عروبة الإخباري – سلطان الحطاب / يكتسب موقف المملكة العربية السعودية من مشاركتها في العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لمدة سنتين أهمية كبيرة في لفت المجتمع الدولي إلى جملة الاخفاقات التي كانت الدول المقررة والكبرى في مجلس الأمن وراء عدم ايجاد حلول لها بابقائها هذه المنظمة الدولية رهينة لمصالحها حيث تكيل بأكثر من مكيال ازاء القضايا الدولية وخاصة قضايا الشرق الأوسط وتحديداً الموقف من القضية الفلسطينية والموقف من النظام السوري.
موقف الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن وخاصة الولايات المتحدة الأميركية أخيراً ومن قبل روسيا والصين ولأكثر من ثلاث سنوات من الحالة السورية هي القشة التي قصمت ظهر هذه المنظمة الدولية باعلان المملكة العربية السعودية اعتراضها على طريقة هذه المنظمة في ادارة الشؤون الدولية والتعامل معها..
واذا كانت المملكة العربية السعودية قد جاء اختيارها من ترشيح عديد من دول العالم لتمثل المجموعة الآسيوية في مجلس الأمن لعضوية سنتين فإن المطلوب الآن تعضيد موقف السعودية ودعمه من كل الأطراف الدولية التي ترى أن الدول المتنفذة تحتكر قدرات مجلس الأمن وأنه تحول لدى بعضها الى مزرعة أو اقطاعية وأن قراراتها يشوبها الانحياز والخذلان والتلون وعدم التزام معايير ثابتة.
كان الموقف السعودي جذرياً حين ربط القرار السعودي بعدم ايجاد حل للقضية الفلسطينية بعد مرور (65) عاماً على احتلال اسرائيل لفلسطين واستمرار توسعها وبقاء احتلالها كآخر احتلال في العالم وما زال المجتمع الدولي الذي ترهن ارادته الدول المتنفذة عاجزاً عن احقاق الحق واقامة العدالة ووقف العدوان الذي لو وجد من يتصدى له عبر هذا المحفل الدولي الهام ما كان يمكن أن يحدث ما حدث وما زال يحدث من ارهاب وتطورات مفجعة أدت لمزيد من الحروب والعدوان والاحتلال للعراق وأفغانستان ولما كان يمكن للنظام السوري الذي قتل شعبه واستعمل الأسلحة الكيماوية أن يستمر وأن يتوقف المجتمع الدولي عن محاسبته على أفعاله الاجرامية، لقد هللت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجلس الأمن لموافقة النظام السوري على نزع اسلحته الكيماوية ولم يلفت انتباهها أنه قتل أكثر من (150) ألف سوري وما زال يقتل ولم يبق عليها الا أن تقدم لهذا النظام جائزة نوبل لأنه حقق لها بعض مصالحها في حماية اسرائيل والحرص على أمنها فقط..
يحتاج الموقف السعودي اللافت والمؤثر والذي يحدث الآن صدى واسعا في الدول المختلفة التأييد وخاصة من كل العرب وعبر الجامعة العربية للانضمام اليه وكذلك دول منظمة المؤتمر الاسلامي كافة اضافة الى مجموعة ما كان يسمى دول عدم الانحياز وغيرها من الدول التي تدرك الان ان رهن مجلس الأمن والمنظمات الدولية المنبثقة عنه وعن الأمم المتحدة سوف يهدم علاقات المجتمع الدولي ويؤثر عليها ويسمح لمزيد من الصراعات أن تنشب لغياب العدالة وأن تقوم قوى أخرى متطرفة على المستوى الدولي من منظمات ومجموعات مسلحة وتكوينات سياسية واجتماعية بأخذ القانون بيدها واشاعة المزيد من العبث والعنف وهو ما يحدث الآن ويزداد حدوثه نتاج ما جرى ويجري..ونموذج ذلك تأييد الولايات المتحدة للاخوان المسلمين ونظام مرسي المخلوع في مصر ..
اختيار السعودية من جانب أغلبية الدول في الجمعية العامة لعضوية مجلس الأمن المؤقتة يعبر عن دورها الذي أرادت له أن يكون فاعلاً من خلال قدرتها على الاحتجاج وتسجيل موقف يستدعي مراجعة حقيقية لمواقف كثير من الدول من مجلس الأمن ومن منظمات الأمم المتحدة فالسلاح الذري قام وما زال يقوم في منطقتنا على يد اسرائيل والمحاولات الايرانية والنظام السوري ما زال يقتل والقضية الفلسطينية ما زالت تواجه تآمر أطراف طويلة نافذة كلها افسدت الهيئات الدولية لصالح اسرائيل وما زلنا نذكر قول رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة تاتشر حين غزت الجيوش البريطانية جزر الفوكلاند في الأرجنتين وقد سؤلت ألا تخشين معاقبة مجلس الأمن ؟ فقالت: هذه منظمات نحن صنعناها!!
alhattabsultan@gmail.com