عن سؤال: هل تعتقد أن أميركا وإيران ستتوصلان إلى تفاهم؟ أجاب أحد أبرز المسؤولين نفسه، في تجمع يضم غالبية الجمعيات والمنظمات اليهودية الأميركية الفاعلة، قال: “أنا لا أعتقد أن إيران وأميركا ستتوصلان إلى تفاهم خلال سنة. إيران تتحدّث عن سنة، وأميركا تتحدث عن احتمال تمديد التفاوض ستة أشهر أخرى. أنا عندي تقارير تشير إلى أن إيران حقَّقت تقدّماً في منشأة “أراك” النووية وغيرها. وهذا أمر لا يمكن الرجوع عنه. وأعتقد أن إيران بعد الاتفاق “ستفلت” في المنطقة، أو عليها وفي العالم، وستتدخل في دول عدة مستفيدة من إلغاء العقوبات المفروضة عليها ومن المصالح المتبادلة بينها وبين هذه الدول. لا يمكن التخلُّص من إيران إلاّ بهزيمتها عسكرياً. وبذلك يضعف “حزب الله” ويسقط الأسد”. علَّقت: السيناريو الذي تشير إليه مهم. لكن هناك سيناريو آخر ينطلق من الاتفاق بين إيران وأميركا الذي فرضته عوامل عدة، منها الأثر السلبي للعقوبات على الأولى، واشتراك الاثنتين مع دول إسلامية عدة والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب الإسلامي، الذي يهدّد الجميع. ردّ: “هذا السيناريو مهم، لكن لا أعتقد أنه سيُنفَّذ”. قلت: سمعت في واشنطن كلاماً من أكثر من شخص يشير إلى اقتناع السعودية بأن الخطر الأول عليها هو من إيران، وإلى أن الخطر الذي شكَّلته إسرائيل عليها تراجع كثيراً، وتالياً إلى أن هناك التقاء مصالح بينهما، وربما أكثر من ذلك. ما رأيك؟ سألتُ. أجاب: “العداء لإسرائيل صار في مرتبة متأخرة. إيران وحّدت أعداءها ضدها رغم اختلافاتهم الكثيرة، وخصوصاً دول الخليج، وذلك بسبب مصالحها الحيوية. لكن ذلك لا يعني أبداً أن العداء العربي أو الخليجي وتحديداً السعودي لإسرائيل قد انتهى. والسلام البارد بين مصر وإسرائيل دليل على ذلك، تضاف إليه مظاهر العداء الأخرى من الشعب المصري. لكن الخطر الجدي والمباشر الآن على كل هؤلاء هو إيران. هناك اقتناع خليجي مبني على معلومات بأن إسرائيل ستضرب “حزب الله” عسكرياً، وبطريقة مختلفة عن ضربه عام 2006، إذا وضع يده على لبنان. احتمال الحرب الأهلية في لبنان وارد”. ماذا عن إسرائيل والفلسطينيين؟ سألتُ. أجاب: “أوباما لم يتعاطَ بهذا الملف، تركه لوزير خارجيته كيري، لاعتقاده أنه لن ينجح في إقفاله، أي في حلّه. وكان مصيباً، إذ لم يحصل اتفاق حتى الآن على الأقل، ولن يحصل. على كل دعني أعود قليلاً إلى السعودية وروسيا. نشرت جريدة أميركية، في أثناء زيارة الأمير بندر بن سلطان موسكو صورة له مع الرئيس بوتين. كان هو ضاحكاً في حين كان بوتين جامداً. سألت البعض في البيت الأبيض، وفي مجلس الأمن: ماذا تعني لكم هذه الصورة؟ فسألوني: أي صورة؟ ولما أوضحت لهم أجابوا: لم نرَها. وقد دلّ ذلك في رأيي على عدم اهتمامهم بهذا الموضوع”. ثم تناول الحديث التخفيضات التي أدخلت على موازنة وزارة الدفاع الأميركية، وعلى مشروع تقليص عديد الجيش الأميركي إلى نحو 450 ألفاً. فقلت: صحيح أنكم متفوّقون تكنولوجياً مدنياً وعسكرياً، وبما لا يقاس، على العالم كله ودوله الكبرى. لكن ألا تعتقد أن أميركا بحجمها ودورها العالميين تحتاج إلى جيش عديده أكبر من ذلك؟ ألا تعتقد أن التكنولوجيا مهمة جداً، لكن العنصر البشري مهمّ بقَدرِها، وربما أكثر أهمية؟ إسرائيل مهمة تكنولوجياً، وتستطيع في الوقت نفسه خوض أربعة حروب مرة واحدة. هل تستطيع أميركا ذلك؟ أجاب: “معك حق، العنصر البشري مهم جداً… على كل، أخشى أن يكون أوباما ملتزماً التوصل إلى اتفاق مع إيران لأنه لم يُنجز شيئاً في ولايته الأولى، ولا في ما انقضى من ولايته الثانية على الصعيد الخارجي. وهو يريد شرعية أو مكانة تاريخية. أميركا لم تعطِ السيسي (مصر) طوافات عسكرية لمحاربة الإرهابيين في سيناء. هل هذا معقول؟ وكوريا الشمالية ستستمر في إطلاق الصواريخ، والصين لن تفعل معها شيئاً. وإيران لن تغيِّر سلوكها مثلهما، وإن بعد توصلها إلى اتفاق نووي. تذكّر الاتفاق النووي الذي وقَّعته أميركا قبل سنوات مع كوريا الشمالية. هل دام؟ طبعاً لا، فضلاً عن أنه لم يُنفّذ”.
ماذا في جعبة مسؤول أميركي يتعاطى “الاستراتيجيا” في “إدارة” أميركية مهمة جداً؟
بدأ الحديث عن أوكرانيا، بسبب المشكلة التي حصلت بينها وبين روسيا حول شبه جزيرة القرم، فقال: “الرئيس أوباما اتخذ إجراءات عقابية. لكن أميركا ليست في وارد خوض حرب عسكرية (Land War) مع روسيا إذا استمرت في “التقدم”، أي إذا انتقلت من القرم إلى داخل أوكرانيا”.
هل يعني ذلك أنه قد يستعمل سلاحه الجوي والصاروخي؟ سألت.