لاسرائيل في قرار شن الحروب.
وسائل الإعلام الإسرائيلية قدرت الخسائر الاقتصادية جراء الاضرار بالسياحة الدولية والفنادق ووقف عدد من شركات الطيران بنحو 500 مليون دولار أميركي حتى اللحظة، خاصة وان الحرب جاءت في ذروة الموسم السياحي والذي يشهد سنويا حركة مئات الآلاف من السياح إلي إسرائيل من مختلف دول العالم بالإضافة الى التقارير الاسرائيلية التي سجلت هبوطا في المبيعات في شبكات التسوق الكبرى ‘.
وعن وقع إعلان شركات الطيران عن وقف رحلاتها الى مطار اللد قال شلحت ‘ لم تول وسائل الاعلام المحلية الإسرائيلية الخبر الاهتمام المطلوب وركزت على اعداد تقارير تعبوية تؤجج الراي العام الإسرائيلي وينصب جهدها على نشر تقارير للجنود الاسرائييلين القتلى لتعبئة مشاعر الغضب من استمرار سقوط الصواريخ على إسرائيل والتي تشوش حياة 5 ملايين اسرائيلي’.
ويرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية فايز عباس ‘ان إعلان شركات الطيران الأميركية والأوروبية والكندية عن وقف رحلاتها تعتبر سابقة في تاريخ اسرائيل التي لم تشهد مثل هذه القرارات في السنوات السابقة وان ذلك كان له اثر الصدمة على الاسرائيلين خاصة وانه جاء من اميركا.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد حذرت رعاياها من زيارة اسرائيل ورفضت طلب نتنياهو اعادة الطيران الاميركي الى مطار اللد.
وللتقليل من حجم الخسائر الاقتصادية وسعيه للحد من لغة التذمر من قبل الاف الإسرائيليين العالقين في اميريكا واوروبا وكندا اعلن وزير المواصلات الاسرائيلي يسرائل كاتس في وقت سابق من صباح اليوم الاربعاء، فتح مطار ايلات العسكري امام حركة الطيران المدني الامر الذي فسره عباس بانه محاولة لطمانة الشركات العالمية بان الاجواء الاسرائيلية لا تواجه كلها نفس المخاطر الامنية بالرغم من عدم قدرة المطار على استيعاب اعداد كبيرة من الطائرات.
ورجح ان اعلان الشركات العالمية عن وقف رحلاتها الى مطار اللد جاء خوفا من تكرار سيناريو الطائرة الماليزية التي وقعت من صاروخ ارض جو في الاجواء الاوكرانية.
واشار عباس الى ان اسرائيل تدفع ثمن جرائمها على قطاع غزة، وان صواريخ المقاومة اليوم تشكل خطورة على اسم اسرائيل التي باتت دولة غير امنه بالنسبة للسياح الغربيين.
وحذر من استمرار إسرائيل في عمليتها العسكرية لانها لم تحصل بعد على صورة المنتصر وان محاولات إسرائيل مستمرة في التوغل لاحتلال منطقة الشجاعية لرمزيته وربطه في مقتل 25 جنديا واعتبار ان الحي شهد اعظم المواجهات مع الجيش.