عروبة الإخباري – قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ انها تعمل على تغيير الصورة النمطية للوزارة لافتة الى ان من مهام وزارة الثقافة ايجاد حالة من الانفتاح والتفاعل مع الوزارت والمؤسسات الوطنية التي تعنى بالفعل الثقافي.
واضافت في حوار مع أسرة وكالة الانباء الأردنية (بترا) اداره المدير العام الزميل فيصل الشبول ان طموحها ان تكون الثقافة وسيلة عيش وحياة في حياة الاردنيين وهو ما ينبغي على المثقف الاسهام في تعزيز الفعل الثقافي عبر الارتقاء بمنجزه الذي يؤشر الى هوية وطنية تجمع سائر مكونات النسيج الاجتماعي ومواكبا للغة العصر بما يضمن دخول المشهد الثقافي.
وأكدت ان التفرغ الابداعي الذي عملت على تجميده لا الغائه هذا العام هو حق مكتسب للمثقفين ، لافتة الى انها ستعيده أكثر رشاقة وحيوية وشفافية ليكون في مصلحة المبدع الاردني .
واشادت الوزيرة بقدرات الزملاء والزميلات الصحفيين العاملين في الوكالة التي اعتبرتها «بيت الخبرة والحكمة الصحفية» مبينة ان ثمة قصورا احيانا في تعامل الوزارة بوصفها راعية للثقافة والفنون مع جهود المبدع الاردني وذلك عائد لمحدودية الامكانيات المادية مما يحول دون دعم واسناد العديد من البرامج والمشروعات المقترحة .
وحول رؤيتها في التعاطي مع مشروعات وهموم الوزارة اشارت الى انها عالجت هذه الهموم بطريقة التفكير الجماعي من خلال تشكيل هيئة استشارية مكونة من عدد من الشخصيات الرائدة من ذوي الفعل والنشاط والخبرة والحضور الثقافي حيث جرت مناقشة جملة افكار لتطوير عمل الوزارة والنهوض ببرامجها ومشروعاتها منها : اعادة احياء صندوق الثقافة الذي سيعمل على رفد ميزانية الوزارة وبالتالي اثراء المشهد الثقافي الاردني وتنويعه.
ورأت الوزيرة ان الثقافة تؤدي الى الارتقاء بذائقة ووعي الناس بقيم الجمال والاخلاق الرفيعة فضلا عن تحصين المجتمع من شطط الممارسات والسلوكيات القائمة على العنف والعصبيات أو الانغلاق على الذات والهويات الضيقة .
وشددت الوزيرة مامكغ على اهمية ان تضطلع الوزارة بثقافة الطفل والاجيال الجديدة مشيرة الى ان الوزارة عملت على انشاء مكتبة خاصة للطفل ضمن دائرة المكتبة الوطنية التي ستكون موجوداتها من كتب ودوريات مشرعة امام المواطنين باعتبارها مكتبة عامة .
واوضحت ان الوزارة وقعت عددا من الاتفاقيات مع نظيراتها في بلدان عربية واجنبية وانها ستعمل على تفعيل بنود تلك الاتفاقيات بحيث يمكن من خلالها ترويج الثقافة والفنون من خلال اتباع سياسات التبادل للوفود الثقافية من اجل فتح آفاق جديدة امام المبدع الاردني واغناء تجربته.
وحول المدن الثقافية وفلسفتها، كشفت الوزيرة ان الوزارة كانت تخصص لمشروعات المدن الثقافية مليون دينار كل عام ، الا انه جرى تخفيضها بحكم الضائقة المالية , وعبرت عن تفاؤلها باختيارات لمشروعات وبرامج الطفيلة مدينة للثقافة لهذه السنة .
واشارت الى انه من الصعوبة بمكان الحكم على منجزات المدن الثقافية، لكن وجودها ادى الى حالة من التفاعل الثقافي والتواصل بين ابناء المحافظة والمجتمع الانساني وهذا بحد ذاته انجاز لا يمكن الاستهانة به.
ولفتت مامكغ الى الدور الذي تقوم به مديريات الثقافة في المحافظات، مبينة الحاجة الى المزيد من المتابعة، قائلة انها زارت اكثر من محافظة، والتقت العاملين فيها بحضور شخصيات وهيئات ثقافية، وحثتهم على تعزيز جهودهم رغم شح الامكانات المادية.
وحول مهرجان جرش بينت الوزيرة ان ملف المهرجان سيفتح قريبا من خلال الاجتماعات مع مجلس النواب ومع لجان مختلفة , وصلتنا رسائل متعددة بان هناك تحفظات على المهرجان مع المطالبة بتعزيز الهوية العربية والاسلامية والثقافية له , وهذا يتطلب اعادة التفكير بشكل جماعي ونوع من استقراء الاراء، وآمل ان نعيد التفكير عبر اللجان وبمساندة الرأي العام مشيرة الى ان كلفة المهرجان مليون دينار بدون عوائد .
وبخصوص المسرح الاردني والدعم المقدم للفرق المسرحية قالت انه جرى الاتفاق مع نقابة الفنانين الاردنيين على التعاون بين الوزارة والنقابة بحيث تتولى الاخيرة تزويد الوزارة بمشروعات الفرق المسرحية الاولى بالدعم، مبينة انها ضد مسرح النخبة الذي يقدم لفئة معينة من المتلقين، وطالبت بضرورة ايجاد مسرح ممتع, له خطاب يرتقي بالوعي , وكتابة نصوص اكثر شعبية تقرب المسرح من الناس .
واشارت الى ان الوزارة تحاول قدر الامكان المساعدة في اقامة العديد من الملتقيات والمهرجانات المحلية مشيرة الى ان معظم الدول تربط بين النشاط الثقافي والترويج السياحي.
ونوهت الى التفاعل بين الهيئات الثقافية مع بعضها البعض والوزارة من خلال المشاركات المتنوعة على مستوى الوطن، وهناك مطلب باقامة مهرجان البادية للشعر النبطي والسامر يغطي جميع المحافظات في نوع من التواصل بين الاردنيين وبيئتهم العربية.
وأشارت الوزيرة الى عدم امتلاك المؤسسات الثقافية الاردنية مهارة صنع النجم في حقول الفنون الموسيقية وصنوف الكتابة، لافتة الى ان الدراما، اسهمت ذات حقبة في صناعة النجوم الاردنيين، لكن للاسف جرى اهمال هذا الجانب لاسباب عديدة ، وتساءلت عن غياب دور النشر في ترجمة ابداعات الاردنيين الى لغات اخرى مختلفة .
وبينت ان الوزارة بصدد مخاطبة السفارات في الخارج للمساعدة على اقتناء اللوحات الفنية للفنانين الاردنيين لافتة الى اقامة غابة الابداع , اذ سيكون هناك شجرة لكل مبدع.