عروبة الإخباري – تلتفت أنظار المصريين جميعاً، بل العالم أجمع، اليوم الاثنين، إلى قاعة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبرى، والتى ستنعقد بأكاديمية الشرطة، لمتابعة أولى جلسات محاكمة ثانى رئيس مصرى خلال الثلاثة أعوام الماضية، وعقب ثورة 25 يناير، وهو الرئيس المعزول محمد مرسى، بالإضافة إلى عدد من قيادات جماعة الإخوان، وهم كل من محمد البلتاجى، وعصام العريان، وأسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وأحمد عبد العاطى مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، وأيمن عبد الرؤوف، مستشار رئيس الجمهورية السابق، وعلاء حمزة، والناشطين عبد الرحمن عز، وأحمد المغير، والشيخ وجدى غنيم، ومنسق حركة حازمون جمال صابر، وأربعة آخرين فى أولى القضايا المتهم الرئيس المعزول فيها، والتى تمت إحالتها إلى محكمة الجنايات، وذلك فى واقعة اتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين المعتصمين أمام قصر الاتحادية ديسمبرالماضى.
ومن المقرر طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية، أن تكون أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول جلسة إجرائية، وتقوم المحكمة بإثبات حضور المتهمين بمحضر الجلسة فور وصولهم من محبسهم، ثم يقوم ممثل النيابة العامة بتلاوت أمر الإحالة والاتهامات الموجهة للمتهمين ومواد الاتهام، ثم تواجه المحكمة المتهمين بالاتهامات الموجهة لهم، وتستمع إلى رد المتهمين حول الاتهامات، وبعد ذلك تستمع المحكمة إلى طلبات دفاع المتهمين بعد إثبات حضورهم، وفى حالة عدم وجود أو حضور دفاع أى من المتهمين تطلب المحكمة من المتهم توكيل أحد المحامين للدفاع عنه، أو تقوم المحكمة بانتداب أى من المحامين للدفاع عن المتهم، ثم ستستكمل بالجلسات اللاحقة تنفيذ الطلبات، وسماع الشهود، ومناقشتهم، ثم مرافعة النيابة والمدعين بالحق المدنى، ثم الدفاع، قبل أن تحجزها لإصدار الحكم.
وتعد هذه الجلسة أول لقاء سيجمع بين قيادات الجماعة والرئيس المعزول منذ ثورة يونيو داخل قفص الاتهام، الذى سيجمعهم جميعاً أمام المحكمة، حيث تضم قائمة المتهمين إلى جانب الرئيس السابق كلاً من محمد البلتاجى وعصام العريان، ووجدى غنيم، بالاشتراك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهمين “أسعد الشيحة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وأحمد محمد عبد العاطى مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأيمن عبد الرؤوف هدهد مستشار رئيس الجمهورية، وجمال صابر محمد المحامى، و7 متهمين آخرين، وذلك بتهمة قتل الصحفى الحسينى محمد أبو ضيف و2 آخرين عمداً مع سبق الإصرار والترصد”.
وكان النائب العام المستشار هشام بركات، أحال المتهمين إلى محكمة جنايات القاهرة، وذلك لاتهامهم بارتكاب أحداث قصر الاتحادية التى وقعت فى الخامس من شهر ديسمبر 2012، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين أمام القصر الجمهورى فى مشاهد مأسوية نقلتها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة على الهواء مباشرة، وأسندت النيابة العامة لمرسى وأعضاء الإخوان تهم التحريض على ارتكاب جرائم القتل العمد، مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء، والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم بدون وجه حق وتعذيبهم.
وقبل المحاكمة نشرت وكالة “الاناضول” التركية تقرير مفصلا عن رحلة محمد مرسي منذ انضمامه للإخوان وحتى محاكمته المنتظرة غدا وجاء التقرير كالتالي:
ما بين العام 1979 وحتى نهايات 2013، ومن العمل داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين حتى مثوله كمتهم داخل قفص بمحكمة جنايات القاهرة، هناك رحلة طويلة قطعها الرئيس المعزول محمد مرسي، مر خلالها بمحطات كان أهمها على الإطلاق توليه رئاسة الجمهورية لمدة عام واحد، تحول فيها من رئيس حزب جماعة «الإخوان» إلى «أول رئيس مدني منتخب»، ثم «معزول» متهم بقتل المتظاهرين ينتظر مثوله أمام المحكمة بصحبة قيادات إخوانية أخرى.
السطور المقبلة ترصد رحلة صعود مرسي داخل جماعة الإخوان المسلمين، وممارسته للعمل البرلماني ثم الرئاسي، وصولاً لمحاكمته كثاني رئيس يتعرض لذلك بعد سلفه مبارك، وهي المحاكمة المنتظر انعقاد أولى جلساتها الإثنين 4 نوفمبر.
العضوية بـ«الإخوان»:
1979: انضم مرسي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992.
1995- 2005: ترشح خلال تلك الأعوام ولمدة 3 مرات متتالية في انتخابات مجلس الشعب في الدورات البرلمانية «1995 – 2000 – 2005»، وفاز فقط عام 2000.
2000- 2005: شغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، والمكونة من 17 عضوًا، وأبرز مواقفه كان استجواب عن حريق قطار الصعيد، الذي راح ضحيته مئات الركاب.
2002: اختير عضوًا بمكتب الإرشاد، من قبل مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين.
2006: اعتقل ضمن مئات آخرين، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بإحالة القاضيين محمود مكي وهشام البسطاويسي إلى «مجلس الصلاحية» بسبب موقفهما الرافض لـ«تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005».
يناير 2011: اعتقل ضمن عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، وخرج «بطريقة غير رسمية» يوم 28 يناير «جمعة الغضب».
الطريق للرئاسة:
أبريل 2011: انتخب رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
مارس 2012: دفعت به جماعة الإخوان المسلمين مرشحا احتياطيا لخيرت الشاطر، نائب المرشد، في انتخابات رئاسة الجمهورية، وذلك بعد قرار مجلس شورى الجماعة خوضها بموافقة 56 عضوًا مقابل معارضة 52 عضوًا.
أبريل 2012 : أصبح المرشح الوحيد لجماعة الإخوان المسلمين بعدما قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، استبعاد الشاطر و9 مرشحين آخرين من سباق انتخابات لأسباب قانونية.
مايو 2013: نجح في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة 25 يناير، ليتنافس مع الفريق أحمد شفيق بعد خسارة 11 مرشحًا آخرين.
يونيو 2012: إعلان اسمه من قبل لجنة الانتخابات الرئاسية فائزًا بنسبة 51.7% مقابل 48.3% لـ«شفيق».
مرسي رئيسًا:
30 يونيو 2012: تولى منصب الرئيس بصفة رسمية، حين قام بأداء اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا.
8 يوليو 2012: ألغى حكمًا سابقا للمحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب، وأعاده للعمل، ولكن المحكمة أكدت أن حكم حل المجلس نهائي وملزم للجميع، وتراجع مرسى بعدها عن قرار الحل.
19 يوليو 2012: أصدر قرارًا بالإفراج عن 572 سجينًا مدانين بأحكام عسكرية وتخفيف العقوبات عن بعضهم.
12 أغسطس 2012: أقال عددًا كبيرًا من قيادات الجيش، على رأسهم وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، وعيَّن بدلا منه وزير الدفاع الحالي عبدالفتاح السيسي، عقب مقتل 16 جنديًا في رفح.
6 أكتوبر 2012: اعتراضات واسعة ضد بعد قيامه بدعوة قيادات إسلامية ممن تمت إدانتهم باغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات لحضور الاحتفال الرسمي بمرور 39 عامًا على حرب 6 أكتوبر 1973.
12 أكتوبر 2012: اشتباكات بين مؤيديه ومعارضيه في ميدان التحرير، الذي شهد فعاليات مظاهرات «جمعة الحساب» لمحاسبته على ما نفذه أو لم ينفذه من وعوده خلال المائة يوم الأولى من حكمه.
22 نوفمبر 2012: أصدر إعلانًا دستوريًا ينص على «إعادة التحقيقات فى الجرائم التي تمت ضد المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وتحصين قراراته من الطعن أمام القضاء، وتحصين الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومجلس الشورى من الحل ولو بحكم قضائي»، بجانب عزل النائب العام عبدالمجيد محمود، والذي ينص القانون على عدم جواز عزله.
1 ديسمبر 2012: انطلاق مليونية «الشرعية والشريعة» بميدان «النهضة» بالجيزة، والتي أعلن مؤيدوه فيها مساندتهم للإعلان الدستوري.
5 ديسمبر 2012: أنصار مرسي يفضون اعتصام المعارضين أمام القصر، وسط اشتباكات شهدت سقوط 10 قتلى.
9 ديسمبر 2012: إلغاء الإعلان الدستورى، مع الإبقاء على معظم آثاره.
26 يناير 2013: اندلاع اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين في بورسعيد، عقب صدور حكم بإعدام 21 شخصًا، معظمهم من أبناء المحافظة، في قضية «مذبحة بورسعيد» التي راح ضحيتها 70 من مشجعي النادي الأهلي، وسقط خلال تلك الاشتباكات ببورسعيد عشرات القتلى، ما أدى لاحتجاجات بالمحافظة وأماكن أخرى تتهم مرسي بـ«القمع».
25 مارس 2013: أطلق تصريحه الشهير «أنا على وشك أن أفعلها، واللي هيحط صباعه داخل مصر هأقطعه»، وذلك عقب اندلاع اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين بمحيط مكتب الإرشاد، بالمقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين.
مايو 2013: أجرى تعديلات وزارية بتغيير 10 وزراء، حافظ فيها على هشام قنديل رئيسًا للوزراء، وسط تحفظ واسع من معارضيه وعدد من مؤيديه، ووقوع اشتباكات متتالية ومتفرقة في العديد من المحافظات المصرية بين مؤيديه ومعارضيه، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.
15 يونيو 2013: حضر مؤتمرًا في استاد القاهرة تحت شعار «دعم سوريا»، أعلن خلاله قطع العلاقات مع النظام السوري، كما قام بعض القيادات الإسلامية في الحفل بمهاجمة معارضي مرسي.
26 يونيو 2013: ألقى أطول خطاب له، استمر قرابة ساعتين، بمناسبة مرور العام الأول من فترته الرئاسية، وأكد فيه على ارتكابه أخطاء في أشياء كثيرة.
العزل والمحاكمة:
30 يونيو 2013: انطلاق مظاهرات حاشدة تطالب برحيله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
1 يوليو 2013: قيادة القوات المسلحة تصدر بيانًا، أمهلت فيه «جميع القوى السياسية» يومين آخرين للاستجابة لـ «مطالب الشعب».
3 يوليو 2013: أعلنت قيادة القوات المسلحة، في حضور قيادات سياسية ودينية، «خارطة الطريق» تضمّن محتواها «عزل مرسي، وتعديل الدستور، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة». وتم الإعلان عن أن مرسي موجود في مكان «آمن» لكن غير معلن عنه «لأسباب أمنية»، وأعلن مؤيدو مرسي اعتصامًا مفتوحًا في «رابعة العدوية» وميدان «النهضة»، حتى عودة مرسي لمنصبه.
4 يوليو 2013: ظهور مرسي للمرة الوحيدة، في شريط فيديو مسجل وهو يؤكد أنه ما زال «الرئيس الشرعي للبلاد، حاثًا مؤيديه على حماية الشرعية».
14 أغسطس: قوات الأمن والجيش تفض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة»، بعد إرسال عدة مناشدات للمعتصمين في أيام سابقة للمغادرة.
4 نوفمبر 2013: بدء أولى جلسات محاكمة مرسي أمام محكمة جنايات القاهرة