فشل جنيف والابرهيمي يعزو الاخفاق الى رفض دمشق جدول الاعمال

عروبة الإخباري – غداة تاكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يريد تعزيز الضغط على دمشق، اعلن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي انتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت الى طريق مسدود، من دون ان يعلن موعدا جديدا لها، عازيا هذا الاخفاق الى رفض وفد النظام السوري جدول الاعمال. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان فشل المفاوضات في جنيف يشكل “اخفاقا كبيرا”، محملا النظام مسؤولية الوصول الى هذا المأزق.

وقال الابرهيمي للصحافيين: “اعتقد انه من الافضل ان يعود كل طرف الى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقول ما اذا كان يريد ان تستمر هذه العملية”.
وكان من المتوقع ان تنتهي السبت الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت الاثنين، وان يحدد الابرهيمي بالتوافق مع الوفدين موعدا لاجتماع جديد.
ولكن بعد رفض وفد الحكومة السورية جدول الاعمال قرر الابرهيمي ان يعود كل طرف الى دياره من دون تحديد موعد جديد، لاعطاء الوقت للجميع للتفكير.
واوضح الممثل الخاص “ان الحكومة تعتبر ان اهم مسألة هي الارهاب في حين ترى المعارضة ان الاهم هو سلطة الحكومة الانتقالية … اقترحنا ان نتحدث في اليوم الاول عن العنف ومحاربة الارهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم ان يوما واحدا غير كاف للتطرق الى كل موضوع”.
واضاف “يا للاسف رفضت الحكومة، ما اثار الشك لدى المعارضة بانهم لا يريدون التطرق اطلاقا الى السلطة الحكومية الانتقالية”. واعتذر “من الشعب السوري الذي علق امالا كبيرة” على هذه المفاوضات. وامل “في ان يفكر الجانبان بشكل افضل وان يعودا لتطبيق اعلان جنيف” الذي تم تبنيه في حزيران 2012 من الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات. وامل ايضا “في ان تدفع فترة التامل الحكومة خصوصا الى طمأنة الجانب الاخر انه عندما يتم التحدث عن تطبيق اعلان جنيف ان يفهموا ان على السلطة الحكومية الانتقالية ان تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الارهاب امر لا غنى عنه”، وممارسة “كامل السلطات التنفيذية” تعني حرمان الرئيس بشار الاسد من صلاحياته حتى وان لم يكن ذلك مكتوبا صراحة في بيان جنيف-1، الامر الذي يرفضه النظام السوري.
ويشكل بيان جنيف-1 اساس المفاوضات التي عقدت جلستها الاولى من الايام الاخيرة من كانون الثاني. وينص البيان الذي جرى التوصل اليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة ابرزها “وقف العنف بكل اشكاله” وتشكيل هيئة انتقالية ب”صلاحيات كاملة”.
من جانبه، صرح الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي ان جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية من دون حديث عن انتقال سياسي ستكون “مضيعة للوقت”. واعتبر ان “النظام ليس جديا … لم نأت لمناقشة بيان جنيف بل لتطبيقه”. وقال: “يجب ان نتأكد من ان النظام يرغب في حل سياسي ولا يناور لكسب الوقت”. واضاف:”اسف للقول ان لا شيء ايجابيا يذكر” بخصوص هذه المفاوضات التي تمت بوساطة الامم المتحدة وبدأت في 22 كانون الثاني بضغط من الاسرة الدولية وخصوصا روسيا والولايات المتحدة.
في المقابل، صرح رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري ان “الاعتراض كان على القراءة الاستنسابية الانتقائية من الطرف الاخر لمشروع جدول الاعمال”. واضاف: “نحن وافقنا على جدول الاعمال الذي تقدم به الوسيط الدولي، الخلاف بدأ عندما قدم الطرف الاخر تفسيره الخاص لجدول الاعمال بحيث يخصص يوم واحد لمكافحة الارهاب ومن ثم يوم اخر لهيئة الحكم الانتقالية بدون ان ننهي موضوع الارهاب”. واوضح انهم “ارادوا ان يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الارهاب مفتوحا الى اللانهاية وكل همهم الانتقال الى البند الثاني من دون قراءة مشتركة لموضوع مكافحة الارهاب”. واشار الى انه “اننا قلنا للوسيط الدولي ان الاجواء التي تحيط باجتماعات جنيف لا تنبئ ابدا بحسن نيات لدى الطرف الاخر”.
وتوقفت المفاوضات لاسبوع قبل ان تعاود جولتها الثانية الاثنين الفائت، وتوقفت السبت من دون تحديد موعد لجولة ثالثة.
وكان الطرفان المفاوضان اجمعا الجمعة على ان المفاوضات وصلت الى “طريق مسدود” من دون تحقيق اي تقدم فيما اعتصم الابرهيمي بالصمت ولم يعقد مؤتمره الصحافي اليومي المعتاد.
ولم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من احداث اختراق في المفاوضات، غداة اعلان الابرهيمي انهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الاثنين.
وقال لؤي صافي الجمعة “وصلنا الى هذا الطريق المسدود. ارجو الا يكون السد جدارا سميكا، لكن عثرة او عقبة يمكن ان نتجاوزها”.
من جهته، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “اعرب عن اسفنا العميق ان هذه الجولة لم تحقق اي تقدم”.
واعرب مسؤول اميركي كبير الجمعة رافضا كشف اسمه عن اعتقاده “ان على روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية”.
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف:”بوضوح، يجب ان يضغط الروس على النظام السوري بشكل اقوى مما قاموا به حتى الان”.
كما صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة خلال لقائه العاهل الاردني عبدالله الثاني بن الحسين ان الولايات المتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وصرح مسؤول اميركي رفيع ان واشنطن حاولت “العمل مع روسيا وافهامها ان الوضع القائم لا يخدم ايضا مصالحها”.
وبعدما انتقد موسكو لعرقلتها مرتين قرارات لمجلس الامن باستخدامها حق النقض “فيتو” اكد المسؤول “انه من غير المستبعد التوصل الى اتفاق على قرار انساني” مع روسيا. وهذا القرار قد يكون “قويا في ما يتعلق بالالتزامات التي ستفرض على نظام (دمشق) لتسهيل وصول المساعدات الانسانية” لكنه لم يشر بالضرورة الى تهديد باستخدام القوة او بتشديد العقوبات.
وشدد على ان الروس “لا يمكن ان يربحوا على كل الجبهات”، مضيفا “لا يمكنهم القول بانهم يؤيدون مفاوضات جنيف وحكومة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة ووصول المساعدة الانسانية وان يكون لديهم العاب اولمبية ناجحة من جهة ومن جهة اخرى تقديم دعم فاعل لهذا النظام الذي يقتل الناس بالطريقة الاكثر وحشية”.
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام، اودى بحياة اكثر من 140 الف شخص.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تنتقد بشدة: الأونروا ليست منظمة إرهابية

انتقدت الولايات المتحدة الأميركية بشدة، الأربعاء، مشروع قانون إسرائيلي يصف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل …

اترك تعليقاً