عروبة الإخباري – نظم منتدى الدستور للفكر والحوار اليوم ندوة تناولت موضوع الحوار بين الاديان اقامها المنتدى على هامش زيارة قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول المنتظرة الى الاردن في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بدعوة رسمية من جلالة الملك عبد الله الثاني.
وقال رئيس تحرير صحيفة الدستور الزميل محمد التل ان العلاقة بين الديانة الاسلامية والمسيحية في الاردن تعتبر انموذجا عالميا للتعايش الديني المنفتح والرافض لجميع ادوات التعصب والفرقة والتطرف والغلو المبني على الجهل.
واضاف التل خلال ادارته للندوة التي حضرها عدد من الزملاء الاعلاميين والمهتمين ان ابناء الديانات الاسلامية والمسيحية هم جيران سكنى وابناء حضارة واحدة يلتقون جميعهم على التعاون والاحترام المتبادل في سبيل الوحدة الوطنية وتمساكها.
من جهته قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية هايل عبد الحفيظ داود ان جميع الاديان السماوية تؤمن بالله عز وجل ويوم الميعاد الذي يفصل فيه الله بين الخلائق، والوئام مع المسيحية بات ليس فقط مطلبا شرعيا وانما موقف سياسي في الوقت الذي نجابه فيه الهجمة الصهيونية الشرسة التي تحاول أن تصور الاسلام والمسلمين بأقذع الصفات والتوحش بغيا، لاستمالة العالم المسيحي لصفها.
واكد الوزير ان من يعيش على هذه الارض من مسيحيين هم من ابناء جلدتنا ولهم كل التقدير والاحترام ، ويمنحوا كافة حقوقهم ولا ينظر اليهم الا انهم مواطنون لهم الحقوق وعليهم الواجبات سواء بسواء وان الفقه الذي يقول غير ذلك هو فقه غير صحيح.
واشاد الناطق الرسمي باسم الزيارة البابوية الاب رفعت بدر بالجهود الاردنية الحثيثة السابقة للزيارة والتي يشترك فيها الجميع لتشكل انموذجا متجددا على المحبة والسلام والصداقة والتكامل والتعاون على تحقيق الاهداف .
وقال ان هناك رسائل متبادلة بين البابا بيوس الثاني عشر والملك الراحل عبد الله الاول حيث ارسل الملك برسالة الى البابا بتاريخ 31/ 5/ 1948جاء نصها “يسرني ان أحمد الله تعالى أن يسر لي الكتابة الى قداستكم مع مزيد الاحترام، بأن الاماكن المباركة في القدس الشريف للمسيحيين والمسلمين ستكون في الحراسة التامة من الجيش العربي، من دخوله اليها واخلائها من الارهابيين والعناصر المعروفة، راجيا دعواتكم للسلام والرحمة على البشرية المعذبة”.
واضاف انه وفي رسالة جوابية من البابا بيوس الثاني عشر الى الملك المؤسس جاء نصها: “حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين عاهل المملكة الاردنية الهاشمية، عندما نشكر رسالتكم السامية لنا نؤكد لجلالتكم بأننا لا نفتأ بصلواتنا وأعمالنا، نسعى لاعادة السلام الى فلسطين العزيزة على قلبنا، ذلك السلام المنبثق من العدل والمحبة، الذي هو وحده يعني بأن يعزي ويخفف آلام الاسر البشرية الكبرى”.
وعرض الاب بدر تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والفاتيكان مؤكدا ان الحوار الاسلامي المسيحي سيدخل بعد هذه الزيارة البابوية مرحلة هامة تجيب على كل مظاهر التعصب والانغلاق وخطابات الكراهية وانها ستكون بحق مرحلة للصداقة والثقة نحو افاق جدية وجديدة.
ودعا الدكتور عبد السلام العبادي الى الاهتمام بالمناهج التربوية في جميع دول العام لتكون مبنية على المصارحة في ادق التفاصيل فيما يتعلق بالامور الدينية حتى لا يكون هنالك جهل بالمعلومة المقدمة.
واكد ان النظرة الاسلامية تحترم الاخر والمختلف وان القرآن الكريم كان من ضمن اهدافه السامية ارساء العدالة والانسانية كما هي جميع الرسالات السماوية.
وقال الدكتور ارحيل الغرايبة يجب ان نتفق نحو التأسيس لامة واحدة يبرز فيها دور العلماء واهل الفكر والصحافة ليعملوا جميعا على رسم معالم الوحدة والمحبة الخالية من التعصب الذي يحاول الاعداء ان يبذروا بذوره لنيل مطامعهم الرخيصة.
واشار الى ان الدين جاء ليحرر الناس من الجهل والعبودية ويحرر العقل البشري، لتسود العدالة والمساواة من حيث صون كرامة الانسان بصفته الادمية وان الاختلاف الذي ذكره الله عز وجل في مجمل كتابه الحكيم جاء للتعارف وارساء التعاون بين الناس.
وقال الدكتور رؤوف ابو جابر ان ما يزيد على نصف سكان الارض هم ابناء الديانتين المسيحية والاسلامية وان التعددية والوسطية هي ابرز الركائز التي يسير عليها اصحاب هذه الديانات مؤكدا ضرورة تحسين وسائل قبول الاخر والتعامل مع الاختلاف.
واضاف ان الزيارة البابوية الى الاردن سيكون لها ابعاد كثيرة واثر ايجابي يصب في مصلحة الديانتين مشيدا بمشروع موقع المغطس الذي افلح الاردن في تقديمه للجماهير المسيحية لتأدية الحج والزيارات البابوية.