عروبة الإخباري – اعتبر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أن العلاقة الوثيقة التي تربط بلاده بطهران تعود إلى التاريخ الذي قال إنه يحكم علاقة الطرفين ببعضهما، في حين أنه على صعيد المصالح المادية فإن حجمها بين الدولتين «هو الأقل» مقارنة ببقية دول الخليج الأخرى.
ولم ينكر بن علوي في (الحلقة الثانية) من حواره مع «الحياة»، مساندة إيران للنظام السوري، ولكنه يرفض أن تكون تلك المساندة مشاركة في القتل بالمعنى الذي يتردد، فهي «تشارك في أزمة، في حرب أهلية فيها أطراف خارجية كثيرة، لماذا يجوز للشيشانيين أن يدخلوا ويقاتلوا في سورية ولا يجوز لإيران».
وربما للدور الإيراني في الأزمة السورية، رأى الوزير أن رفض السعودية استقبال وزير الخارجية الإيراني كان لـ «أسباب جوهرية معروفة»، إلا أنه على رغم ذلك لا يرى حاجة للوساطة بين الرياض وطهران، في وقت ألمح فيه إلى استعداد بلاده للتقريب بين وجهات نظر الدولتين، بشرط استعداد طرفي الخلاف، الذي قال إنه «تراكمي، وبعضه شخصي لا علاقة له بالمصالح»!
وفي جانب الجدل الدائر في مصر وبعض دول العالم العربي حول ترشح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي لرئاسة مصر، قال بن علوي: «السيسي وطني ومصري، ومن حقه أن يرشح نفسه».
مبدياً استغرابه ممن يقول إن «العسكريين لا ينبغي أن يشاركوا في أي شيء، وإذا جاءت المخاطر عليهم أن يموتوا»! أما تنظيم «الإخوان» فقال إن بلاده لا تعترف بهم كتنظيم ولا تعرف عنهم الكثير، وتتعامل معهم كمواطنين عاديين «العمانيون هم العمانيون، إخوان مسلمون، سنة وشيعة، كلهم يحكمهم القانون، ولا نحاسب على الفكر ولا نتدخل فيه وهذه قاعدة عندنا، فنحن دولة مدنية ولسنا دولة مذهبية أو حزبية»! في ما يأتي نص الحوار:
إغلاق «هرمز» مجرد كلام!
> إيران تصرّح بأنها لن تغلق مضيق هرمز وفي الوقت نفسه تهدد في كل أزمة مع الغرب بإغلاق المضيق.. هل تعتقد أنها قادرة على إغلاقه؟!
– من مصلحة إيران ألا تغلق المضيق لأن وسيلة تجارتها مع العالم عبره، إنما في المراحل الماضية وهو صراع سياسي بين دول الخليج وأميركا من جهة وإيران من جهة ثانية، كان كل يلقي بالكلام، مسؤول يقول، وعسكري يصرّح، وصحافي يقول، ولكن في الحقيقة إغلاق المضيق غير ممكن من الناحية العملية، إذ لا يمكن سده بناقلة نفط أو ناقلة تجارية لأنه عميق، ولن تستطيع أن تصل إلى عمق 70 أو 100 متر، تبقى مسألة أن تتخذ إجراءات عسكرية لإغلاق المضيق، وهذا لن تستطيع أن تفرضه إيران، لأن هناك حماية دولية كممرٍّ دولي، هذا من باب.
والباب الثاني في مرحلة الحرب العراقية – الإيرانية في بعض الأحيان تعرضت البحرية الإيرانية أو الحرس الثوري الإيراني لبعض السفن العابرة للمضيق، وبعض السفن كانت كويتية، فانتهى الأمر إلى رفع الأعلام الأميركية، ولكن في مراحل التراشق الإعلامي هذا قد يحصل.
> ثمة حديث عن تشكيل جيش خليجي موحد.. هل مات هذا المقترح أم لا يزال حياً؟
– هو يثار عند بعض الأزمات وينتهي مع انتهاء الأزمات، ولكن الموجود هو قوات «درع الجزيرة»، وتركيبة قوات درع الجزيرة على نمط وتركيب حلف «الناتو»، مع الفرق في الحجم.
صراحة لا نستطيع حماية أنفسنا!
> خلال منتدى البحرين الإقليمي العام الماضي قلت شخصياً إن أمن المنطقة مسؤولية الغرب.. ولديه مصالح في المنطقة ولن يسمح بتهديد أمن الخليج؟
– رحم الله امرأً عرف قدر نفسه. قبل أزمة العراق مع الكويت كنا نقول على كل المستويات إننا نحمي أمننا، والاختبار الحقيقي بعد احتلال صدام للكويت، واتضح أننا نستطيع أو لا نستطيع.
وبالتالي عندما نتكلم مع الشعوب الخليجية يجب أن نتكلم بشفافية وبصراحة، ولا نحاول أن نخفي الحقائق، ونحن لا بد من أن نحمي أنفسنا، ولكننا في مواجهة موازين القوى لا نستطيع.
وهذا في مصلحتنا، مصالحنا مع الغرب تلاقت في هذا، وبالتالي لا بد من أن يكون لنا منظور استراتيجي لا يتعارض مع الآخرين، ويكون متوافقاً معهم، وفي النهاية مصالحنا النفطية هي مصالح بالقياس نفسه مع الدول المستهلكة لهذه الطاقة، وفي التاريخ صار صراع على المصالح.
> هل مسقط بصدد وساطة بين الرياض وطهران؟
– لا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى وساطة.
> وزير خارجية إيران طلب مرات عدة زيارة الرياض ولكن السعودية رفضت ذلك؟
– لأسباب جوهرية ومعروفة.
> أنتم أليس لكم دور وساطة في استقرار الإقليم بين السعودية وإيران؟
– مبدأ الوساطة يعني أنك دلال في السوق، والعمل ضمن منظومة مقبولة من جميع الأطراف، هذا شيء مقبول عندما تكون الأطراف متفهمة لدورك، ولست كدلال تأخذ كلاماً من هنا وهناك، ولكن بالتأكيد من اهتماماتنا أن يكون الإقليم في حال توافق واستقرار بين دوله.
خلاف إيران والسعودية بعضه شخصي
> وكيف يمكن تقريب وجهات النظر بين الدولتين؟
– هذا هو السؤال؟ هل هناك استعداد من طرفي الخلاف. أعتقد أن الخلاف تراكمي، بعضه شخصي ولا علاقة له بالمصالح الجوهرية، التي يمكن أن تخسر فيها 10 وأنا أربح فيها 20. الأمور ليست بهذا المفهوم.
> علاقاتكم مع أبوظبي كيف تصفها؟
– علاقاتنا مع الإمارات العربية المتحدة ممتازة، وعلاقاتنا مع الحكومة الفيديرالية ومع إخواننا المسؤولين في أبوظبي تجاوزت كل شيء يمكن أن يشوبها، حتى الرطوبة التي تحصل في الخليج لا تؤثر في هذه العلاقة.
علاقاتنا نحن في دول مجلس التعاون في ما بيننا وبين بعض إن شاء الله طيبة، هذا هو الذي سيكون، وإخواننا في الإمارات ليس عندهم شيء يخفونه عنَّا ونحن ليس عندنا شيء نخفيه عنهم، وهذا ينطبق على جميع دول المجلس.
> العلاقة بين الرياض ومسقط؟
– علاقة أخوية ودية وثقة كبيرة، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر في شأن الاتحاد.
> هل توجد إذاً أزمة صامتة بين البلدين؟
– لا توجد، فما بيننا وبين إخواننا السعوديين مودة ومحبة وثقة متبادلة بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر التي تحصل. وحاول آخرون استغلال ما قلناه عن موضوع «الاتحاد» لمحاولة الوصول إلى أهدافهم والحصول على شقاق واللعب بأواصر الأخوة، وهذا غير ممكن من قبلنا.
> موضوع الاتحاد كأنما تم التأجيل فيه ولاحظنا ذلك خلال القمة الخليجية في الكويت؟
– نحن موقفنا واضح، ولن نكون عائقاً في أي شيء يريد إخواننا في الخليج أن يعملوه ولم يناسبنا، فليعملوا ما يريدون أن يعملوه، ولكن هل فعلاً كل واحد يريد أن يعمل هذا، بحسب تحليلنا لا أحد يقبل بهذا الشيء، وما زلنا كما قلنا في البداية نشعر بأننا دولة وطنية لديها اهتماماتها، ربما يترك هذا لجيل بعدنا.
> هل تعتقد أن السعودية والبحرين سيكون بينهما اتحاد؟
-إن أرادوا أن يفعلوا هذا فليس هناك شيء يمنعهم، ولكن هل هناك موجبات لمثل هذا العمل وذات بعد استراتيجي، وهم يستطيعون أن يعملوه إذا أرادوا، فلماذا لا يعملونه.
وإذا كان هذا ارتضاه الأشقاء في المملكتين البحرين والسعودية، وفيه موجبات فليعملوه، ولكن الأفضل أن تكون المظلة مجلس التعاون، بحيث تكون كل دولة لها خصوصياتها ومراحلها التي تتطور فيها.
التاريخ يحكم تصرفات إيران معنا
> أنت رجل ديبلوماسي عريق.. هل ترى أن الانفتاح العُماني على إيران خشية أشقائها في دول مجلس التعاون؟
– نحن والإيرانيون جيران مثل أشقائنا الآخرين في الكويت والسعودية وقطر البحرين والإمارات، وهم أيضاً جيران لإيران، إذا كنت تسألني عن المصالح المادية بيننا وبين إيران، فنحن الأقل من حيث التجارة والاستثمارات، ولكن عندما تسألني عما يتعلق بالجانب السياسي، فنحن الأكثر لأن العمق التاريخي للعلاقة بين إيران وعُمان فيه شد وجذب، والتاريخ يحكم تصرفاتنا مع هذا البلد وإلى حد ما يحكم تصرفاتهم معنا، فهذا يمكن أن يكون بذرة لنا جميعاً للاستفادة منها، لذلك فنحن حريصون عليها، فلا دوام للحال والأحوال، ودوام الحال من المحال، إيران دولة كبرى ولا بد أن نحول ذلك لمصالحنا، وليس إلى صعوبات.
> بصراحة ليس هناك موقف واضح لعُمان من موضوع سحب السفراء؟
– نحن لا مع الخطوة ولا ضدها، نحن نعتقد في سياستنا وفي علاقاتنا أن الحوار ينبغي أن يكون هو السائد، والسفارات وجودها تعبير، وهذا لا يعني أن من له سفارة في بلد فعلاقته مع الآخر من أحسن ما يمكن. هناك سفارات في دول وعلاقاتها ليست على ما يرام، وهذه بالنسبة إلينا قضية تعبير أدت إلى سحب السفراء، أما المقاطعة فهذه ليست موجودة في مخططات السياسة وفي الإطار الاستراتيجي، وأشقاؤنا يعرفون هذا.
> أنتم في السلطنة هل تضررتم من السلوكيات القطرية مثل أشقائكم الذين أعربوا عن ذلك؟
– لا لم يحصل ولم يكن معلناً ولا مخفياً، والقطريون لديهم اجتهادات في سياستهم، لديهم فكر معين وهذا اجتهاد، وإذا تكلمنا عن الإخوان المسلمين فهم في كل دولة عربية، ما يحكم تصرفات الناس سواء أكانوا مواطنين في عُمان أم في أية دولة خليجية أم في بلاد عربية عندهم فِكر في ذهنهم فهذا خاص بهم، ولكن لا يفرض على الناس!
> في السبعينات تشكّل تنظيم الإخوان في السلطنة، وتم إلقاء القبض على بعضهم لاحقاً ومحاكمتهم.. هل الإخوان الآن على وفاق داخل السلطنة؟
– نحن لا نتعامل مع تنظيمات، نتعامل معهم بصفتهم مواطنين، لا نتعامل مع مدارس، حتى مع الشيوعيين الذين دخلوا في حرب ضد بلادهم، تعاملنا معهم باعتبارهم أفراداً خاضعين للقانون والنظام.
وكل من يرتكب خطأ سواء بالطريقة الفردية أم غيرها يطبق عليه القانون، سواء من الإخوان أم غيرهم.
> في 2011 حصلت بعض الاضطرابات في السلطنة.. هل لا تزال لها ذيول؟
-انتهت.
نحن لا نحاسب على الفكر
> الإخوان العُمانيون.. هل هم منفصلون عن الإخوان في قطر ومصر وبقية المنطقة؟
– هم كيف ما يكونون، ونحن لا نعرف عن تنظيم الإخوان المسلمين إلا اليسير مع ما نسمعه في وسائل الإعلام، وكل يدلي بدلوه، وبالنسبة إلينا العُمانيون هم العُمانيون، إخوان مسلمون، سنة وشيعة، كلهم يحكمهم القانون، ولا نحاسب على الفكر، ولا نتدخل فيه، وهذه قاعدة عندنا، ونحن دولة مدنية ولسنا دولة مذهبية أو حزبية.
> في حوار سابق قلت إن الدول المجاورة لن تهاجمنا ما دامت توجد في الخليج مصالح عالمية.. حال العراق تنفي هذا القول، والوضع الراهن في المنطقة والإقليم، والمطامع كثيرة في الدول الخليجية؟
– نحن دول الخليج دول ذات ثروة، وهي النفط، وأسواقها خارج بلداننا، بمعنى أن الآخرين شركاء معنا، ولا بد أن نكون متوافقين مع شركائنا، وأن ندافع ضد ما يهدد هذه الثروة.
لكن نحن ننظر للعالم اليوم، ومن هذا الذي سيأتي من أي مكان كان حتى يسيطر على ثرواتنا!
> ما يجري في سورية لدى السلطنة موقف منه.. ألا تريد أن تتدخل؟
– كان عندنا منظور منذ البداية، ولم يكن أحد وقت ذاك يسمع، وتكلمنا بصراحة مع أشقائنا، وقلنا إن الدخول في هذا الوقت لسورية سيكون مكلفاً جداً، وتقتضي السياسة أن نحقق الكلفة الأقل، ولم ندخل في قضية إرسال المراقبين، وقلنا بصورة واضحة إن هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن نتخذها لمساعدة السوريين، هذه الطريقة خطأ، وقلنا بوضوح لأشقائنا في مجلس التعاون الخليجي، وكانوا مجاملين، والمجاملة لها أسباب، والأسباب قد تكون مقبولة، والمجاملون هم العرب الآخرون داخل منظومة الجامعة العربية، لأننا وجدنا أن في مرحلة إرسال المراقبين تجاهلاً كاملاً للدولة في سورية، حتى أبسط الأشياء اللوجستية، وكيف تتعامل من دون السُلطة القائمة. وهذا لا يدخل العقل، وحتى الأمم المتحدة إذا أرادت أن ترسل قوات حفظ سلام لا بد من أن تتوافق وتتعامل مع الدولة القائمة، ولكن نحن دخلنا من دون أن ننسق شيئاً مع النظام في سورية، وهذا لن يحقق شيئاً، وهذا الذي حدث، ومع ذلك قلنا لهم نحن لن نقف معارضين لما تريدون أن تصنعوه في الجامعة العربية، ونحن معكم في قراراتكم تجاه سورية، ولن نقول لا، ولكننا غير مقتنعين بها. نحن في منظومة مجلس التعاون الخليجي لا يجب أن نختلف في الجامعة العربية، وما حدث كان طريقاً مكلفاً وما زال مكلفاً.
كلام عن تغيير الإبراهيمي
> وجهة نظرك كسياسي للأوضاع في سورية.. إلى أين تتجه؟
– في رأيي أنها أصبحت قضية دولية، وهناك كلام حول أنه ربما يحضر ممثل جديد غير الأخضر الإبراهيمي.
> وما رأيك بما يحدث في مصر؟
– شيء مؤسف، وللأسف أن الآخرين مستمرون في الإضرار بمصالح مصر، والناس تختلف في كثير من الأشياء، وكل واحد ينفي علاقته بما يحصل، ولكن حقائق الأمور تقول «لا»، يوجد متورطون في القتل والتفجيرات، ولكن مصر بلد ضخم، ومرّت عليه مثل هذه المراحل وأكثر، وأعتقد أنهم قطعوا الآن شوطاً كبيراً، وستتم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
> أنت مع ترشيح السيسي؟
– السيسي وطني ومصري، ومن حقه أن يرشح نفسه.
> وماذا عن بقاء العسكر في مصر؟
– العسكر دائماً موجودون، وأستغرب من يقول إن العسكريين لا ينبغي أن يشاركوا في أي شيء، وإذا جاءت المخاطر فعليهم أن يموتوا، هذا الكلام مبتور وغير مقبول، وفي الغرب حصل هذا بعد حروب طائلة، وعلى الدوام في الغرب وأميركا دور العسكريين فعّال في السياسة الأميركية، فلماذا هو هناك فعّال وهنا يجرَّم؟
> اليمن يتهم في بعض الأوقات السَلطنة بأنها توفر ممراً مائياً لإيران على بحر العرب لنقل السلاح للحوثيين، ما مدى صحة تلك الاتهامات؟
– هذا غير معقول، لأن الممرات ليست تحت سيطرة أحد.. ولم نرد عليهم لأننا لا نريد الدخول في كلام ليس له أساس. وإذا لم يأتنا من الجهات الرسمية شيء فلن ندخل في جدليات لا صحة لها.
لا علاقة لنا بابعاد سالم البيض
> يدور حديث عن وساطة عُمانية أو تقريب وجهات نظر بين طهران وصنعاء للإفراج عن معتقلين تابعين لحزب الله اللبناني؟
– غير صحيح، بعض الناس اخترعوا هذا من سيناريوهاتهم الخاصة.
> هل عُمان هي التي أبعدت علي سالم البيض من اليمن؟
– لا .. ليست لها علاقة بذلك.
> في حوار صحافي سابق قلت إن طهران لها مصالح في سورية، ووجودها بحكم مصالحها. والسؤال: هل تعتقد أن وجود إيران التي تشارك في قتل السوريين ممكن ومقبول؟
– لا نتكلم عن دور المصالح لكل طرف، والمصالح لم توجد في مرحلة الأزمة، بل هي منذ زمن.
> ولكنها تشارك في قتل السوريين وتدافع عن النظام؟
– هي لا تشارك في القتل، هي تشارك في أزمة، في حرب أهلية، وفيها أطراف خارجية كثيرة، فهل ذلك يعني أنه يجوز للشيشانيين أن يدخلوا ويقاتلوا في سورية، ولا يجوز لإيران؟ هذا تصنيف مغلوط، ولكن لماذا كل هذا حاصل؟ هنا نحن نتكلم عن أهمية حل للإشكال، والحل ليس في أن نقول لهم اخرجوا لأنهم لن يخرجوا، نحن نتكلم عن أهمية إيجاد طرق سياسية، والديبلوماسية تقول لا مكان لك هنا فاخرج.
> ماذا تقول عن السياسة الخليجية.. هل هي في اختلاف دائم أم توافق موقت؟
– نحن نمرّ بمرحلة تجمعت فيها كل الظروف التي خلقت مزيجاً من الآراء، وأيضاً لأن بعض الناس كان لهم تواصل مع عدد من الفعاليات الدولية العالمية، وهذا يفرض عليك أن تقوم بمثل هذه التحركات مرة فوق ومرة تحت، وهذا في مجمله جيد.
> هل تلاحظون كسياسيين حجم التراشق بين أبناء الشعوب الخليجية في مواقع «التواصل»؟ وما هو دوركم تجاه ذلك؟
– النوايا الداخلية طيبة، ونواياهم أخوية وصادقة وصافية، لكن حجم المعلومات التي يمكن أن يستخدموها في إظهار المكنون غير موجود، وهم يجتهدون، وأيضاً هناك بعض الجهات الصحافية تسمع خبراً وتركب عليه خبراً، وتصنع منه قصة وتنشره، وإخواننا المساهمون في هذا الحوار يعتبرونه واقعاً وحقيقة.
وبالتالي يتنافسون في تبريره أو تحقيقه، وإنما لو كانت لدينا وسيلة أو آلية في مجلس التعاون لنقول لمواطنينا الخليجيين الحقيقة التي بيننا، لوجدت أن الناس في قلوبهم «الود»، وليست بينهم مشكلة./ عن الحياة