عروبة الإخباري – قرر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، الاثنين الماضي، تعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز مستشارا ومبعوثا خاصا له بمرتبة وزير، إلى جانب منصبه أميناً عاماً لمجلس الأمن الوطني وتعيين الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز رئيسا للاستخبارات العامة السعودية بمرتبة وزير.
وقد توقع مراقبون عودة بندر بعد أن سُحبت منه منذ فترة قصيرة أكثر الملفات الخارجية حساسية، قبل أيام عندما شوهد ضمن وفد الملك عبدالله الذي استقبل السيسي على متن طائرته الملكية في مطار القاهرة.
ورأى متابعون في قرار العاهل السعودي الأخير رد اعتبار للأمير بندر وتمهيدا لتسليمه مهام خاصة وملفات ساخنة، ومنها مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي اقتربت من الحدود السعودية من الجانب العراقي بعد زحفها المفاجئ على شمال العراق وسيطرتها على المعابر الحدودية الأردنية والسورية مع العراق.
عندما انتقد الأمير بندر (رئيس الاستخبارات السعودية السابق) واشنطن وأغضبها، كان رد فعل الملك عبدالله بتنحيته. ولكن في المحادثات الخاصة مع أصدقائه العرب والأمريكيين، وفقا لتقرير نشره موقع “ديبكا”، الاستخباري الإسرائيلي، كان بندر واثقا بأنه سيعود قريبا وسيُرد له الاعتبار، لأن ما توقعه (أسوأ الاحتمالات) كان يندفع بسرعة: داعش تخطف الأضواء في العراق (بعد نكسة الشام) وتجر البلاد إلى حرب طاحنة.
وقد تبين أن توقع الأمير، وفقا لتقرير “ديبكا”، كان صحيحا، ذلك أن الحرب السورية امتدت إلى العراق، وهو ما يعرض الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية والعائلة المالكة لخطر جسيم.
وكان بروز بندر في “قمة الطائرة” بمطار القاهرة إشارة إلى أنه قد استعاد موقعه والتحق، مجددا، بالدائرة الاستشارية الضيقة للملك، وهذا لاعتبارات داخلية و”مخاطر” خارجية، وهنا يرى متابعون أن ها كان بإسناد وترتيب من ديوان الملك.
ورغم أن الكثيرين توقعوا أن الملك لن يستعين مرة أخرى بالأمير بندر حتى لا يؤثر هذا في علاقاته مع الرئيس الأمريكي أوباما، ولكن تردد واشنطن في المسألة العراقية لصالح اندفاع إيراني لحماية بغداد ومحاربة قوى الثورة المسلحة وتهديدات “داعش”، أثار مخاوف الرياض مجددا، وعلى هذا، فقد يكلف بندر بملف كسر شوكة الثورة العراقية، وهو الخبير في سرقة الثورات وعمليات الإجهاض، بشراء زعماء قبائل وعشائر لإشعال فتيل الاقتتال الداخلي، وتخفيف الضغط على دول الجوار.
وواشنطن ليست بعيدة عن هذا الترتيب، خصوصا وأنها أبدت نوعا من التردد والحيرة في كيفية إدارة الملف العراقي أمام الاندفاع الإيراني نحو بغداد حماية لها، بعد الزلزال الذي أحدثته القوى الثورية السنية في هبتها الأخيرة.