لسان حال الفريق أول الطوالبة .. رحلتنا لإعادة بناء صورة جهاز الأمن العام بدأت
النتائج ملموسة والثمار قادمة ..
عروبة الإخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – قد لا تكون نصف الساعة على فنجان قهوة مع الباشا الفريق أول توفيق الطوالبة كافية ليكون المراقب في صورة العمل ، ولكنها حين تنظم في سياق الوقت الذي يتتابع فيه الانجاز فانها تطلق اشارات واضحة على فهم مدير الأمن العام لعمله وعمل جهازه .. فالفريق أول الطوالبة لا يؤمن بسياسة ” الفزعة ” في العمل وانما بتراكم العمل ومؤسسيته والبناء عليه وبالاعداد والتخطيط وتحديد الأهداف وهي الفلسفة التي نقلها لجهازه من المؤسسة العسكرية كضابط محترف ، اقترنت فترة قيادة الفريق أول الطوالبة في جهاز الأمن العام باستقرار الجهاز وتطوره وتحديثه وتوسيع مشاركته في الحياة العامة وجعله اكثر مدنية ومساهمة في الحياة المدنية باعادة تعريف دور الشرطي ومهامه واعادة بناء الثقة بالجهاز ومعه ..
ولأن الرجل منظم ويحب التنظيم فقد جرى استحداث وحدات متخصصة في التعامل مع الجريمة وجوانب العمل الشرطي وكذلك على المستوى التشريعي بادخال التعديلات على المنظومة التشريعية التي تضبط عمل الجهاز في تطوره منطلقاً من الاستراتيجية الأمنية لمديرية الأمن العام التي ساهم الفريق أول الطوالبة في وضعها والدفاع عنها ورفض أي تأجيل أو انتهاك لسريانها أو استبدال اهدافها بغيرها ..
حين جاء الى الجهاز كان ثمة ثغرات تكبل العمل وتحد منه وتقدمه من منظور مختلف ولذا كان عليه أن يدرس الوضع وان يطرح الاسئلة على الجهاز وخارجه وان يحدد اجابات قبل ان يعيد كثير من الامور الى نصابها مستعيناً بمنتسبي الجهاز نفسه ممن يدركون اهمية ان يظل العمل مؤسسياً ولذا كان على حقل الأمن العام الداخلي أن يعشب لتتمكن القدرات المثمرة فيه ان تعبر عن نفسها فكانت هذه الخطوة وبتوجيه من جلالة الملك الذي يولي جهاز الأمن العام جلّ اهتمامه حتى اذا ما تأطرت النشاطات ووضحت المعطيات وقام التشخيص المناسب لمس المواطن اهمية الحملات التي قام بها جهاز الأمن العام وفي اكثر من مناسبة وموسم لمحاصرة الخروج على القانون ومكافحة الجريمة واعادة سريان الاحكام وتطبيقها وتشكيل الذراع التي تحمي القانون وتجعل العدالة سالكة ..
كنت اتابع وادركت حجم الضغوط العامة والاجتماعية التي واجهها مدير الأمن العام واستمعت لبعضها ولكنه كان من الصلابة والارادة والاصرار ان يمضي في نهجه وان يترجم خطته واستراتيجية الجهاز لدرجة أن احدهم علق حين بدأت الحملة الأولى التي شملت التفتيش عن اكثر من ( 26) الف مطلوب أن حركة السير خفت في العاصمة . ومع الضغوط على اختلافها ومحاولة البعض تقديم رؤية قاصرة ومحدودة الاّ أن الفريق أول الطوالبة اعاد بناء الخطة التكتيكية الممارسة لينطلق مرة أخرى في خدمة الاستراتيجية التي اقرها الجهاز للسنوات التالية القادمة وكانت النتائج الايجابية أفضل وها نحن نحس وندرك الاختلاف واعادة بناء مناخ الثقة والاحتساب عند المواطنين . ولعل الحملة التالية قبل ايام عمقت رؤية الباشا الطوالبة وفهمه وساعدت متخذ القرار أن مفهوم الأمن الناعم لابد من اعادة تعريفه ولابد أن يكون مبنياً ومنطلقاً من مفهوم الأمن بمعناه الواسع وليس صفة خارجة عن الأمن أو متعارضة معه ..
تتميز شخصية الطوالبة بالهدوء وقبول قواسم مشتركة في العمل كما تتميز بقبول واسع داخل الجهاز واحترام للمواقف والسلوك الذي لا ازدواجية فيه ولا تقلب في معاييره ..
فالرجل بسيط وموجود حيث يكون المنتسبين للجهاز على مختلف رتبهم ومستوياتهم وهو يؤمن بتعزيز الجهاز بالمعرفة والاطلاع التشاركي وليس الاستعراضي ولعل له من جوانب دوره الاكاديمي كدكتور في العلوم الاستراتيجية والادارية والشرطية ما يفيد في ذلك خاصة وان انفتاحه على الاجهزة الشرطية الشقيقة وتعزيز دورها والاستفادة من خبراتها وخبرات جهاز الأمن العام الأردني ما جعله يبني جسوراً متينة وعلاقات وثيقة جرى الاعتراف بها وتكريمه وجهازه من خلالها ..
ثمة ملفات على مكتب مدير الأمن العام وفيها برامج وخطط طموحة سوف تعبر عن نفسها في قادم الايام دون ابطاء أو تردد مما يستدعي توفير الدعم المادي والمعنوي للجهاز وهو ما لمسه السادة النواب ودعا الكثيرون منهم لتحقيقه كما أن بعض هذه الملفات مما اطلعنا عليه وخاصة في ايام الطوارئ حين داهمت الاوضاع الجوية مواقع عدة في المملكة مما كان لمرونة الجهاز ودوره التأثير الكبير وكذلك لحملات مكافحة سرقة السيارات والجرائم التي تعقبها الجهاز في مناطق عدة من المملكة وفي منطقة الجفر وما هو ابعد من الجفر ..
كمراقب فان حصاد الأمن العام وجهوده المتجددة تؤتي ثمارها وما وعد به الطوالبة عشية تسلمه لمنصبه يتحقق ويتعزز اذ يحظى الرجل بدعم مباشر من جلالة الملك القائد العام كما أن انفتاح الطوالبة المدروس والموضوعي على الشارع وعلى مجلس النواب وكذلك الاعلام عزز صورة الأمن العام وجعلها أكثر أهلية في التعامل الموضوعي معها ..
لا يؤمن الفريق أول الطوالبة بحملات العلاقات العامة المندلقة التي يبرز فيها الشخص على حساب المؤسسة ولكنه يؤمن بحمل الجهاز ودوره الى رضى الجمهور من خلال قيام الجهاز بواجباته على أكمل وجه ..
المسافة التي قطعها الجهاز في اعادة بناء صورته مسافة طويلة حققت فيها اهداف كثيرة ومازالت هناك اهداف على طريق التحقيق فالرضى الكامل لا يدرك ومن هنا فان الفريق أول الطوالبة يقول مازالت رحلتنا طويلة وهي اشبه برحلة الألف ميل، ولكننا بدأنا وقطعنا الكثير رغم أن الرحلة تبدأ بخطوة واحدة الاّ ان خطواتنا كثيرة لا نعبر عن نتائجها بالكلام وانما بما نريد أن يلمسه المواطن ..