عروبة الإخباري – في وقت قياسي تحول من مخيم أقيم لأهداف توعوية الى حدث سياحي وثقافي فني عالمي كبير ، هكذا بدا وهكذا صار ..
فقد بدأ مهرجان صلالة السياحي في سلطنة عمان قبل سنوات بداية متواضعة تحت مسمى مخيم أصدقاء البلدية وعلى مساحة صغيرة وكان لأهداف توعوية ومع دمج مخيم البلدية مع مهرجان صلالة السياحي خرج المهرجان من اطاره التقليدي الخدمي الى آفاق جديدة محدثا تغييرا جذريا ليس على مستوى المحافظة فقط ولا على مستوى السلطنة ولكن على المستوى الإقليمي أيضاً حيث صار المهرجان وجهة مفضلة لدى عدد كبير من السائحين القادمين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي ، وحدثاً سياحيا استثنائياً يحظى باهتمام ومتابعة على كافة المستويات، بالاضافة الى كونه وجهة ثقافية وفنية لكبار المثقفين والفنانين العرب ، ومع استمرار النجاح متمثلاً في ارتفاع مطرد في أعداد الزائرين من السلطنة والخارج تظل هناك بعض السلبيات التي رافقت المهرجانات السابقة مثل تكرار الفعاليات والوجوه واسناد المناقصات الخدمية في اوج فعاليات المهرجان مما يسبب الزحام وعدم الاستمتاع في فقرات المهرجان.
البداية
كانت البداية مجرد مساحة صغيرة شمال مركز البلدية الترفيهي ، حيث بدأت بلدية ظفار عام 1996 بتفعيل وتنشيط موسم الخريف في المحافظة من خلال ايجاد مكان يضم فعاليات ومناشط من شأنها تدعيم مفهوم العمل البلدي وإثراء الحركة السياحية في المحافظة والتعريف بالمدخرات والمقومات الحضارية والتاريخية والطبيعية للسلطنة بشكل عام والمحافظة بشكل خاص فكان نتاج ذلك إقامة ملتقى ومنتدى أطلق عليه مخيم أصدقاء البلدية أقيم على مساحة صغيرة شمال مركز البلدية الترفيهي الحالي وبإمكانيات ومنشآت متواضعة كانت عبارة عن خيام متنقلة ومسرح خشبي صغير مفتوح واتسم بطابعه التوعوي.
وفي خريف 1997م شهد مخيم أصدقاء البلدية نقلة نوعية متميزة على مستوى البنية التحتية والمنشآت والتجهيزات حيث احتضن فعالياته ولأول مره ميدان مركز البلدية الترفيهي الحالي الذي تم افتتاحه في ذلك العام ليحقق المخيم تميزاً ونجاحاً باهراً تنامت على أثره أصداءه ليقترب من سمات المهرجانات الكبرى.
وأدى هذا النجاح إلى السعي نحو الارتقاء بهذه التظاهرة إلى آفاق أوسع , حيث شهد عام 1998م الاسم الجديد لفعاليات ومناشط مخيم أصدقاء البلدية , الذي استمد مضمونه من موسم الخريف الاستثنائي الذي تتميز به محافظة ظفار وهو “ مهرجان صلالة السياحي “ ليخرج بعدها المهرجان من إطاره التقليدي الخدمي الذي ابتدأه أول مره إلى آفاق جديدة ومعالم متغيرة , محدثاً انقلابا شاملا في كافة برامجه وخططه توحدت على أثره جهود كل من مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار ممثلاً ببلدية ظفار , ووزارة التجارة والصناعة ممثلة بالمديرية العامة للسياحة لدعم مسيرة النجاح الذي حققه مهرجان صلالة السياحي ليصبح بعدها من أهم وأشهر المهرجانات الترفيهية والفنية على خارطة المهرجانات المحلية والإقليمية.
فعاليات المهرجان
تنوعت أنشطة وفعاليات المهرجان منذ بدايته إلى الآن لتشمل الفعاليات الثقافية والفنية ومعارض التصوير الضوئي والقرية التراثية وقرية الطفل بالإضافة إلى فعاليات شاطئ المغسيل, وتشمل الفعاليات الثقافية الندوات الدينية والأدبية والثقافية والاقتصادية ومعارض ومسابقات للفنون التشكيلية بمختلف أنواعها . أما فعاليات القرية التراثية فتجسد البيئات الأربع في محافظة ظفار والعادات والفنون والحرف والألعاب الشعبية العمانية وهذه البيئات هي البيئة الحضرية والبيئة البدوية والبيئة الريفية والبيئة البحرية ولكل بيئة خصائصها وفعالياتها الخاصة بها. وتشمل فعاليات قرية الطفل مسرحيات الأطفال , مرسم الطفل , برامج المرور للأطفال , واحة المرور , الألعاب الهوائية , برامج ترفيهية للأطفال , معرض الحياة البرية , الألعاب الالكترونية والسيرك العالمي. كما توجد هناك فعاليات ومناشط تقام على شاطئ المغسيل منها مسابقات رياضية بين أندية المحافظات والمناطق وماراثون مهرجان صلالة السياحي ومسابقات الرماية ومباريات ألعاب القوى وبطولة مهرجان صلالة السياحي للشطرنج ومدينة فنون التسلية للكبار بالإضافة إلى معارض تجارية محلية ودولية.
الايجابيات والسلبيات
تتمثل أهم الايجابيات للمهرجان في التعريف بالمقومات الثقافية والتاريخية للسلطنة المتمثلة من خلال ما يعرض في القرية التراثية بمنتوجاتها ومشغولاتها التراثية والحرفية وما تقدمه الفرق من أغان ورقصات فلكلورية قديمة ومن خلال المعروضات المتوفرة بالسوق القديم والمأكولات التقليدية بالسوق الحرفي ومعارض جمعيات المرأة العمانية والتعريف بالأماكن السياحية والطبيعية للمحافظة من خلال ما حظيت به تلك المواقع والأماكن من تغطية إعلامية صاحبت المهرجان. وتوفير فرص عمل موسمية للعديد من المواطنين وتفعيل دور القطاع الخاص واشراكه.
ومن سلبيات المهرجان التي تم رصدها خلال السنوات الاخيرة الثلاث تمثلت في تشابه فعاليات المهرجان , حيث لا يوجد هناك أي اضافة جديدة او تجديد جديد في الفعاليات التي تقام سنويا كذلك يبدأ القائمون على المهرجان بإعطاء المناقصات الخدمية لبعض المشاريع مع بدء المهرجان مما يسبب ازعاجا كبير لمرتادي المهرجان فلماذا لا تبدأ هذه المشاريع قبل انطلاقة المهرجان, كما أن مبنى مركز البلدية الترفيهي لا يستوعب أعدادا هائلة من الزوار.