عروبة الإخباري – رائد العيسه – ديوان “عصيان” جديد الشاعر ماجد أبو غوش وهو من أهم الشعراء الفلسطينيين الذي نال إعجاب المثقفين ومحبي الشعر ، وقد وقع كتبه ودواوينه في أكثر من إحتفالية من القدس إلى رام الله وطولكرم وغيرها … -واليوم ديوانه الـ ١٢ الذي يوقعه في قاعة – متحف محمود درويش، بحضور نخبة كبيرة من المثقفين والأدباء والشعراء ،وفي كلمة له شكر الداعمين له والحضور ثم قدم قصة الديوان الذي ينشره نتاج حصيلة ما كتبه خلال الست سنوات الماضية، كما ينشر الشاعر قصائده على “الفيسبوك”: ما قاله العمدة في : الفرح .. الحزن .. التأمل .. الغضب. حسناً: نناديه “العمدة”!
هو يخاطب الأصدقاء “يا رفيق” .. وإذا خاطبته معجبة: “عمو” يزعل، وفي ندوة اليوم السابع المقدسية قراءة في ديوان عصيان ورقة مقدمة من الأستاذ أبراهيم جوهر قال عنه: ماجد أبو غوش الشاعر المتمرد..ابن عمواس والذي اعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال الاسرائيلي والذي مُنع من السفر لخارج الوطن منذ العام 2011 بقرار من محكمة بلدية القدس وهي محكمة الشؤون المحلية الاسرائيلية يصافح مدننا الفلسطينية من رأس الناقورة وحتى النقب..
في رحلة الحب والوطن..لا شك من أنه تأثر بغسان كنفاني فها هو يضع بصمته في العصيان والتمرد والثورة..يعتبر أدبه ضرباً من السريالية والرمزية التي تحمل أسمى الرسائل التي ينقلها لنا وهي الوطن.. يهتم بالمضمون وليس بالشكل لذا فإن لوحاته تحمل شيئاً من الغموض في بعض الأحيان كما أنه لا يثق بالحداثة السياسية والاقتصادية، لذا يعتبر من الشعراء المحبَطين اتجاه الأوضاع السياسية والأمنية على صعيد الوطن العربي …
إن المدينة جزءٌ من وطن لا يتجزأ بالنسبة للشاعر.. فلسطين ببناتها حيفا ويافا وعكا والكرمل ورام الله والقدس وأريحا لها أثرٌ كبيرٌ على الشاعر كي يتغنى بها فهي أجمل المدن الفلسطينية والتي شهدت أحداثاً سياسية وتاريخية على مدى عصور… “عصيان|” وهو النتاج الأدبي العاشر للشاعر أبو غوش وهوعبارة عن نقلة فكرية للقارئ العربي في قرننا الحادي والعشرين ليتذوق الأدب بصورة ليست بالجديدة وإنما طريقة تقديمه هي الابداعية الجديدة, فقد مزج أبو غوش مقومات الشعر القديم كالوقوف على أطلال المحبوبة”الملكة\ليلى\الفراشة” والأغراض الشعرية من وصف وغزل بالبنية الحديثة للقصيدة”قصيدة النثر” مما يضعنا كمتذوقين أمام الانسيابية والبساطة والصدق لشعره الذي يكون غنائي أحياناً وقصصي في أحيان أخرى أمام شاعر هو خليفة للشعراء القدامى..
أيضاً النبيذ هو صديقه الحميم للكتابة كما أبي النواس في العصر العباسي…الحانة بالنسبة له ترمز للضمير ..للوعي في حالة اللاوعي فالصورة لا تكتمل إلا بصحبة الزق… يرى الشاعر أن “هناك مد شعري واضح في مواجهة العولمة والاستلاب الثقافي من الاحتلال الإسرائيلي، الشعر مازال في خندق المقاومة، وهنا في فلسطين المحتلة كلمة المقاومة واسعة جداً، وتشمل المقاومة الثقافية ضد كل محاولات طمس التراث وتدمير اللغة وقتل الإنسانية فينا، هنا الشعر مقاومة الغناء مقاومة الرقص مقاومة المسرح مقاومة الكتابة والقراءة” كما قال في أحدى المقابلات..اذاّ الوطن ليس مجرد فكرة تحيا بداخلنا وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل من ينتمي للقضية الفلسطينية والارض والتراب المقدس…
هذا الشاعر الوفي لرفقائه ممن قضوا وممن لا يزالون يدافعون عن القضية والأصيل في انتمائه يستحق منا الوقوف ولو بكلمة وفاءً لسحابة الحرف والوجع والكرامة والحرية والوطن… —
وقال الكاتب زياد جيوسي
مع 35 لقطة و (عصيان) ماجد أبو غوش همسات وعدسة: زياد جيوسي (بماذا يحلم الفلسطيني عندما يمضي إلى النوم في كل ليلة؟ بمنقوشة زعتر يأكلها جالسا على سفح جبل الكرمل أن يسير حافيا على شاطئ عكا أن يطل من نافذة على ميناء يافا عندما تعود مراكب الصيد من عرض البحر) بأمنيات تشكل حلما جميلا شدا الشاعر ماجد أبو غوش في أمسيته الشعرية في رحاب متحف محمود درويش، السبت 30/تشرين ثاني/2013، ليودع تشرين ليلة بدء عصف الكوانين، معلنا عصيانه في ديوانه الجديد (عصيان)، فأعلن العصيان (مثل حصان أتعبته المعارك)، فهو الشاعر المتمرد والإنسان الطيب الذي يصرخ منذ براعم طفولته معلنا العصيان على كل ما هو مخالف للروح الإنسانية، فكبر متمردا وصرخ بأعلى الصوت: (آخر العشاق أنا الفدائي الأخير الشيوعي الأخير آخر الصيادين وآخر الرعاة المغني الأخير.. وأنا المتيم والوله والمجنون) ليمضي (إلى موج أبيض حنون.. إلى منطقة الظل.. حيث لا ألم.. حيث لا فوضى.. حيث لا ضجيج)، فيمضي خفيفا (مثل ريشة طائر.. إلى آخر الطريق)، ويواصل أمسيته الشعرية مع جمهور امتلأت به القاعة والعديد كانوا وقوفا، مقدمة لحفل توقيع الديوان. من يعرف ماجد أبو غوش عن قرب يعرف حجم نزيف روحه في أشعاره، ومن لا يعرفه ويقرأ له ينتظر اللحظة التي تجمعه به ليراه ببساطته وشاله الأحمر حول رقبته، وابتسامته التي تخفي ألمه والخذلان الذي واجهه في حياته، فلا يمتلك إلا أن يحب ماجد وروحه، كما أحب أشعاره ونزفها. رغم برد المساء في رام الله، كنت أشد الرحال برفقة صديقي الشاعر الكنعاني عبد السلام العطاري، ترافقني عدستي التي حجبتها عن التصوير ولجمت بعض من تمردها منذ عودتي من الشارقة وعمّان الهوى، إلا أنها تمردت عليّ كالعادة ووثقت الأمسية بـ 35 لقطة، ووثقت حفل التوقيع الذي سيكون له حديث آخر بعدد كبير من اللقطات، فانحنيت احتراما لتمردها وأحببت أن تشاركوني (عصيان) ماجد وتمرد عدستي.