كثيرون هم الذين يتمنون السلام والمحبة بين الناس، لقد قامت منظمات دولية لهذا الغرض في تعبير راق من المؤسسين عن الحلم الإنساني في السلام والمحبة والملائكية ، قامت عصبة الأمم مناهضة للحرب ثم ظهرت الأمم المتحدة وكان المأمول بعدالة حقيقية تناهض الشر والشريرين ، لكن الفرصة ضاعت بتولي الدول الكبرى لمجلس الأمن محتفظة بحق الفيتو لنفسها دون معايير الأحق والعدل بل انطلاقاً من مصالح الدول الخمس ! أصدر المجلس قرارات كثيرة وانتهى في التطبيق وفق مصالح تلك الدول ! طرقوها على ألمانيا واليابان والعرب والمسلمين وتركوا قراراتهم حبراً على ورق فيما يتعلق بإسرائيل ! وبهذا لم تعد الصورة الجميلة للحياة البشرية المتخيلة على صورة ملائكية بالرغم من عدم وقوع حرب عالمية ثالثة إلا أن حروباً كثيرة قامت ونيرانا اشتعلت وأرواحا أزهقت وأموالا سلبت! صارت سياسة الدول تقوم على قاعدة الأحلاف والسيطرة على الشعوب ونهب خيراتها ووضع العقبات أمام نهضتها واستقلالها ولم تسلم بقعة من بقاع الأرض من سيول الدماء تحت عناوين مختلفة تتم صناعتها بيد القوى الخفية، فتارة باسم الحرب الأهلية ، وتارة لحماية المصالح الدولية وممرات البحار ، وثالثة تحت عنوان إسقاط ديكتاتور صنعوه ثم لم تعد له ضرورة بل يجب التخلص منه لدفن الأسرار معه!.
هذا العالم لن يكون هادئاً ولن يتمتع بالسلام بل ستبقى فيه الحروب تنتقل من ساحة إلى أخرى صراعاً على النفط والمواقع الاستراتيجية والأسواق ولإغراق الدول في مديونية من أجل تحقيق الخضوع الاقتصادي ومن ثم الخضوع السياسي!
وستبقى كلمات السلام والمحبة والإخاء وحقوق الإنسان مجرد كلمات جميلة ولكن لا محل لها من الإعراب على أرض الواقع .
هذه هي الحقيقة المرة التي لا نريدها ولا نتمناها نحن الذين ندعو لرسالة السماء بعيداً عن الجشع والطمع والرغبة في السيطرة، لكن الواقع هو الذي يتحدث والصورة هي التي تتكلم والحقيقة أكبر من الخيال وسيبقى الصراع بين الخير والشر مستمراً إلى قيام الساعة وصدق الله العظيم “ وتلك الأيام نداولها بين الناس “ .
dr.bassamalomoush@yahoo.com