د.بسام العموش/قلق الأردنيين والفلسطينيين

لا ينكر أحد أننا نعيش حالة من القلق تجاه الأحداث الجارية في المنطقة كلها ، فالشأن السوري غامض إن بقي النظام أو انتصر الثوار ، قلق على الحدود وهل ستمتد النيران إلينا . قلق بالشأن المصري فحتى لو أحكم السيسي قبضته على الحكم بمباركة روسية فهل ستستقر مصر أم ستبقى المظاهرات والقتل والسجون والمحاكم ؟ قلق من تحركات كيري والمفاوضات الخفية التي يسعى السياسيون والمفكرون والاعلاميون من الفلسطينيين والأردنيين لمعرفة خفاياها عبر ما يرشح من كلمة هنا وأخرى هناك .
تعقد الندوات ويشتغل العصف السياسي لعل وعسى أن تكون هناك اختراقات للتكتم الشديد الذي تحاط به المفاوضات !!!
هناك قلق أردني تجاه الوطن البديل الذي تدعو اليه إسرائيل ، يقابله رفض الأردنيين والفلسطينيين للوطن البديل وهو أمر في غاية الأهمية .
هل ستفرض علينا أمريكا ما تريده إسرائيل ؟! هل نحن لقمة سائغة أمامهم ؟! وهل العقبات الرئيسة في القضية الفلسطينية تم تجاوزها ؟! كيف سيكون السلام مع وجود الانقسام الفلسطيني ؟ ما هي الشرعية الفلسطينية لمحمود عباس في ظل الانقسام ؟
وهل تعمل الحكومة الاردنية على تهيئة أجواء الصمود الشعبي والرسمي أم تتجه بحكم الاهتمام بالشأن الاقتصادي الى الرضوخ وقبض ثمن التوطين والتجنيس تحت مسمى الحالات الانسانية وكأن الأردن هو وحده المطالب بحل المشاكل الانسانية بينما الخفي فيها هو المشكل السياسي ؟! وماذا عن حق العودة الذي نخطب عنه ؟ هل سيكون هناك عودة أم مجرد تعويض ؟ واذا كان هناك عودة فلمن وما هو العدد ؟ وهل أعدت الحكومة الأردنية قوائم الراغبين في العودة ؟! وهل تريد السلطة الفلسطينية عودة اللاجئين ؟ واذا أرادت هل لديها القدرة على استيعابهم من حيث السكن والاقتصاد وفرص العمل ؟؟ .
كل ما سبق في كفة وما تريده إسرائيل وترضاه في كفة أخرى !!! ربما ترى الإدارة الأمريكية أن الفرصة مواتية لتنفيذ ما تريده إسرائيل حيث الوضع العربي في غاية السوء ، فكما تم تقسيم السودان ولم تتحرك الأمة تجاه ذلك ، فالفرصة موجودة حيث لا مجال لعمل عربي مشترك ولا محال لقمة ولا مجال لمصالحة فلسطينية ولا مجال لمن يعاني اقتصادياً سوى الرضوخ لأن التهديد ليس بالحرمان المالي بل بالقلاقل الداخلية تحت مسمى الربيع العربي .
ليس بالضرورة أن ينجح كيري لكن إعداد الإجابات على ما يمكن أن يقع أمر في غاية الأهمية سواء من الجهات الرسمية أو الشعبية .
dr.bassamalomoush@yahoo.com

شاهد أيضاً

لمن المنابر؟* بشار جرار

عروبة الإخباري – يعاني البعض جراء سوء الحظ أو التقدير من ظاهرة اختطاف المنابر. لكن …

اترك تعليقاً