جرى اختصار وفدنا الأردني إلى أقل من النصف فقد كان مقرراً أن يحضر المؤتمر العالمي للإنسانية أو ما ترجمته أدق مؤتمر الإنسانية العالمي في باكو عاصمة أذربيجان أربع عشرة شخصية أردنية نصفهم من الأعيان ولكن حل مجلس الأعيان الذي سبق انعقاد المؤتمر بثلاثة أيام اختزل العدد فقد جرى الاعتذار للمدعوين لفقدهم صفاتهم في حين حضر طاهر المصري بصفته الشخصية كما حضر أكاديميون وأعضاء من جمعية الصداقة الأردنية-الأذرية وبعض السادة النواب..فقد كان للسادة حازم قشوع وصالح ارشيدات وأمين مشاقبة أوراق أو مداخلات تجاوز المشتركون من كل أنحاء العالم (600) شخصية وقد كان العرب ندرة فقد غابت دول عربية عديدة ولم تمثل أخرى إلا بشخص أو شخصين وكانت السعودية والإمارات من الحاضرين كما تميزت كلمة الدكتور عبد العزيز التويجري الأمين العام لمنظمة العلوم والتربية والثقافة الاسيسكو التي ألقاها في جلسة الافتتاح.
غالبية رؤساء الدول أو من يمثلهم مباشرة جاءوا من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً وقد افتتح المؤتمر الرئيس الأذري الهام حيدر عليف الذي جدد ولايته الثالثة قبل اسبوعين ليواصل رئيساً لهذه الدولة الغنية بالنفط والتي تشهد تطوراً عمرانياً وفي البنى التحتية غير مسبوق ورغم الانفتاح التدريجي والبطيء والمحسوب لأسباب اجتماعية وأمنية الا أن أذربيجان تتقدم عمرانياً بقوة الصاروخ فقد تغيرت تماماً بين زيارتي الأولى لها قبل ثلاثين سنة وبين اليوم بشكل كبير فقد اختفت المدينة المتعبة والمتواضعة لتحل محلها عاصمة من الطراز الأوروبي تنافس مدناً غربية رئيسية.
أعود إلى المؤتمر الذي يستمر ليومين ويتناول قضايا انسانية واجتماعية واعلامية عالمية وهو شبيه دافوس الذي انعقد في البحر الميت لكنه ليس للاقتصاد أو السياسة وانما للانسانيات وحقوق الانسان والاجتماع واقتصر انعقاده رغم سمته الدولية على مدينة باكو منذ ثلاث دورات اذ أنه مؤتمر أذري بامتياز ارادت حكومة الهام عليف جعله عنوانها ونافذتها على العالم وأن يكون جسر المشاركة لها في هذه الموضوعات التي تحدث فيها مندوب الرئيس الروسي بوتين ورؤساء استونيا ورومانيا ولاتفيا وبلغاريا وآخرون من مختلف انحاء العالم وذلك عن تداخل الثقافات وضرورة تعزيز ذلك وعن الهوية وخصائصها وسماتها وعن التحديات التي تواجه ذلك وضرورة تحويل هذه التحديات إلى فرص.
ولأن العلاقات الأردنية-الأذرية قوية على مستوى القيادتين فقد زار الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله اذربيجان مرتين كما زار الرئيس الأذري عمان وهنا أيضاً سفارة لفلسطين بدأت منذ (3) سنوات كما تنشط السفارة الأردنية في مجال تعزيز العلاقات..
اخترت المشاركة في حوار التغيرات التي تصفها وسائل الاعلام والاعلام الحديث ووسائله المتعددة واستمعت إلى أوراق الاعلام المتعدد والتكنولوجيا وقوانين الاعلام والمجتمع المدني أو (محددات) الاعلام..وكيف تستعمل الحكومات الاعلام لمخاطبة العقول والقلوب ووكالات الأنباء والصحف الانترنتية، تويتر واليوتيوب ولفت الانتباه ورقة الكسندر فيكوس طرق الاتصال بعد الربيع العربي ومجموعة أخرى من الأوراق في حين شارك أعضاء الوفد الأردني في حوارات أخرى لمواضيع أخرى كل حسب رغبته وتخصصه وفي الفندق الذي يقيم به بعد الافتتاح الذي تم في قاعة من أفخم قاعات المؤتمرات الدولية على مستوى عالمي وهي قاعدة الهام حيدر عليف وسط العاصمة..غداً أكمل..
alhattabsultan@gmail.com