وردنا فيديو على وسائل الاتصال الاجتماعي لرجل دين يروي لنا أقوالا تروى عن أحد من ابتلانا الله بهم.. وزعمهم على رؤوسنا من أساطين الإسلام السياسي.. هذا القطبي الخارجي الذي لفظه بلده لفظ النواة، احتضنه أهل الكويت عندما قدم إليها، كما قال بلسانه في المقطع المعروض.. انه قدم للكويت في صيف عام 1965.. ووجد أنها، أي «الكويت»، بلد بعيد كل البعد عن الإسلام.. وأنه «بلد انقطعت صلته عن الإسلام».. وقد فوجئ نيافته أنه عندما صلى في عدة مساجد، لم يجد هناك شاباً يصلي، كما أنه لم يجد و«لله الحمد» ملتحياً إلا اثنين في تلك السنة، أحدهما تركي الجنسية، وقد يكون الثاني هو بلحيته غير المباركة! وقد طاف المساجد والشوارع وكل مكان، ولم يرَ إلا هذين الملتحيين اللذين أشار إليهما.
وأنا أهدي هذا الكلام لجمهور المعجبين بهذا المدعي الكاذب، الذي يدعي بشكل غير مباشر أنه هو الذي قرب أهل الكويت للإسلام، الذين كانوا بعيدين عنه، وأنه حضهم على الصلاة في المساجد التي وجدها خالية منهم، كما أنه لا فض فوه وقل حاسدوه، هو الذي شجعهم على إعفاء لحاهم، حيث كانوا جميعاً حليقي اللحى حتى حباهم الله به ليعودوا للعادات الإسلامية الأصيلة!
هذا المفتري على الكويت وأهلها، أنشأ إحدى جمعيات التطرف والغلو وإلغاء الآخر، وتبعه عدد من الشباب المغرر بهم، الذين وصلوا الآن الى سن الكهولة. وقد توسط له بعض هؤلاء عندما تبوؤوا المناصب الوزارية وعضوية مجلس الأمة، فمنح شرف الجنسية الكويتية التي قذف أهلها وشتمهم ونعتهم بما ليس فيهم، ونسب لنفسه الفضل في رجوعهم للإسلام الصحيح!
هذا الناكر للجميل اتخذت السلطات المختصة أواخر الثمانينات من القرن الماضي قراراً بإبعاده عن البلد، لأن وجوده بها يمس أمنها وأمن مواطنيها، لتتدخل في آخر لحظة احدى الشخصيات السياسية البارزة من ذوي الطموح السياسي والحظوة آنذاك، ليتم إلغاء القرار في آخر لحظة، ويبقى صاحبنا ينشر ما يعن له من آراء وأفكار تصب في خانة التطرف والتكفير.
إننا هنا، وقد غسلنا أيدينا من كثير من أعضاء مجلس أمتنا وسياسيينا، ندعو الجهات المختصة للتحقق من صحة ما نسب للمذكور وعلى لسانه وبالصوت والصورة، فإذا كان ما قاله صدر منه في حق أهل الكويت وشعبها وهم من ـ وبتوفيق من الله تعالى ــ أطعموه من جوع وآمنوه من خوف.. فيجب محاسبته وفقاً للقانون.. وإعادة النظر في موضوع حمله الجنسية الكويتية، التي لم يسبق لأحد من قبله أن نسب من فواحش ــ حسب عقيدته ــ لأهلها مثله. فهل سنرى قراراً حاسماً لرد اعتبار أهل الكويت في القادم من أيام ومن دون مراعاة خواطر فلان أو علان؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
هامش:
المفارقة أن الحكومة الرشيدة تلوح بأنها ستجنس «البدون» من كان مقيداً في إحصاء عام 1965، أي من أقام بها سنوات قبل ذلك.. والمضحك (مع الفارق في التشبيه) أنها تمنح من شتم الكويت وأهلها الجنسية، وهو قد قدم لأرض الكويت حسب قوله في 27 يوليو 1965!
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com