يحاول بعض أبواق الإخوان ومموليهم الكويتيين جاهدين ــ لكن من دون أمل ــ تزيين صورة الإخوان بمساحيق سرعان ما يزيلها وهج الحقائق الدامغة التي تمسك بتلابيبهم، وتشرح ألاعيبهم، وصفات عدم الوفاء والغدر والعنف اللصيقة بهم.
زميلنا عبد الله بجاد العتيبي كتب مسلسلاً مشوقاً عن الإخوان المسلمين.. القصة الكاملة في جريدة الشرق الأوسط اللندنية، يشرح فيها البلاوي التي ارتكبها الإخوان بحق المملكة وباقي دول الخليج التي آمنتهم من خوف، وأطعمتهم من جوع.. فلما زال الخوف وملؤوا كروشهم بأكثر مما يسد رمقهم، استداروا على تلك الدول الكريمة، ليعضوا الأيادي التي انتشلتهم من الضياع والوحل الآسن الذي كانوا يرتعون فيه.
العتيبي يقول: ان تاريخ العلاقة بين الدولة السعودية وجماعة الإخوان مملوء بنكران الجميل، ففي عهد الملك عبد العزيز ــ ومع كل الرعاية التي قدمت له ــ فإن حسن البنا لم يتوان عن مهاجمة السعودية، والملك نفسه، وذلك إما عن طريق الهجوم المباشر من خلال ما ينشر بجريدة الإخوان، وإما عن طريق الهجوم على سياساته التي تعارضها الجماعة.
ويستطرد العتيبي في القول: في سياق مكائد الإخوان لمن آواهم ونصرهم في السعودية ودول الخليج، فانه وإن كان مستغرباً أن يصدر ذلك منهم، فان علي عشماوي (الاخواني السابق) يعتبرها سلوكاً مستقراً، فهم ــ أي الإخوان ــ يجيدون إيذاء كل من وقف معهم فترة من الزمن، إذا حدث واختلف معهم مرة، فقد ساعدتهم السعودية والكويت وقطر والإمارات والكثير من الدول العربية، فما كان منهم إلا أن أساؤوا إليها وآذوها وانقلبوا عليها، فعلوا ذلك مع جميع الدول التي آوتهم وأحسنت وفادتهم، وكان مدرسو «الإخوان» في جميع البلدان يجندون الشباب ويشحنونهم ضد حكوماتهم وبلدانهم حتى ينقلبوا عليهم.
***
وثمة خصلة تميز جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من الجماعات والتيارات في التاريخ الإسلامي والحديث، ألا وهي خصلة «عدم الوفاء»، لا بمعنى التصرف الفردي وحسب، بل بمعنى بناء جماعة منظمة تقوم على ذلك الأساس «غير السوي»، وبناء منظومة سياسية ودينية وتربوية تشرع ذلك وتحث عليه وتحتفي به! وقد حولت منظومة الإخوان هذه المكائد لوقائع وأحداث عبر الاغتيالات والتفجيرات، والغدر في التاريخ والواقع وحياة البشر يختلف عن الفطنة، ويختلف عن القيادة، ويختلف عن الحرب والقتال، انه مفهوم يكتنز دلالات سيئة، والعنف المنظم الذي اعتمدته جماعة الإخوان، هو عنف من شروطه أن يقوم على اعتماد «المكائد»، إما ضد شخصيات عبر الاغتيالات، أو ضد جماعات أو تيارات مخالفة عبر التفجيرات التي يقتل فيها مدنيون آمنون، غدر «الإخوان» يقوم على الاختلاط بعامة الناس الذين هم معهم، بينما يكون مبنياً في الأساس على خطط خادعة تخدم أهدافاً سياسية للجماعة عبر العنف والمكيدة.
والمفارقة، أن سلفياً تكفيرياً متشدداً انتهك أقدس الحرمات (الحرم المكي) عام 1979، ينعى على الإخوان تبنيهم الغدر بقوله، وهو يتحدث عن الإخوان: ويحاولون أن يغدروا بمن يعملون تحت سلطته، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم «لا غدر في الإسلام» ـــ الرسالة السابقة ــ البيان والدليل والتفصيل في وجوب معرفة الدليل ــ رسائل جهيمان (ص 460) رفعت سيد أحمد.
هذا غيض من فيض من أوصاف الإخوان المسلمين الرذيلة التي يكاد أن يجمع عليها كل من لا ينتمي إليهم، نوجهها لأبواقهم، لكي يكفوا عن ليّ الحقائق لتلميعهم، كما نوجهها للعامة، والبسطاء، وأهل السلطة المنطلية عليهم أكاذيبهم، أبعد الله شرورهم عنا وعنكم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com