عروبة الإخباري – تقرير رائد العيسه
الفنان عبدالرحمن ظاهر .. كاتب ومخرج و ممثل فلسطيني من مواليد دولة الامارات العربية عام 1982 .. انهى دراسته الثانوية في مدينة نابلس .. و اكمل دراسته الجامعية في جامعة النجاح الوطنية و نال درجة البكالوريوس في تخصص الهندسة المعمارية .. ثم اكمل دراسته في الاخراج و الانتاج التلفزيوني و الاعلام .. و نفذ العديد من الاعمال التلفزيونية و المسرحية و حصل على العديد من الجوائز المحلية و العربية .. يشغل حاليا ادارة الانتاج الفني و الاعلامي في مؤسسة وطن الاعلامية .. و أحد مؤسسي شركة فنجان البلد للانتاج .. و عضوا فاعلا في العديد من المنظمات العربية الشبابية . عمل عبد الرحمن ظاهر في العديد من الاعمال التلفزيونية والمسرحية كممثل او مخرج منها على سبيل المثال مسلسل فنجان البلد(مؤلفا ومخرجا وممثلا) ومسرحية هناك على الشاطىء الآخر من اخراج فتحي عبد الرحمن , وشارك في الفيلم السينمائي (الجنة الآن ) من اخراج هاني ابو اسعد , اضافة للعديد من التحقيقات الصحفية والافلام الوثائقية . وما زال في جعبته الكثير . كان لنا معه هذا اللقاء .
• كمهندس .. ما الذي جذبك الى العمل الدرامي ؟
دراستي للهندسة المعمارية علمتني كيف افكر بترتيب العناصر و خلق تكوين جميل شكلا و مضمونا منها .. و حيث انني عملت في مجال التشكيلات ثلاثية الابعاد في التصاميم الهندسية و انتاج فيديوهات هندسية باستخدام الكاميرات الالكترونية المبرمجة فقد دفعني ذلك لدراسة التصوير و الاخراج و اكملت مسيرتي في هذا المجال .. كما انني كنت امارس هوايتي في التمثيل و الاخراج منذ بداية دراستي الجامعية و اسست فرقتين مسرحيتين اثناء الدراسة و شاركت بافلام وثائقية حصلت على جوائز عربية اثناء الدراسة
• هل تحدثنا اولا عن مشاركاتك السابقة سواء كممثل او كمخرج ؟
حياتي في هذا المجال منقسمة الى مرحلتين اساسيتين .. مرحلة الهواية ما قبل التخصص و كنت وقتها اطور معلوماتي في هذا المجال بشكل ذاتي من خلال المشاركة و القراءة و التجربة .. و حققت بعض الانجازات في تاليف و اخراج و تمثيل بعض المسرحيات و الاعمال الفنية .. و المرحلة الثانية مرحلة التخصص ما بعد الدراسة .. و قمت في هذه المرحلة بحكم عملي مخرجا و مديرا للانتاج بانتاج و اخراج العديد من الافلام الوثائقية و التحقيقات الصحفية .. و على مستوى الدراما قمت بتأليف و اخراج و تمثيل مسلسل فنجان البلد الذي عرض على فضائية رؤيا العربية في رمضان 2013 و كانت ردود الفعل عليه مميزة و ايجابية .. و الان انتهينا من تنفيذ المسلسل الجديد في حضرة العدالة .
• قمت في الفترة الاخيرة بإخراج مسلسل تحت عنوان ( في حضرة العدالة) .. عن ماذا يتحدث هذا العمل وهل تتوقع ان يكون لما يطرحه رد فعل ايجابي في الشارع الفلسطيني مثلا؟
ميزة هذا العمل انه الاول من نوعه في فلسطين من ناحية الخروج من اطار الكوميديا الساخرة و الانتقال للمشهد الدرامي الفلسطيني الذي يعرض قصصا هامة بوليسية من واقع المجتمع الفلسطيني في حلقات تلفزيونية مكتملة المدة .. و ليست قصيرة المدة .. اضافة الى اننا استخدمنا نظاما جديدا في الانتاج و التعامل مع الطواقم و الممثلين ماليا و تنظيميا .. و ركزنا على وجود المهن المساعدة في الانتاج بقوة من اجل بناء نظام درامي قائم على فواعد متينة و بعيد عن الفوضى و العشوائية الانتاجية .. و اظن ان المشاهد سوف يراقب عملا يتفاعل مع مشاعره و عواطفه و مشاكله بشكل سلسل غير مبتذل .. و ما ساعد في ذلك الرؤية الاخراجية الحديثة و تقنيات التصوير العالية و اداء الممثلين و النجوم المميز و البعيد عن الابتذال
• من خلال متابعاتنا رشح لدينا ان هذا المسلسل يتكون من ثمان حلقات .. فهل هناك توجه من الجهة القائمة على انتاجه ان يتم عمل حلقات اخرى في المستقبل القريب ؟
نعم .. الموسم الثاني اوسع و يتكون من 30 حلقة تعتمد على قضايا قانونية خاصة بالتعاون مع مجلس القاضاء الاعلى و النيابة العامة .. و سيكون بتقنيات احدث و بمشاركة نجوم عرب الى جانب النجوم الفلسطينيين.
• هل كان هناك صعوبة في اختيار الممثلين الذين قاموا بأداء شخصيات العمل ؟ وهل تراهن على هؤلاء الممثلين فيما لو طلب منكم كمنتج منفذ في تلفزيون وطن إكمال الحلقات لتصبح 30 حلقة مثلا ؟
المشاركون في هذا العمل نجوم و لديهم خبرة واسعة في هذا المجال و معهم ايضا وجوه شابة جديدة .. كانت هناك في البداية صعوبة في اقناع النجوم بالمشاركة في عمل درامي جديد نظرا لفكرة الشك المتولدة لديهم سابقا في المشهد الدرامي الفلسطيني بشكل عام .. لكن الفكرة لديهم تغيرت تماما عندما شاهدوا العمل و شعروا بالارتياح الشديد لمشاركتهم في هذا العمل و ابدوا رغبة شديدة في استكماله بنفس الطريقة بسبب تميزه و تقنيته العالية في الطرح من وجهة نظرهم.
• هل تذكر لنا بعض اسماء المشاركين في هذا العمل من ممثلين وتقنيين ؟
بكل صراحة لم اكن ابدا لانجح في هذا العمل لولا وجود طاقم تقني مميز و محترف جدا و طاقم تمثيلي مبدع الى جانبي … فعلى مستوى التمثيل شارك معنا في ادوار البطولة الرئيسية الفنان مصطفى ابو هنود و كانت له بصمة مميزة اضافة الى دروه الرئيسي و خبرته كمشرف عام على العمل .. اضافة الى مشاركة النجم الفلسطيني حسين نخلة الذي اضاف للعمل نكهة خاصة من خلال ادائه لدور بطولة رئيسي ابدع فيه بكل المقاييس .. كما انني تشرفت بمشاركة الفنانة ريم اللو و الفنانة المبدعة سميرة الناطور و الفنان اكرم المالكي و الفنان رافت لافي و الفنان اسامة ملحس و الفنان امجد غانم و الفنان محمود خليل و الفنان ايهاب زاهدة و الفنان محمد ابو عزيزة و الفنانة نوال حجازي و الوجوه الجديدة روان فرحات و لينا قادري و ريم شرحة و جاك سعادة و روان زهران و غيرهم .
و على مستوى الطاقم التقني .. كان للصديق سامح كريم بصمة واضحة في التصوير و المونتاج و المساعدة في الاخراج اضافة الى الصديق صالح حمد الذي تميز في لقطاته المتميزة كمصور رئيسي و الصديق ابراهيم ملحم الذي ابدع في عمليات الجرافيك و معالجة الصورة و الالوان و المؤثرات الخاصة .. كما تشرفت بالفنان العربي و الموسيقي ماهر الحلو الذي كانت له مشاركة فعالة في تاليف و توزيع موسيقى الشارة للعمل .. و لن انسى ابداع الزميلتين لارا نصار و نور خليل في مجال المكياج و تحضير الممثلين و الستايل الخاص بهم .
متى برأيكم سيتم بث العمل وهل تعاقدتم مع محطات فضائية لبثه ؟
سيتم البدء ببث العمل قبل بداية العام المقبل و هناك ثلاثة فضائيات ستبث العمل و سيعلن عنها قريبا .. كما ان العمل سيتم بثه عبر المواقع الالكترونية بكثافة.
والتقينا مع أحد المشاركين بالعمل الفنان مصطفى أبو هنود
بحكم عملك كممثل وشاركت في العديد من الاعمال الدرامية , هل ترى ان هذا العمل يمكن ان يكون نقله في الدراما الفلسطينية …؟
فكرة أن يكون نقله في الدراما الفلسطينيه لا أستطيع الجزم بهذا الأمر ، فهذه مسأله متعلقه بالمتلقي هو من يحدد ، إلا أننا وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا منذ اللحظات الأولى للتخطيط ، لكن السؤال الأهم هو هل هناك دراما فلسطينيه ؟ اذا كنا نعتبر أن ماتم انتاجه من اعمال بأعتقادي تنتمي لفصيلة مايسمى ب stand up comedy فإننا هنا نكون أمام الهدف الأساس لهذا الأنتاج الذي قمنا به ، هو المحاوله بتأسيس المشهد الدرامي الفلسطيني على الصعيد التلفزيوني . أملنا أن نكون وفقنا وأعود لأقول أن الحكم النهائي متروك للمشاهد وذوي الأختصاص .
ما هي المقومات التي يجب توفرها من اجل الخروج بعمل درامي فلسطيني بحت يمكن ان ينافس على مستوى الاعمال العربية ؟
اي عمليه انتاجيه في أي سياق كان يحتاج لمقومات أساسيه ، في مجال الصناعه التلفزيونيه هناك عدد من المقومات أهمها وجود بنيه تحتيه اساسيه لهذه الصناعه ، من عاملين في هذا الحقل من فنيين وتقنيين وأداريين وممثلين وكتاب سيناريو ومخرجين ، وعلى رأس الأولويات وجود رأس مال خاص وعام يعمل على تحقيق هذه الصناعه ، بتقديري الشخصي أن البنيه التحتيه متوفره ، إلا أن رأس المال الذي يمكن أن يؤسس لهذه الصناعه بفلسطين غير متوفر حتى اللحظه ، وتقع الأولويه والمسؤوليه الرئيسه على رأس المال الوطني العام أي الذي تقوم بتحقيقه الدوله أو المؤسسه الرسميه ، وفي الحال الفلسطينيه فمسؤولية المؤسسه الرسميه كبيره حيث يقع عليها عبء التأسيس والترويج خصوصا أن المسأله الفلسطينيه تعني هذه المؤسسه بالأساس ، وكذلك تتحمل المؤسسه الرسميه مسؤوليه تقديم الروايه الفلسطينيه بشقيها الوطني والأنساني الموجه للداخل والخارج .
ومن المشاركين بالعمل الفنان المبدع حسين نخله
بحكم مشاركاتك المتعددة في اعمال درامية داخل وخارج الوطن , ما هو الانطباع الذي خرجت به من خلال تعاونك مع الاستاذ عبد الرحمن ظاهر كمخرج لمسلسل في حضرة العدالة ؟
عبد الرحمن ظاهر , ظاهرة جديدة خلاقة سيكون له شأن كبير مستقبلا في مجال الاخراج الدرامي التلفزيوني .. هذا الشاب المهندس الذي مزج وجيّر واستفاد من دراسته للهندسة المعمارية في هندسة ادارة وتكوين الصورة الدرامية المرئية من خلال هذا المسلسل , استطاع ادارة طاقم كبير من الممثلين والتقنيين في خلق ابداع جديد بأسلوب جديد في عملية تكوين المشهد و الصورة الدرامية التلفزيونية في هذا المسلسل (في حضرة العدالة) . وبحكم مشاركاتي في العديد من الاعمال خارج وداخل الوطن فليس هنا مجال للمقارنة ما بين الاسلوب الاخراجي لذاك المخرج او لهذا المخرج .. كل له رؤيته الاخراجية الابداعية التي من خلالها يود ايصال الفكرة والطرح للمشاهد اينما كان عبر شاشة التلفزيون . وللحقيقة فإن اسلوب عبد الرحمن في التعامل مع المشهد التلفزيوني الدرامي اعجبني واشعرني بالطمأنينة في ان هناك مبدعين شباب يعرفون جيدا تقنية التعامل مع ادواتهم في مواقع التصوير .
• تم انتاج عديد من الاعمال الدرامية التلفزيونية الفلسطينية داخل الوطن وشاركت بجزء كبير منها فهل ترى ان هذا العمل يمكن ان يكون خطوة جديدة ورائدة في مسار العمل الدرامي الفلسطيني ؟
اي عمل درامي جديد هو حلقة في سلسلة متواصلة لخلق مشهد درامي ذو خصوصية . تم انتاج العديد من الاعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية الفلسطينية عبر السنوات الماضية , وما زالت هناك اعمال في طريقها لأن تضع بصمتها على الخارطة الدرامية الفلسطينية التي بدأت تتبلور وتظهر لتشكل الاطار للصورة الحقيقية للمشهد الدرامي الفلسطيني .. واعتقد ان هذا المسلسل هو احد هذه الخطوات والبصمات التي من شأنها ان تشير الى ان هناك دراما فلسطينية واعدة و حقيقية, والتي ستثبّت ماهيّة الدراما الفلسطينية وتضعها في مكانها الصحيح والمناسب ضمن خارطة الدراما العربية .