عروبة الإخباري – نظم منتدى الرواد الكبار، مساء يوم أمس الأول، محاضرة بعنوان «جماليات قبة الصخرة»، ألقاها د. بديع العابد، أدارها الشاعر عبد الله رضوان، وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
وألقت السيدة هيفاء البشير في بداية المحاضرة كلمة ترحيبية، قالت فيها: أن يحاضر د. العابد حول جماليات قبة الصخرة هذه الليلة فإننا ومن خلال محاضرته نؤكد تمسكنا وتعلقنا بالقدس مدينة لنا كمسلمين ولأشقائنا وإخواننا المسيحيين حتى ولو سيطر اليهود بقوتهم وجبروتهم مؤقتا فإنهم إلى زوال لا بد وستعود القدس عاجلا أم آجلا إلى أبنائها الفلسطينيين والعرب.
إلى ذلك استهل د. العابد محاضرته بالإشارة إلى أن قبة الصخرة تتمتع بمزايا عديدة: دينية، ومكانية، وتاريخية، ومعمارية، وجمالية وتقانية؛ شكلت منها شخصية بصرية ذات حضور طاغي ومسيطر، يأخذ بالألباب، ويذهب بالعقول، ويهيج المشاعر، ويأسر النفوس، ويسكن في الوجدان، وتعشقه القلوب، خاصة للقادم من الشرق وتحديدا عند منعطف الطريق القادم من قرية العيزرية والمطل على الحرم. حيث تبرز له، أي قبة الصخرة، فيتفاجأ بموضعتها الحضرية الرائعة، وشكلها الرشيق، ونسبها الجميلة المتناسقة، وألوانها الزاهية البراقة، التي تدهش الناظر، ويتراءى له وكأن مبنى القبة، يتحرر من حالته السكونية إلى حالة حركية تتجه نحو الناظر،فتسلبه وعيه للحظات يحتاجها العقل للإدراك، يتحرر بعدها الوعي،فتهيج النفوس فرحاً وسروراً، وَتلَدُ القلوب عشقاً وطرباً بما ترى.
وبيّـن د. العابد أن أهم المزايا التي تتمتع بها الشخصية البصرية لقبة الصخرة هي موضعتها الحضرية. لافتا النظر إلى أن المقصود بالموضعة الحضرية هو موقع قبة الصخرة داخل الحرم القدسي، ومن ثم داخل المركز التقليدي.
ويرى د.العابد أن من مزايا الشخصية المعمارية لقبة الصخرة الشكل المثمن الذي من مزاياه عدم وضوح نهايتيه بشكل قاطع كما في المربع والمستطيل، فالناظر يتلمس حضوره كيفما اتجه البصر، فيتوالى حضوره مع حركة الناظر إليه، فتبقى الشخصية البصرية «الشكل»، لمبنى قبة الصخرة ماثلة للناظرين إليها دون انقطاع حتى الولوج إليها، الأمر الذي يقوي حضورها ويميزها عن سائر مباني المدينة ويؤكد هويتها المعمارية العربية الإسلامية.
وكان المحاضر عرض بعض الصور التوضيحية لجماليات القبة والمسجد الأقصى من الزخارف والألوان والنقوش والمعمار خلال محاضرته.
العابد يتتبع «جماليات قبة الصخرة» في «الرواد الكبار»
15
المقالة السابقة