عروبة الاخباري- فيما اكد الرئيس باراك اوباما ان الاوكرانيين التزموا باتفاق جنيف وعلى روسيا القيام بالشيء نفسه،
نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم ممثلية روسيا لدى الأمم المتحدة ألكسي زايتسيف، أن «مجلس الأمن الدولي سيعقد عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي لنيويورك، جلسة لتثبيت برنامج عمله لشهر أيار، يعقبها على الفور جلسة لبحث الوضع في أوكرانيا، دعت إليها روسيا على خلفية العملية العسكرية تنفّذها سلطات كييف في مناطق جنوب شرق أوكرانيا».،وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قبيل انطلاق جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول أعمال سلطات كييف في مناطق جنوب شرق أوكرانيا، أن «روسيا ستطالب خلال الجلسة بوقف العنف».
مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان لفت الى «اننا قلقين من تداعي الأوضاع في شرق أوكرانيا».وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول أعمال سلطات كييف في مناطق جنوب شرق أوكرانيا، طالب فيلتمان «بإطلاق سراح المراقيبن المحتجزين في شرق أوكرانيا فورا ودون أي شروط».
من جهتها طالبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير «حكومتي موسكو وكييف بالعمل على تهدئة الاوضاع في شرق أوكرانيا تنفيذا لاتفاقية جنيف الموقعة في 17 نيسان الماضي».
وشددت آشتون في مؤتمر صحفي مشترك مع شتاينماير على «ضرورة التوصل بأسرع وقت ممكن الى حل للازمة الاوكرانية، مطالبة روسيا بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن وكذلك العمل على اطلاق موظفي منظمة الامن والتعاون في اوروبا».ودعت الى «تنفيذ ما جاء في اتفاقية جنيف التي وقعتها موسكو وكييف برعاية اميركية اوروبية»، معتبرة اياها «خطوة جيدة تساعد على نزع فتيل الازمة». من جهته اكد شتاينماير ان «الرجوع لاتفاقية جنيف هو الضمان الافضل في الوقت الحالي لتهدئة الاوضاع في شرق اوكرانيا والحفاظ على وحدة الاراضي الأوكرانية».
رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أعلن أنه «على السلطات الاوكرانية في كييف أن تعود الى رشدها وتوقف قتل الشعب».
وامس اعتبرت روسيا الهجوم الذي تنفذه القوات الأوكرانية على مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها متمردون مسلحون موالون لموسكو في شرق أوكرانيا «هجوما انتقاميا» يوجه الضربة القاضية لاتفاق جنيف الذي سعى لنزع فتيل الأزمة.
وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «ومن خلال استخدام الطيران لإطلاق النار على تجمعات مدنية، شنّ نظام كييف هجوما انتقاميا يقضي على الأمل الأخير في تطبيق اتفاق جنيف»، حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. وقال بسكوف إن موسكو أرسلت الخميس مبعوثها فلاديمير لوكين إلى شرق أوكرانيا للمشاركة في المفاوضات للإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المحتجزين منذ أسبوع في سلافيانسك، لكنه كشف أنه منذ بدء العملية العسكرية، فقد الجانب الروسي الاتصال معه.
وأطلقت القوات الأوكرانية عملية عسكرية شاملة في سلافيانسك بهدف استعادة المدن الشرقية من الانفصاليين الموالين لروسيا.وحصلت مواجهات عسكرية بين سلطات كييف والانفصاليين بالمدينة، وأدى ذلك إلى سقوط مروحيات ومقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وكتب وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف -الذي قال إنه كان متواجدا في المكان مع وزير الدفاع وقائد الحرس الوطني- على صفحته على فيسبوك إن السلطات الأوكرانية تطالب «الإرهابيين بالإفراج عن الرهائن وإلقاء السلاح وأن يغادروا المباني»، على حد قوله.
وقال متحدث باسم سكك حديد دونيتسك إن انفصاليين مؤيدين لروسيا استولوا على مركز التحكم في حركة السكك الحديدية في دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأوقفوا جميع القطارات تقريبا.
من جانبه، اعترف الرئيس الأوكراني الانتقالي ألكسندر تورتشينوف أن السلطات في كييف عاجزة عن وقف تقدم الموالين لروسيا في شرق البلاد، والذين باتوا يحتلون مواقع إستراتيجية في أكثر من 12 مدينة، وتعهدوا بإجراء استفتاء في 11 أيار الحالي حول مستقبل المنطقة الشرقية.
في سياق مواز، أعلن وزير الدفاع الليتواني يوزاس أوليكاس أن خمس سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وصلت إلى مرفأ كلايبيدا الليتواني (غرب) على البلطيق لتعزيز الدفاع في المنطقة.ورحب الوزير بوصول هذه السفن -وهي أربع كاسحات ألغام وسفينة دعم ترفع أعلام النرويج وهولندا وبلجيكا وإستونيا- كإشارة إلى رغبة الحلف الأطلسي في «طمأنة» ليتوانيا والدول الأخرى الأعضاء في الحلف بالمنطقة، والقلقة من الأزمة الأوكرانية.
وبحسب الوزير، فإن تعزيز وجود الأطلسي في المنطقة يشكل «إجراء ردع» في مواجهة روسيا التي حشدت حوالى أربعين ألف جندي على الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وستتوجه السفن إلى مرافئ أخرى في البلطيق وستشارك في عملية كسح ألغام في وقت لاحق هذا الشهر في لاتفيا المجاورة.
وأرسل البنتاغون حوالي ستمائة جندي أميركي إلى هذه الدول وإلى بولندا في الأسابيع الماضية، بينما أرسلت بريطانيا وفرنسا والدنمارك مقاتلات، كما يرتقب أن يزور وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الجمعة إستونيا ثم ليتوانيا.
في الأثناء، يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مباحثات تطغى عليها الأزمة الأوكرانية، وذلك في أول لقاء بينهما منذ فضيحة تنصت واشنطن على هاتف ميركل.وأشارت الصحف الألمانية ومحللون إلى أن ميركل لم تنسَ الخلاف مع أميركا بسبب فضيحة التجسس، إلا أن الموضوع بات ثانويا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
المتحدثة باسم الانفصاليين صرحت أن الهجوم «شامل» كما ذكرت مراسلة الجزيرة في سلافيانسك وجد وقفي أنه تم إسقاط ثلاث مروحيات تابعة للجيش الأوكراني بجنوب المدينة، وأدى ذلك إلى مقتل طيار وجرح جنود آخرين وفق ما أورد وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في حين تمكن الجيش من السيطرة على مدينة بيلباسيفكا.
وكان الانفصاليون أعلنوا أن مروحية شوهدت قبل ذلك وهي تحلق بشكل دائري وعلى علو منخفض فيما يبدو أنه جزء من هجوم تشنه القوات الأوكرانية، وأشعل الانفصاليون إطارات لإصدار ساتر من الدخان.
وسيطر انفصاليون موالون لروسيا على عدد جديد من المباني الحكومية بمدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وتجمع آلاف الانفصاليين في ساحة لينين قبل أن ينطلقوا إلى مركز الشرطة الرئيسي بمدينة دونيتسك ويسيطروا عليه، وكذلك دائرة الأحوال المدنية.وأفيد أن الانفصاليين حاولوا اقتحام مبنى المدعي العام الإقليمي للمنطقة، قبل أن تتصدى لهم قوات أوكرانية، وهو ما خلف أربعة جرحى على الأقل في صفوف الشرطة.
وفي سياق مواز، قال نشطاء موالون لروسيا في شرق أوكرانيا إنهم أطلقوا سراح اثنين ممن وصفوهم بـ»جواسيس جهاز المخابرات الأوكراني في كييف» مقابل إطلاق عدد من أتباعهم.وقال المتحدث باسم الانفصاليين إنه تم الاتفاق على ألا يشارك «الجاسوسان» المطلق سراحهما في أي عمليات عسكرية جنوب شرق أوكرانيا. كما ذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية أنه سيتم طرد الملحق العسكري بالسفارة الروسية في كييف.وأعلنت السلطات الأوكرانية الدبلوماسي الروسي شخصا غير مرغوب فيه »وسيغادر الأراضي الأوكرانية في أسرع وقت» في حين لم يعلق الجانب الروسي على الخبر حتى الآن.
أوكرانيا تبدأ عملية عسكرية شاملة لاسترجاع سلافيانسك
12
المقالة السابقة